ط
الشعر والأدب

صَيَّادُ البُرُوق”. قصيدة للشاعر / يحيى الحمادي – اليمن


مكتب اليمن / معاذ السمعى
في الذكرى التاسعة عشرة لرحيل المبصر الخالد ..
_

صَــــــــيَّـــــــادُ الـــــــبُـــــــرُوق”

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

فَــقَـدَت بِـفَـقْـدِكَ نُــورَهـا الأَبـصـارُ

ورَأَت بــمَـوتِـكَ مَــوتَـهـا الأَشــعــارُ

.

وجَـثَا الـخَيَالُ عـلى ضَـرِيحِكَ مِثلما

يَـجـثُـو عــــلـى أنـقـاضِــهِ الـمُـنهَارُ

.

ومَشَى اليَبَاسُ على اليَبَاسِ كَأَنَّمَا

فُـطِـمَ الـثَّـرَى أو شَـاخَـتِ الأمـطارُ

.

ولِــغَـيـرِ خُــضــرٍ سَــافَـرَت أَيَّـامُـنـا

يــا مَــن رَحَـلـتَ فـأَجدَبَ الـمِضمارُ

.

يـا سـامِقًا لَـمَسَ الـسَّمَاءَ بـغَمضةٍ

خَـــضــراءَ فــيــهـا مــــاؤُهُ والــنَّــارُ

.

مَـن كـانَ يُـدركُ أَنـَّكَ الأَعمَى الذي

لَـــيــلًا تَــحِــجُّ لــنُــورِهِ الأقــمــارُ!

.

مــا كــانَ أَجـهَـلَنَا بـقـدرِكَ سـيّدي

حُـــقَّ الــرّثـاءُ لــنـا وحُـــقَّ الــعـارُ

.

حُـمِّـلْتَ مِــن أَوجـاعِـنا أضـعافَ مـا

حَــمَــل الــتُّـرَابُ وأَطَّـــتِ الأقـــدارُ

.

وصَـرَختَ حتى لَم تَجِد مِن مُنصِتٍ

وكَـتَـمـتَ حـتـى ضَـجَّـتِ الأســرارُ

.

وسُـجِنتَ والـوَطَنُ الـسَّجينُ مُـحَرَّرٌ

بـيَـدَيـكَ, يُـبـكِـي قَــيـدَهُ الإصـــرارُ

.

أَصـغَـت إلـيكَ الـرِّيحُ والـطُّرُقاتُ والـ

فَـــلَــوَاتُ والـــجُــدرانُ والأحــجــارُ

.

ونَــأَت تُـرِيـدُ سِـوَاكَ كُـلُّ عَـلِيلةٍ

وكــأَنَّـهَـا “الـشَّـمـطـاءُ والــعَـطَّـارُ”

.

فَــوقَ احـتِمَالِ عُـقُولِهَا يـا سَـيِّدِي

فَــعَـلَامَ تُـجـهِدُ نَـفـسَهَا الأوتـــارُ!

.

.

.

 

صَـلَوَاتُ صَـمتِكَ في المساءِ مَلَائِكٌ

وأرائِــــــكٌ, وسَــنَــابِــكُ, وغُـــبَــارُ

 

وأَنـينُ شَـدْوِكَ لـلصّبــــاحِ مَـنَاسِكٌ

صَـــلَّاكَ خَــلـفَ سُـطُـورِهَـا الـثُّـوَّارُ

.

يـــا راحِـــلًا والـسِّـرُّ مِــلءَ جُـفُـونِهِ

يَــجـثُـو الـلَّـبـيـبُ بــفِـكـرِهِ ويَــحَـارُ

.

كَــيـفَ اسـتَـطَعتَ بِـغَـمضَةٍ أَبَـدِيَّـةٍ

إتــيـانَ مــا لَــم تَـسـطِعِ الأبـصَـارُ!

.

كَـيفَ استَطَعتَ الغَوصَ نَحوَ جَوَاهِرٍ

لَـــم يَـسـتَـطِعْها الـبَـحـرُ والـبَـحَّـارُ

.

وسَـبَرْتَ غَـوْرَ الـكَونِ مُقتَحِمًا, وكَم

دُهِـــشَ الـخَـيَـالُ وأُبــهِـرَ الإبــهـارُ

.

.

.

.

 

يـا سَـيِّدِي خَـذَلُوكَ.. وانتَصَرُوا لِمَن

شُعَرَاؤُهُ الـــطَّــبَّــالُ والـــزَّمَّـــارُ

.

طَـمَرُوكَ بـالنِّسيانِ يـا مَـن باسمِهِ

تُـبـنَـى الـحُـرُوفُ, وتُـقـتَفَى الآثــارُ

.

سَــلْ ألــفَ أَلــفِ قـصيدةٍ أَرضَـعتَهَا

عَـيـنَـيكَ, مـــاذا أَثــمَـرَ الـمِـشوارُ؟

.

 

شَـرِبَـتْـكَ دارٌ أنـــتَ مَــن عَـلَّـمْتَهَا

صَــيـدَ الــبُـرُوقِ, فَـأَظـمَـأَتكَ الــدارُ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يحيى الحمادي – اليمن

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى