ط
الشعر والأدب

ضي القناديل..قصة بقلم / نورا عمران من المغرب

10897836_1402217863404018_107485472147954194_n
هذا اليوم لم تشرق الشمس كالمعتاد , لكنها , أشرقت على وجهه , هو بمنتهى
الذكريات , ذكريات من الحب الكبير , فوانيس من النور تدور في مخيلته , و بحر من
الحنين .
اليوم , إيقظه الحنين , كصاروخ من الضوء , فعادت به كل حبال الذاكره , للوراء , لذلك
الحي الشعبي الذي يضج بالحياة , و بالأطفالا يلعبون , و بالنساء في الشوارع يتكلمون
, رجال بوجوه من الخير ,و تلك الرائحه الأتيه من عبق التاريخ و من الحاره المصريه
الشقيه و حتى تلك المصنوعات التقليديه , و دكان العم متولي صاحب البقاله ’ الرجل
الطيب , إبن البلد الذي لا يتأخر في مساعدة أحد .
و تذكر , حينما تنفع الذكرى :
كان كل من مر عليه و يسلم عليه بتحيه مصريه و بلهجه مصريه فيها روح من الحلاوة و
المهلبيه
تذكر ذلك الشارع ’ الشارع الطويل المليئ بالحنين , فوانيسه ,و بالوجوه
السمراء,,,,,,,,,,مواء القطط , و دكاكين , الحي الشعبي الذي كل ما مر بقربها , إلا و
فاحت منها الروائح الزكيه و للأكل و للحلويات
صوابع زينب,مهلبيه,,,,………….أم علي.,,,,,,,,,و يا سلام يا اولاد على البسبوسه من إيد أمي الحاجه
و مولخيه ,,أمي ,,,,,,و ,,,أرانب المحمرة اللي بتعملها خالتي ,,,,,,يا سلام يا
اولادددددددددددد
كباب و كفته,,,,,,,,,,,,,و كرشه و لحمة راس,,,,,,,و شوارمه , و أه , من طبق الفول
المدمس,,,,,,,,,,,, كم ملن يشتاق إليه , في عز هذا البرد , هذه الوحده , هذه الغربه
القاتله في بلاد غير بلده , و وطنا غير, وطنه ,و أناس غير , أناسه.
نهض من الفراش ,و رأسه متوجعا بالحنين و الذكرى القاتله , لا تفارقه أبدا , لم يعرف
اليوم كيف سيقضي يومه , أين يذهب , في يوم إيجازته؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟فهو حائر جدا
طوال اليوم , لم يفكر و لزحمة أفكاره , في شيء,عاد إلى فراشه , سابحا في ذكرياته ,
حتى ذقنه
الساعه السادسه مساءا
اليوم , أظلم بسرعه , كما أظلمت روحه , و إختنقت أنفاسه , فقرر االنزول للشارع
ليتمشى , لعل أنفاسه تهدأ قليلا تحث القناديل .
البرد لافحا جدا , يورد الوجنتين إرتدى وزرته الجلديه , حدائه الأبيض و الأسود , خرج
يتجول في هاته الشوارع الضبابيه ليلا .
تفحص بعينيه , كل ما يدور في الشارع الطويل ’ فلا شارع يشبه شارعه , لا أحياء
تشبه , أحياؤه التي تفعم بالحب و بالحياه,,,,,هنا ,كلها إسمنت و طوابق,,,,,,,,لا لوجود
رائحة مصر .
ولا وجوه , تشبه تلك الوجوه السمراء الحنطيه الطيبه
و لا عيون تشبه تلك العيون العربيه الساحرة,,,,,,,,,,,,,
يكاد يجن وحده و هو يمشط الأرصفه , الليليه البارده ,,,,,,,,,,,التي لا مشاعر فيها و لا
دفئ, إلا وجود من الزمهرير, و من الوجوه العابسه .
تحت القناديل :
شكى همه بالصمت , لكن لا أحد , يفهمه هو , و بأي لغة يشكي , يشكي بلغة
الضاد .
لم يأبه له أحدا .فالوجوه بيضاء جدا لا دماء فيها , حتى أنه فكر أن دماء هؤلاء قد
تكون دماء زرقاء من ذواتي الدماء البارده كدماء الزواحف . مستحيل , أن يوجد وجه
شبه مع دماء المصريه, الحمراء التي تغلي في العروق بالحياه .
أه,,,, ¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡يا دنيا أههههههههههههه¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡من هذا القدر , الرحيل كان
وجهتي,,و المغامرة و البحث عن الأحسن , كان حلمي,,,,,,,,,,,,لكن ماذا بعد ,,أه
,منك يا غربه ,أه,………………………….وحيدا,رغم كل شيء جميل .
يا شارع الحنين :
فاتتنا سنين , تذكر , العندايب و هو يغني, ضي القناديل,,تساقطت من عينيه
دمعتي الحنين ,و من قلبه أحاديد من ألاف الدموع ,,,هي دموع الشوق .
فقد , أحن………….
نعم ,أحن للنسمه الشرقيه , للحلاوة الشقيه ,,,,,, لحضن الأم و لحضن مصر و لأياموا
القريبه البعيده,و حن و إشتاق لبلده “
مصر
لم يهدى له بال , فهدا الشوق الكبير ,سيقتله قريبا على مفارش أرض الوطن
فبلده تناديه,,,,,,,,,,,,,,,و الغربه تقتله .

باناصا الأسطوره

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى