طرح أول ألبوم خاص بالتراث الموسيقي النسوي لمنطقة الساورة
4 فبراير، 2018
0 253 2 دقائق
مكتب الجزائر/دليلة بودوح
يأخذ الألبوم الجديد “اللمة ” لفرقة ” لمة بشارية” الذي صدر الأربعاء الماضي عشاق هذا الفن العريق إلى رحلة في عمق التراث الغنائي النسوي لمنطقة الساورة.
و يقترح هذا الألبوم الأول للفرقة الصادر عن دار النشر “اسطوانة”بمساهمة الديوان الوطني لحقوق التأليف و الحقوق المجاورة (لوندا)، و المشبع بالأصالة و الروحانية مجموعة من الأغاني الشعبية التي ترمز إلى هذه المنطقة الجنوبية الغربية . يقدم هذا العمل تحت إشراف المطربة سعاد عسلة التي بادرت به مقطعين “سيدي مولانا” و “معشوق النبي” من نوع الفردة في طبعة نسوية تعتمد على عدة ألوان تقليدية بنفس الأنغام ونفس الأشعار المعروفة في الأداء الرجالي لموسيقى الفردة مع لمسة تظهر مزيدا من الأصالة .
وقد ضم المشروع الذي انطلق في 2015 ما لا يقل عن 12 مغنية و موسيقية من بشار من ضمنهن حسناء البشارية لأداء ستة ألوان موسيقية .
و يضم الجزء الأول من الألبوم قطعتين “سيدي مولانا” و “معشوق النبي “. وفي أجواء احتفالية تقدم كل من زهرة خرابي و ربيعة بوغازي و أيضا مبروكة بريك مقاطع “زفاني” المنتشرة في الأفراح الشعبية على غرار “الحجاج” الذي يتميز بحضور كبير للآلات الإيقاعية .
و في سجل آخر له شعبية كبيرة في بشار، تؤدي سعاد عسلة مجموعة من الأغاني من نوع الملحون القريب من الشعبي ترافقها نغمة آلة البانجو من عزف حسناء تتخللها قراءات شعرية غنائية كما في “صلاة الفجر “و “زين اللمة “.
و قد أثبتت سعاد عسلة سليلة التقاليد الغنائية للقناوي في هذا السجل قدرة كبيرة في أداء القصيد، إضافة إلى تقديم أشعار جديدة خاصة بالمنطقة .و أدت الفرقة تحت إيقاعات البندير لأول مرة مقاطع من الحيدوس النسوي و هو نوع موسيقي تتقاسمه المنطقة مع الجنوب الشرقي للمغرب . ويتميز هذا الأداء عن الغناء الرجالي بوجود مغنية منفردة .
و شاركت حسناء البشارية بآلة القمبري و بصوتها المميز في أداء قطعتين من الديوان و هي “علي “و “سيدي ميمون” مع إدخال بعض الآلات لزيادة الإيقاع عن المعهود مع إدماج الطبل.
و تختم اللمة البشارية هذا الانجاز بثلاثة أغاني من الحضرة النسوية التي تتميز بمدح النبي و الدين و هي عادات صوفية تؤدى في مختلف المحافل من حفلات شعبية و دينية و الأعراس التي تقام في واحات المنطقة .
صدر البوم “اللمة ” في غلاف من تصميم فنان البوب ارت “الموستاش” الذي سبق و ان أنجز بورتريهات الفنانات اللواتي شاركن في الألبوم بلمسة مستلهمة من إيقونات المنطقة .
و كانت سعاد عسلة قد نظمت في 2015 إقامة للإبداع في تاغيت بغرض جمع الغناء والموسيقى التقليدية المنقولة شفويا و المهددة بالاندثار .
وقد شارك العرض الذي أعد خلال الإقامة في الطبعة ال8 للمهرجان الدولي لموسيقى الديوان بالجزائر العاصمة و في المهرجان الثقافي الأوروبي بالجزائر و في طبعتين من مهرجان الموسيقى النشوة النسائية بالمغرب.