ط
مسابقة الشعر الحر والتفعيلى

ضمة من حبق البتول.مسابقة شعر التفعيلة بقلم / أحلام حسين غانم من سوريا

“ضمّةٌ مِنْ حبقِ البتُولِ”

قبلَ البَدْءِ
من فكروا في غيرهم هم أنبياء وفي جباههم رغم هذه الحرب الهمجية آيات السلام .. من فكروا في غيرهم هم وحدَهم شعراء في هذه الحياة
سنابلُ الإحساس في أضلاعهم وخبزُ الكلام .. منهم وإليهم “ضمّةٌ مِنْ عبقِ البتُولِ إلى .. شهداء الحقّ ..

بحرُ الهوى
دوني عصيٌّ مُقْفَرُ
أبحرتُ فيه ..
لعلَّ قلبي يُزْهرُ
فالحُبُّ عطرٌ من
أزاهير الجوى
” لولا الهوى
ما دارَ هذا الكوكبُ ”
هل ضاق بي
وأنا التي جعلتْ الهوى
عطراً يميس ،
متى أشاءُ ويُثْمرُ
الغارقونَ ، بكُنْهِ بحرهِ
كُفِّرُوا
قلْ لي فَدَيْتُكَ
كيف لا أتَفَكَّرُ ؟
مِنْ أَيْنَ أبْدَأُ
والحواسُ تفجَّرَتْ
تَمْتَدُّ فِي
وهَجِ العَلِيِّ وتَرحلُ
من أينَ أبْداُ
والنهايات ابْتدَتْ ؟
أو أيُّ قولٍ
في حضورهِ يُزْهِدُ ؟
أُزجي الإشارات التي
بِمَدارِها ياقوتةُ
المعنى بِكفِّيَ تُرْشِدُ
**
من جُرْحيَ
الخمسين أبدأ رحلتي
وبكُلِّ منْ
جرحوا يسافرُ خَنْجَرُ
ما كنتُ أعلمُ أنَّ
أحلامَ النَّدى
من بعضِ أحلامي
الشهيدةِ تُورقُ
**
ذِكْراكِ ذاكرةٌ
وقلبيَ بَيْدَرُ
ما أنْ تجول على فمي
أتكوَّر
وطيورُها تدنو
فتطعمُ منْ لَهُ
ذوقٌ إذا هِيَ
بالقيَامَةِ تُفْصحُ
هي زينبٌ في الروح
عذراءُ الهوى
يجتاحها في الطين
نبعٌ كوثرُ
يَتَلألأ النَّبْضُ الشّذيُّ
صَبَابَةً
وتَسِيلُ مِنْ قمحِ
الجباهِ الأنهُرُ
تَرْوي وصالَ خميلةٍ
وثْقى فَقَـدْ
كَادَتْ لِفَرْطِ حنانِهَـا
تَتَحرّقُ **
حتّى إذا مَا هزَّهَا
سيفُ العُلا
تَعتَـزُّ راعيةُ المُحالِ
وتُخْبِرُ
هيَ أنتِ..كلُّ نجومها
اجتمعتْ على
عينيكِ..
فاختصر المجرّةَ حيدرُ
**
ضمَّتْكِ غزلانُ السَّماءِ
تقرّباً
ليضيفَ دمعَكِ للبحارِ
الجوهرُ
بُشْراكِ شمْسٌ أَرْسَلَـتْ
هالاتِهـا لِتُلوّنَ الحالَ
الـذِي يَتَدفَّقُ
فإذا العيونُ الشارداتُ
غدا بِها
زَرْعاً يُهدهدهُ الصهيلُ الأَخْضَرُ
وجوىً يفيض وحُمْرةً
لا تَفْتُرُ
فتُعانقُ الأرضَ التي
ما أزْهَـرَتْ
إلا بِثَغْرِكِ ..تَطْمَئِـنُّ وتُشرقُ
***
فلمحتُ من خلفِ الظلالِ
وَوَجْهِهَا
شَمسَينِ تصليانْ
وضعتْ جدائلها الـحريرَ
بَجبهتـي
وبها الكواكبُ كُلُّها
تتعلَّقُ
لِيُقالَ هذي مِنْهُمُ فَأكْسُرُ
أنا ما كسرتُ
بحرَ الرؤى .. بل إنّما
الحلمُ ..كلّ الحلم
باسمي يَكْثُرُ
أنا من بلادٍ جيشُها ،
ونساؤها نحلٌ..
وتنبذُ كلّ من لا يبصرُ
أنا من هناك وألف
“شمسٍ”في دمي
بجنودهمْ ..
و ظلالُ روحي جعفرُ
فَيَمُدُّها بالشهد في
غسقِ الدُّجَى
والنورُ يَسْعَى
فِي سراجِ جبالِهـا
والنّملُ يُبْحِرُ
والمقابرُ تَسْخَـرُ
فَابْيضَّ رأسيَ
بالصّباحِ كَسوسنٍ
يَمْتَدّ لِلمَلكـوتِ
حيـثُ الأقْدَرُ
**
فأبوحُ بالسرِّ الذي
أتجمّلُ
سورية النورَيْن بين مدامعي
ولكُلِّ نورٍ كان
دمعيَ يكشفُ
بيدي فراشات
الرُّؤى مسكونةٌ
حوراءُ يرويها
الشهيدُ الأكْبَرُ
وبَدَتْ كمَسْرى
في عيونِ شهيدَتي
الدّرُ بعـضُ ثِمَارِهـا
والعَنْبَـرُ
وبجيدِها وضعَ الضياءُ
صليبَهُ
أنثى بشرْنَقَةِ الهدى
تتدثَّرُ
رٌحماكِ مَكْرَمَةُ
البتُولِ تَـعودُ فِـي
مَرَحِ التُّقى خُبزاً
ودمعِيَ سِكَّرُ
وإذا تَخاصمَتْ النجومُ كأَنّمَـا
بِجَواء روحِكِ أسْتَريحُ
وأُ رْزَقُ
**
أيُّ الملائكِ
أوْدَعَتكِ مليكَهَا
يَا آيةَ الإِ خلاصِ:
غَابتْ زهرتِي
حِينَ السّماءُ بِلا ترابٍ أُزْهِرَتْ
والريحُ فِي ورقِ الوُجُـودِ
تُنمِّقُ
أتُريدُ شمسَ اللهِ عشاً
هادئاً تغفو على
أفقِ الزَّوالِ وتحلمُ ؟
أنّى رَحَلْتُ تُعِيدُ سرَّ رحيقِهَـا
لا زَهْر يُشْبِهُهَـا ولا
تَتَكَـرّرُ
جُن النَّدى بِرموشهـا
مُتَوسِّداً
حبقاً علـى وجَنَاتِهـا
يتَدلَّلُ
وضفيرتاها جدولانِ
من السنا
تجري بمِحْرابِ
الهوى وتصفّقُ
**
لمّا رأيـتُ الفُلَّ
نَعْناعاً عَلَـى
أسرابِ طيفِكِ
كادَ طفلِيَ
يُخلَقُ
أنا ما خُلقتُ
لدى الملوك وإنّما
مَلَكي عَلا ..
والعارفون توهَّموا
بحرٌ من الشهداءِ حولكِ
ما الذي يجري هناكَ ؟
فكُلُّ نورٍ مُبْهَمُ
ما الليلُ ؟ ما الرَّحْمنُ ؟
ما هذا الذي يجري
وأنتِ بكُلِّ قَدْرٍ أعْلَمُ ؟
لَو أنّنَي أُوتيتُ سورةُ يُوسُـفٍ
أبقى أفجّرُ فِي الـمدى
وأوثّقُ**
**
هُزِّي خليجَ العُرْبِ
أُشْبِعُ أمَّتِي
لو هزّة تَكْفِـي
أنَـا أتَضَـوّرُ
أوَ أَطردُ الذكْرى
وتَسكنُ زهرتِي
هيهـاتَ
لا أزهو ولا أتَهرّبُ
فالشمسُ في صمتٍ
تغيبُ وتظهرُ
لو أنني أبْصَرْتُ ما
لَـمْ يَبْصُرُوا
وَقَبَضْتُ منْ عَبَقِ البتُولِ
فَأَبحـرُ
أَبكي وبحرُ الذكْرياتِ
يَمِيدُ بِـي
وبِـ” لو ” أَغُوصُ
ومُهجتِي تَتَبَصّر
يبكي معي شجرُ السلام
إذا ما بكت ْعينان
باسمهما الثرى يتفتق
فتَلَقَّفَتْكِ الأَمُّ ملءَ عيونِهَا
حينَ اسْتَبَدّ بِها
السعودُ الأَبْتَرُ
ويداكِ تختطفانِ
دمعَ حمامةٍ
راحتْ على لحنِ
الشّروقِ تُرفرفُ
أنا والضحى
خضنا الظلام سويةً
لكنّني في
دمعِ طفلٍ أُكسَرُ
ولأنَّ دَمعَكِ للسماءِ شهادةٌ
فالخلقُ عندَ شآمِ نبضِكِ تَطلُبُ
يتوافدونَ كَمَا الحَجيجِ تَبَرُّكاً
يَرْجُونَ قلباً نورهُ لا يَأفُلُ
حبقٌ بذاكرةِ الترابِ
فراشةٌ برمادها
مَرَحُ الصّبيَّةِ تكتُبُ :
سرُّ الشهادةِ
لا يُنالُ براحةٍ
ولهُ الخلودُ إذا الخلودُ
يُفْطِرُ
شعر : أحلام غانم

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى