.
.كتبت / سهير محمد
………………..
ايــهــاب نــافـــع
………………..
جمهوره لم يعرف عنه سوى فتى الشاشة الوسيم الذي جسد العديد من الأدوار الرومانسية، والذي كان لفترة طويلة حلم لأي فتاة تشاهد أدواره وتنظر إلى عيناه الساحرتان، إنه الفنان الراحل إيهاب نافع.
====
نشأته
====
ولد محمد إيهاب نافع عام 1935 بالقاهرة، وتخرج من الكلية الجوية عام 1955، وكان يعمل طيار مقاتلات، وشغل منصب الطيار الخاص للرئيس الراحل جمال عبد الناصر لمدة ثلاث سنوات.
———————————
زواجه من 10 نساء حول العالم
———————————
تزوج إيهاب نافع للمرة الأولى في حياته من د. ألفت بعد ان تعرف عليها في نادي المعادي, ونشأت بينهما قصة حب, ولكن بعد الزواج حدث بينهما الكثير من المشاكل فطلقها, وأنجبت منه أيمن الذي يعمل طبيبا جراحا.
كانت وسامته ومن ثم زواجه من الفنانة ماجدة عام 1963 سببا في انتقاله من عالم الطيران إلى عالم الفن والأضواء والشهرة حيث أصبح أحد نجوم السينما المصرية وشارك في الكثير من الأفلام حتى عام ,1990 وتفرغ بعدها لإدارة أعماله التجارية, ولم يكن هذا هو السبب الوحيد لتسليط الأضواء عليه وإنما أيضا تعدد الزيجات في حياته, حيث وصل عددها إلى عشر زوجات.
وأنجب نجله الأكبر الدكتور أيمن من أولى زوجاته الدكتورة ألفت, ثم غادة من زوجته الثانية الفنانة ماجدة, حيث استمر زواجهما أربعة أعوام وانفصلا بعد أن قدما معا الكثير من الأفلام الناجحة مثل “الحقيقة العارية”, “النداهة “, و”هجرة الرسول” وغيرها.
وكان زواجه للمرة الثانية من الفنانة ماجدة عام 1963 وهو العام الذي عرض فيه أول فيلم سينمائي يجمعهما بعنوان”الحقيقة العارية” وهو أول أفلام إيهاب الذي لم يقدم في حياته سوى 14 فيلما من بينها فيلمان إنتاج لبناني وفيلم من إنتاج تركي, وكانت ماجدة في ذلك الوقت نجمة كبيرة ولها رصيد مميز من الأفلام تمثيلا وانتاجا فكانت سببا مهما وراء اشتغاله بالسينما وتركه عمله الأصلي كطيار, وجمعهما خلال مشوارهما السينمائي أربعة أفلام فقط, وأثمر زواجهما عن ابنتهما الفنانة غادة نافع, وانتهى التعاون الفني بينهما بانفصالهما, وبعد آخر أفلامهما معا “النداهة” عام 1975 لم تتزوج الفنانة ماجدة واكتفت بالعمل الفني بينما تزوج نافع من ثماني زوجات واختفى من الساحة الفنية.
على أثر انفصاله عن ماجدة ترك مصر وسافر إلى بيروت وتزوج هناك للمرة الثالثة من امرأة استرالية, فبعد استقراره هناك شارك ببطولة أفلام سينمائية تجارية, وفي أحد الأيام تعرف على هذه المرأة على حمام سباحة أحد الفنادق, وتزوجها عام 1968 وسافر معها إلى أستراليا حيث قدم مسلسلاً تلفزيونياً ناجحاً وحصل على الجنسية الأسترالية بعد عرض حلقتين منه, وإلى جانب عمله الفني في ذلك الوقت كان رجل أعمال معروفاً حيث يتاجر في الأخشاب, والأسلحة التي كان يقوم ببيعها لدول عربية مهمة, ولكن زوجته الأسترالية كانت مدمنة خمور وتفقد رشدها كل ليلة فطلقها بعد أن أنجبت له زكريا وجوهرة اللذين جاءا إلى مصر وعملا فيها لفترة ثم عادا إلى والدتهما في أستراليا.
أما زوجته الرابعة فقد كانت صحافية خليجية تعرف عليها في الاسكندرية ثم تزوجها, وتم الطلاق بينهما بعد 12 شهراً بسبب الخمور أيضاً. ولم يكن يستطيع نافع أن يعيش بدون نساء في حياته فبعد طلاقه من الصحافية تزوج من اميركية من أصل ألماني تدعى مونيكا تعرف إليها في اليونان, إذ كان حينها أحد المساهمين في شركة طيران في أثينا, وكانت الشركة تقيم حفلتين في السنة للشخصيات المهمة, وكانت مونيكا من ضمن الحاضرين, وتحدثا طويلا وفي نهاية الحفل دعاها إلى لندن, وتزوجها هناك وكانت في العشرينيات من عمرها لتصبح الزوجة الخامسة وعلى الرغم من أنه كانت تحبه إلا أن والدها أقنعها بأنه سيطلقها عندما تبلغ الثلاثين من عمرها, ففضلت أن تطلقه هي, وأرسلت له ورقة الطلاق عام ,1982
أما زوجته السادسة فزواجهما لم يستمر سوى شهرين فقط, وهي من الأردن وتعرف إليها هناك, وكانت متدينة وملتزمة ولاتعترف بالصداقات الأوروبية فقرر الزواج بها واتفقا على أن يعيشا أسبوعاً في الأردن, وثلاثة أسابيع في لندن, لكنها بعد شهرين رفضت أن تذهب إلى لندن فطلقها.
أما زوجته السابعة فنستطيع أن نقول إن زواجه منها تم بغرض الحفاظ على سمعتها كما ذكر في مذكراته وهي أرملة صديقه رأفت الهجان حيث تزوجها لأن بعض الناس ذكروا إنه يرافقها فلم يجد أمامه سوى أن يتزوجها خاصة أنه كان في هذه الفترة مقلعا عن الخمور ومبتعدا عن النساء, واستمر زواجهما سبع سنوات عاش معها خمسا منها وهجرها لمدة عامين ثم عاد إليها لمدة عام ثم طلقها بسبب استيلائها على أمواله كما جاء في مذكراته حيث أقرضها 260 ألف دولار لشراء منزل لابنتها, وبعد مرور فترة طويلة, طلب منها جزء من المبلغ فأنكرت أنها اقترضت منه أموالاً, فقام بتطليقها.
وخلال فترة العامين اللذين انفصل فيهما عنها تزوج للمرة الثامنة من فتاة عمرها 19 عاماً وطلقها بعد ثلاثة شهور لأنها كانت توقظه من النوم كل يوم قبيل الفجر, لتذهب إلى الديسكو للرقص, وكان هو بعكسها يميل إلى الحياة الهادئة.
أما زوجته التاسعة فهي آمال القاضي وتزوجها عام 1990 لمدة سبع سنوات, وكانا يقيمان خلالها في فيلا المعادي المملوكة له, وكتب لها توكيلا عاما ببيع الفيلا لأولاده ففوجئ بأنها نقلتها لأولادها هي فلجأ إلى القضاء وحكمت المحكمة بتمكينهما معا بحق الانتفاع من الفيلا, وذهب للإقامة فيها, ولكنه بعد يومين تركها وعاد إلى شقته في مصر الجديدة,
تزوج للمرة العاشرة من فتاة كانت تصغره بنحو عشرين عاما, لكنه اكتشف أن سلوكها سيئ بعدما أخبره بذلك أمن العمارة فطلقها بعد ثلاثة شهور.
——————————
حياته في عالم الجاسوسية
——————————-
لم يعترف بنفسه كممثل وكان دائمًا ينظر إلى نفسه بصفة الطيار الذي خدم بلاده، ورغم أن الجمهور لا يعرف سوى إيهاب نافع الممثل إلا أنه قبل وفاته عام 2006 كشف عن العديد من أسراره عندما قرر كتابة مذكراته، التي تركت صدى كبيرًا.
وذكر ايهاب نافع أنه لعب دورا سريا في معاهدة السلام حيث نقل بعض المعلومات للرئيس السادات التي استعان بها في توقيع المعاهدة. من وولتر مونديال رئيس الكونجرس الأمريكي تؤكد فيه الإدارة الأمريكية تعويض السادات عن كل التنازلات التي سيقدمها لإسرائيل قبل كامب ديفيد… وكانت مهمته نقل هذه المعلومات للرئيس مباشرة،
يقول ايهاب نافع
وبالفعل سافرت الى مصر وعندما وصلت مطار القاهرة كان هناك من ينتظرني من رئاسة الجمهورية وطلبوا مني أن أسلمهم الملف الذي به تلك المعلومات التي حصلت عليها من مصدر خاص لي في أميركا فرفضت.
وطلبت لقاء الرئيس بنفسي لتسليمها له، وكنت قد وصلت في منتصف الليل فأخبرتهم بأنني أريد أن يكون اللقاء في الصباح للأهمية، فاقتادوني الى فندق هيلتون النيل ولم أنم حتى الصباح.
وعند استراحة السادات في الاسماعيلية رحب بي السادات وسلمته «الظرف»، فقال لي «انت طبعا تعرف محتواه، فقلت له نعم يا فندم ففتح الظرف وأخذ يقرأ وبعد أن انتهى من قراءة الأوراق قال لي أين ستكون في الفترة التي سأكون فيها في أميركا».
فقلت له «يا فندم أنا أعمل في أميركا» فقال: وممكن أن تكون قريبا منا حتى اذا احتجناك نجدك وقالها بالانكليزية فقلت: بكل ممنونية يا فندم.
كشف نافع في مذكراته عن أنه كان عميلًا مزدوجًا للمخابرات المصرية و ايضا صداقته بعزرا وايزمان قائد القوات الإسرائيلية – الذي أصبح رئيساً لإسرائيل فيما بعد، قائلًا إنه يسهل له إجراءات السفر إلى إسرائيل للقيام بالمهام السياسية المُكلف بها من المخابرات العامة المصرية و كان يساعده اعتقاداً منه أنه كان عميل مزدوج.
الفنان المصري أكد على أنه في إحدى المهام التي قام بها كانت المخابرات المصرية تريد منه أن تعرف و تتأكد من أن الممر الذى عملته إسرائيل فيما بعد بطول 7 كيلو للطائرات السريعة تم إنشاؤه أم لا؟.
البطل السينمائي عبر كذلك عن حبه للرئيس الراحل أنور السادات والذي أكد أنه أكثر قوة من الزعيم جمال عبدالناصر، مشددًا على أن الأخير هو السبب الأول والرئيسي في هزيمة 1967 وليس أي شخص آخر.
نافع اتهم في مذكراته رفعت الجمال بأنه كان عميلًا لإسرائيل، وعندما قرأت طليقة الثاني وأرملة الأول ما كتبه استاءت جدًا، وكانت لها لقاء شهير مع الإعلامي وائل الإبراشي انتقدت فيه ما كتبه نافع في مذكراته عن زوجها الراحل رفعت الجمال.
—–
وفاته
—–
قبل أن يفارق الحياة كانت الفنانة ماجدة في الجزائر تتسلم درع المجاهدين في حفل تكريمها , وبعد أن وصلت إلى مطار القاهرة وجدت من يخبرها بمرض زوجها السابق ووالد ابنتها فتوجهت مباشرة إلى المستشفى, حيث يرقد الفنان إيهاب نافع ليفارق الحياة وهي بجواره تسانده وتؤازره كما حدث في بدايته الفنية
تقول الفنانة القديرة ماجدة عن هذا الزواج : برغم أنني كنت أجسد أدوار الحب على شاشة السينما إلا أنني كنت محرومة منه وعشت فترة طويلة أبحث عن الحب الحقيقي, لدرجة أن الكثير من الناس ظنوا أنني متزوجة في السر ولكنهم لم يعرفوا انني عندما بدأت مشواري تزوجت الفن لأنني مصرة أن أكون شيئا كبيرا ومهما حيث لم أكن أرضى بالقليل, لذلك تفرغت للفن, وكثيرا ما كنت أنظر حولي فلا أجد زواجا ناجحا خاصة في الوسط الفني, ولكن بعد فترة تمت خطبتي على رجل أعمال سورى هو حسن العطار ابن عم المنتج صبحي فرحات وكان يملك بعض دور العرض في دمشق, حيث كنت في لبنان لعرض فيلم ” أين عمري ” وتعرفت عليه عن طريق ابن عمه, ولكن أهلي كان لهم بعض التحفظات, أدت لعدم استمرار خطبتنا طويلا, وبعد مرور عام وفي حفل السفارة الروسية بالقاهرة تعرفت على الطيار إيهاب نافع الذي أصر أن يوصلني إلى المنزل في ذلك اليوم برغم وجود سيارتي معي, وكي أصل إلى المنزل سرنا بالسيارة في الشوارع لمدة ثلاث ساعات حكى لي خلالها قصة حياته ومدى إعجابه بي ولأول مرة أشعر بخفقان قلبى ودقاته تهزني بشدة, وبعد أيام عدة جاء إلى منزلنا ليطلب يدي من والدي, وكان هذا هو الحب الأول والأخير في حياتي, وأقمنا حفلا كبيرا في فندق الهيلتون, وبدأت حياتي بعد ذلك تتغير وأشعر بسعادة كبيرة لسنوات طويلة خاصة بعدما رزقت بابنتي غادة التي ملأت حياتي بعد أن انفصلنا أنا ووالدها عن بعض , وأنا من صمم على الانفصال لأنه كان دائم السفر بجانب عمله كطيار قبل اندماجه في عالم الفن , وأنا كأي زوجة تريد زوجها بجانبها وإن احتاجت له تجده بجوارها, والكثير من الناس فسر انفصالنا وقتها بسبب غيرتي الشديدة عليه لوسامته الشديدة وهذا غير صحيح بالمرة فأنا لدي من الثقة والاعتزاز بنفسي ما يحول دون ذلك.
وتضيف: إيهاب كان شخصا مؤدبا وطوال فترة زواجنا لم يجرحني ولو بكلمة واحدة, وعندما وصلت إلى المطار وعلمت بمرضه أصابني الحزن الشديد عليه خاصة عندما دخلت العناية المركزة لأجده في وضع حرج وبرغم ذلك ابتسم لي ووقتها لم استطع أن أمنع دموعي عندما نظر لابنتنا غادة وقال لها أنا تعبت قوي بعد طلاق ماما ولم أحب في حياتي غيرها, وكنت اقرأ له القرآن الكريم وأشعر براحة كبيرة بجواره, لكن ما أحزنني جدا وغادة أيضا أنها وقت وفاته كانت مسافرة مع زوجها إلى تركيا ولم تجد طائرة لتعود بها إلى مصر لتكون بجواره في آخر لحظات حياته, وفشلت في أن أجد لها مكانا علي أي طائرة ليدفن والدها دون أن تكون معه, فهي فرحته الكبيرة وأول حفيد له كان منها, وقبل سفرها كانت قد لازمت والدها طويلاً بعد الأزمات الصحية التي تعرض لها في أواخر أيام حياته.
وتوقف قلبه عن الخفقان في مستشفي القوات الجوية المصرية بالقاهرة مساء يوم 30 ديسمبر 2006 عن عمر يناهز 71 عاما اثر تدهور صحته, وفاجأت الفنانة ماجدة الجميع إثر رحيل زوجها السابق بارتداء ملابس الحداد وأقامت سرداق عزاء يليق بمكانة الفنان الراحل السياسية والفنية والاجتماعية, وتلقت وابنتها من أصدقاء ومحبي الفنان الراحل التعازي.
——————–
حوار مع ايهاب نافع
——————–
واليكم تفاصيل حوار تم اجراؤه بواسطة (مطاوع بركات) مع الفنان الراحل ايهاب نافع :
* تعرضت فى مذكراتك لشخصيات مهمة منها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر و السادات .. لو قارنا بين الزعيمين ماذا تقول ؟
– أولاً .. أنا أحب الرئيس الراحل أنور السادات لانه أعطى لمصر ما لم يعطه أى رئيس آخر و علاقتى بعبد الناصر بدأت قبل أن يكون رئيساً عندما انضممت إلى إحدى الخلايا المسلحة ضد الإنجليز التى كانت تضم مجموعة مجلس قيادة الثورة و على راسهم زكريا محيى الدين و أنور السادات ، و بعد تولى جمال عبد الناصر رئاسة الجمهورية كنت من ضمن المعترضين على سياسة الإصلاح الزراعى التى إتبعها ، فبعد مرور عام تقريباً من تطبيقه لقانون الإصلاح ثار الفلاحون و تظاهروا أمام منزل عبد الناصر لأنهم فشلوا فى إدارة و زراعة الأراضى التى وزعها عليهم و طالبوا برد الأراضى لأصحابها مرة أخرى .
و فى مناورات الفرقة الرابعة مدرعة فى 15 مارس 1958 ركب معى الرئيس عبد الناصر الطائرة التى أقودها و بعد نزولنا إلى المكان المحدد للهبوط انضمت فرصة أن الطائرات الأخرى ستقوم بلفة جوية أخرى فلفت نظر عبد الناصر إلى عيب فى الطائرة التى أقودها فقلت له : شايف يا فندم الزيت اللى بيتسرب من موتور الطائرة .. فقال : سببه ايه ؟ ..
فرددت : السبب أن الطائرة طارت 640 ساعة طيران و المفروض أنها لا تسرب زيت بهذا الشكل ، فقال غاضباً : انا منبه عليك أنك تقولى المشكلة و حلها ما تنتظرش اقولك الحل ، هو انا طيار ؟ ، فقلت له : نغير جميع الموتورات التى وصل عمرها الافتراضى إلى المنتصف و نعطيها إلى الأسراب الأخرى و نشترى موتورات جديدة للسرب الجمهورى .. فقال لى : المهم دلوقتى فى خطر علينا و احنا راجعين و لا نرجع بالسيارات أحسن .. فقلت له : لا يا فندم مفيش خطر … لكن ممكن يكون الخطر فى المستقبل ده كان اختبار منى لشجاعة عبد الناصر … و من خلال قربى من الزعيمين أستطع أن اقول أن السادات أشجع من عبد الناصر لأنه استلم قيادة المركب ( و هى بتغرق و عومها ) .
* ما تقوله فى مذكراتك لا يصدقه البعض خاصة عن علاقتك القوية بعبد الناصر ؟
– إزاى مش بطير بالراجل و مسلمنى رقبته .. فمن السهل جداً ان أقلب الطائرة و أتركه لمصيره و أخذ أنا الباراشوت و أهبط به إلى الارض .
* هل أنت مع التطبيع و معاهدة كامب ديفيد ؟ و هل كان السادات يتلقى تعليمات من الإدارة الأمريكية لإتمام الإتفاقية ؟
– بالطبع نعم .. يكفى أن المعاهدة أعادت سيناء بدون أن تنزل قطرة دم واحدة من جندى مصرى .. كما اننى قمت بتوصيل خطاب من وولتر مونديال رئيس الكونجرس الامريكى للسادات كتب تفاصيل ما فيه إلا أن المخابرات المصرية حذفت جزءاً كبيراً منه ففى الخطاب تطلب الإدارة الأمريكية من السادات زيارة أمريكا و تؤكد على أنها ستدعمه و أن كل تنازل سيقدمه سيكون امامه مكاسب أخرى سيحققها .
* لماذا ذبحت فريد الأطرش فى مذكراتك و قلت إنه سكير و مقامر و يتلقى أموالاً من آمراء الخليج ؟
– و إيه يعنى و فيها إيه إحنا ياما لعبنا قمار و سكرنا مع بعض .. إحنا ناس سبور و مرفهين و دى حقيقة إنه أخذ فلوس من الشيخ سعد العبدالله ولى عهد و رئيس الوزراء الكويتى بعد ما خسر 196 ألف ليرة لبنانية فى أحد نوادى القمار ببيروت و اعطانى فريد الأطرش المبلغ لأودعه له بالبنك صباحاً حتى لا يتعرض لموقف محرج فى حال تقدم الشخص المدين بالشيك و لا يجد رصيد لفريد بالبنك .. و الغريب أننى إكتشفت أن المبلغ الذى أعطاه الشيخ سعد العبدالله لفريد الأطرش يبلغ نصف مليون ليرة ..
أما ما تقوله بأننى عندما كتبت ذلك فى كتابى بأنه ذبح لفريد الأطرش فهذا تصور خاطئ و ما فعله فريد أهون من أن يُسجن بسبب المبلغ الذى خسره فى لعبة القمار .
و الله عن نفسى أنا لم اتقاض مليماً واحداً منهم .. لكن الأموال التى يتلقاها الفنانون كانت عبارة عن هدايا و مساعدات مادية لمعونتهم فى تصوير فيلم أو إنتاج أعماله و لم يكن الآمراء الخليجيون يغدقون بالأموال عليهم لكى يشربوا الخمر و يلعبوا القمار .
* من المسئول عن نكسة 67 ؟
– المسئول الوحيد عن نكسة 67 هو جمال عبد الناصر فالفريق محمد صدقى محمود قائد القوات الجوية كان بيطلب دائماً فلوس لكى يقوم ببناء ( دشم ) لحماية الطائرات و كان رد عبد الناصر معنديش فلوس مع أنه من المفترض قبل أن تفكر فى شراء أى طائرة لابد أن تبنى لها ( دشمة ).
* زرت اسرائيل أكثر من مرة ما أهداف الزيارات ؟ و ما هى طبيعة علاقتك ببعض المسئولين الاسرائيلين ؟
– كنت صديق عزرا وايزمان قائد القوات الاسرائيلية – الذى أصبح رئيساً لاسرائيل فيما بعد ، و هو من مواليد حى الموسكى بالقاهرة و كان فى ذلك الوقت يُسهل لى اجراءات السفر إلى اسرائيل للقيام بالمهام السياسية المُكلف بها من المخابرات العامة المصرية و كان يساعدنى اعتقاداً منه أننى عميل مزدوج .. فقد كنا نتبادل المعلومات العسكرية بمعنى كنت أعطيه المعلومة و فى الحال أحصل على معلومة مقابلة .. و كانت المخابرات المصرية تريد من خلال أحد المهام التى كُلفت بها أن تعرف و تتأكد من أن الممر الذى عملته اسرائيل فيما بعد بطول 7 كيلو للطائرات السريعة تم انشاؤه أم لا .
* لماذا تكتب مذكراتك الآن ؟
– ضغط الناس و إلحاحهم هو الذى دفعنى لكتابة مذكراتى على الرغم من أننى دفعت ضريبة ذلك ، فالمذكرات ظلت لمدة 6 شهور فى المخابرات العامة لتحليلها و تنقيحها .. فهذا الكتاب هو النسخة المنقحة التى أجازتها المخابرات المصرية .
* البعض يعتقد أنك قمت بكتابة مذكراتك على طريقة اعتماد خورشيد ، ما تعليقك ؟
– أنا لم أقل إلا الحقيقة ، و لن أقبل ان يتساوى أو يُقارن بما كتبته اعتماد خورشيد بما قلته فى مذكراتى و استشهد بما قاله لى عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية بأننى ابن حقيقى من أبناء الجهاز و ما كتبته ( حاجة تفرح ) ، كما أننى لا أعتبر نفسى فناناٌ أنا ضابط طيار و من ينظر إلى كفنان فهذا ليس ذنبى .. و أؤكد مرة أخرى أننى فنان بالصدفة