ط
مسابقة الشعر العامى

طلب إحاطة .مسابقة الشعر العامى بقلم / فاطمة فهمي محمد عبد الله البيك.مصر

فاطمة فهمي محمد عبد الله البيك
فاطمة البيك
01021961439
القصة القصيرة
…………..
طلب احاطة
…………………
اليوم صحوت من نومي كعادتي بعدما ضربت الشمس فراشي .. إنها شمس إيلول الأسود .. تضربني وتوقظني .. وايلول هو لفظ الرعب والهلع في ذاكرتي ، تماما كمثل كلمة ( غول ) في حكايات توارثناها .. والغول هو العو .. والعو كما كانت جدتي تقول هو خاطف اللذات ومفرق الجماعات .. هو الموت .
والأسود هو لوني المحبب ، خاصة بعدما أصاب الوهن كياني ، ولطم الزمن سعادتي في سرادقات العزاء الممتدة بطول جغرافيا إنتسابي .
قمت متثاقلة من الفراش ، أجذب اطرافي من تحت الغطاء الثقيل الخشن ، ويجذب هو اطرافي مني ، تشبثت للنهوض ، اقاوم واقاتل واعافر بكل مالدي من قوة .. ولم استطع .. لم استطع القيام وسحب اطرافي من تحت الغطاء فأرتميت علي ظهري مرة أخري ، وأخذت استرضيه واستعطفه واسترحمه .. إيا غطاء مهلا فاأنا لا استطيع ، وبدوت كمن يعوم في الماء ، أرفص الغطاء بقدمي شيئا فشيئا . رويدا رويدا .. حتي بدأ يتزحلق وببطئ من فوقي .. وأظنني انتصرت عليه وسحبت قدمي من تحته واعتدلت للجلوس ، ولكنني عند وضع قدمي علي الارض لم اشعر بالارض .. لاشئ .. سراب .
تحسست بأطراف اصابع القدم التمس الارض فلم أحس شئ ، ولم المس شئ ، هذا غير معقول ..!
انكفأت إلي الأمام قليلا انظر إلي اسفل قدمي فلم أجد شئ ، لم أر شئ .. لا ارض
غير معقول ..
أأنا وسريري وقدمي نسبح في الهواء .. ؟ مستحيل
أسقطت رأسي بين كفي وأخذت أفكر .. أنه وهم نعم وهم .. وحدثتني نفسي قائلة . قفي .. قفي مرة واحدة علي قدميك دون أن تنظري إلي اسفل … نعم هذا هو الحل للخلاص من اوهامي ، ولكنني خائفة .. قد اسقط في اللاشئ في السراب وأنا لا اتحمل سقطة أبدا .
تحاملت علي نفسي ورفعت رأسي لأعلي واغمضت عيني وجمعت كل شجاعتي .. وفجأة أنتصبت واقفة ..
وجدتني واقفة .. فرحتُ .. فتحت عيني انظر لنفسي .. انظر لسريري خلفي .. نعم أنا واقفة .
ضحكت زهوا وانتصرا
ونظرت إلي اسفل حتي اثبت لذاتي أنني واقفة فعلا .. ولشد ما أذهلني .. لا أرض ..
وبينما أنا في ذهولي إذ بصوت جهوري يقول :
ــ سيدتي .. تفضلي قولي ماعندك .. أنت واقفة الأن علي منصة العظماء .. نفس المنصة التي وقف عليها بطل الحرب والسلام .. تفضلي سيدتي .
دب السكون وأنا في شدة الأندهاش .. نظرت أمامي لا شئ .. تحسست بيدي .. وجدته .. ميكرفون ناعم الملمس مستدير .. امسكت به .. وقربته من فمي وصرخت
ـــ صفقوا معي لبطل الحرب والسلام .. ولكن .. هل استطيع أن اقدم طلب احاطة وأسألكم أين الأرض ..؟!!

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى