طفلة تشتهيها المشانق. مسابقة القصيدة النثرية بقلم/ سليمى السرايري – تونس
الشاعرة والفنانة التشكيليّة سليمى السرايري – تونس
مشاركة بقصيدة نثريّة في مسابقة مهرجان همسة الدولى للآداب والفنون
******************************************************
موبايل / 0021697580412
–
العنوان : طفلة تشتهيها المشانق
–
مَنْ يَسْرِقُ وَمْضَةً مِنَ الضِّياءِ
وَيُعَلِّقُ جُرْحَهُ فـي قرط الْقَمَرِ
إِذا ما تَضاعَفَتِ الْعَتْمَةْ؟
مَنْ يَـحْمِلُنا بَعيدًا ، فَكُلُّ الأَرْصِفَةِ سهامٌ طائشة؟
مَنْ يَرْسُمُ خُطانا فـي الْـمَدى
كي نُزْهِرَ شَجَرًا أَزْرَقَ فـي الْـمَمَرِّ؟
كُلُّ النواقيس التي تدق الغبار أنتِ
وَصَمْتُكِ تَرْميمٌ لخطى المنسيينْ..
أَيَّتُها الراكضة فوق أصابع الريح
هذا الْـمَكانُ جُرْحٌ قَديمٌ
نَهِبُ لَهُ جَـميعَ قَصائِدِنا الْـمُتَّشِحَةِ بالمكان المنسحب
يا طفلة تصبّ الحدائق في بعضها
تشُدُّ الأرض من طرفيها كقوسِ الفراغ ِ،
وَتبتكرُ بَحْرًا آخَرَ لِسَفَرِنا الْقادِمِ كَيْ نعْبُرَ حَيْرَتَنا الْأَبَدِيَّة.
يَأْتِـي السَّفَرُ ليمارسَ رغبتَهُ في الرحيل
وَكَأَنَّ كُلَّ الْـمَرافِئِ حَـمَلَتْها الرِّيحُ
إِلى شُرْفَةٍ مُشَرَّعَةٍ على خواءنا..
يَقولُ الشَّارِعُ و الطفلةُ التي تسكن المرآة الحجرية قرب النهر :
لا بَرْقٌ .. ولا مَطَرٌ يُغْرينا بِالْبَقاءِ.
يا امْرَأَة تَنْتَظِرُ فـي عُرْيٍ الزَّمَنَ الرَّمادِيَّ
لَـمْ يَعُد ذلك الشَّارِعُ يشاغب حواس آخر الليل.
لَكِ ما تَرْغَبينَ أَيَّتُها الطِّفْلَةُ الْغَريبَةُ
لَكْ نَجْماتٌ تَـجوبُ عَتْماتِكِ
لَكِ مَطَرٌ يَمْلَؤُكِ
لَكِ جُرْحٌ وَوَجَعٌ يَئِنُّ
وَزَوْرَقٌ يَـحْمِلُكِ إِلى الشَّمْسِ
لا شَيْءَ يُباغِتُكِ غَيْر غُبارِ الطُّرُقاتِ النَّائِمَةِ
تَسْكُنين كَهْفَك الْأَزَلِـيَّ
فهَلْ تَعْبَئيِنَ بِما خَلَّفَتْهُ الْـحَرائِقُ؟؟
مِنْ أَيْنَ تَلِجُنا الرِّياحُ؟ وَحْدَكِ تُعانِقينَ الْـحُلُمَ
تُطَرِّزينَ شَراشِفَ الْقَصائِدِ.
لَكِ ما تَشائينَ مِنْ قُبُلاتِ اللَّيْلِ
وَمِنْ دَهْشَةِ الصُّبْحِ
لَكِ نَجْمَةٌ فـي جَنوبِ الْبِلادِ
وَرَعْشَةُ سَيْلٍ فـي أَصابِعِ الْـحَبيبِ.
هَيَّا يا امْرَأَةً لا تَقِفُ عِنْدَ نُقْطَةِ الْوَجَعِ
عَلِّمي الرِّيحَ حِكْمَةَ القلق.