ط
كتاب همسة

 عاصفة الجحود! .. بقلم د. رانيا عثمان

تنتابني حالة من التأرجح بين التوقف والاستمرار في طريقي الذي بدأته منذ سنوات وافنيت فيه عمري احيانا اتساءل

هل حققت املي وطموحي الذي كنت اسعي إليه واعافر من اجله دائما ؟

هل تحقيق هذا الحلم يستحق كل العناء والمثابرة ؟

تعبت وكل ما حولي يحبطني ويدفعني للتوقف هل فجأة كثرت هموم ومشاكل الحياة ؟

ام انها كانت موجودة معنا ولم تؤثر فينا سابقا ؟

من غير المنطقي تأثري بهذا الشكل المجحف الزائد عن الحد لدرجة اني لم يعد لدي شغف الاستمرار و النجاح

وصلت لمرحلة عدم القدرة علي العطاء وتحمل الآخرين

حقيقي نحن في زمن صعب لم نعيشه من ذي قبل تجاوز حدود الاحتمال والاستغناء والاعتزال والتدبر والتفكير في غدا افضل

ولكن ما الحل؟

هل سنقف هكذا محلك سر؟

هل تتوقف الحياة فجأة؟

نقضي يومنا مترقبين ان يمر علي خير دون مشاكل

ننصهر في بوتقة الأزمات اليومية ونستسلم بهذا الشكل

ليس منطقيا ان نجد أقرب الناس اليك يجرحك غير مبالي بأناتك ومعاناتك

قد يكون اخ او أخت او أم والطامة الكبري عندما يكون أبن أو ابنة وذاك أقسي و أشد أنواع الألم

قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أعتزل ما يؤذيك.

ولكن كيف أعتزله ومن يؤذيني قطعة من قلبي وروحي ودمي

كيف ابتعد عن نبض قلبي وحياتي كلها

كيف افارق عمرا عشته اتنفس لوجودهم في حياتي لم أدخر وقتا ولا مالا ولا مجهودا ولا صحة لرعايتهم وجعلهم عبادا صالحين لنفسهم ومجتمعهم

كيف أعتزل زرعة عمري التي زرعتها في شبابي لأتكأ عليهم عندما يتقدم بي السن واحتاج وجودهم بجواري ورعايتي واستند عليهم لأكمل باقي حياتي في عزة وكرامة

معقول كل هذا الجحود والنكران من الأبناء في هذا السن الصغير وهذه افعالهم فما بالك عندما يقوي عودهم ويستقلون بحياتهم هل سيذكرون الأم و الأب انذاك.! لا أعتقد

أقول لا أعتقد بقلبي رغم أن عقلي متأكد انهم لن يعينونا في كبرنا مثلما ربيناهم صغارا وتحملنا من أجلهم الشقاء

الأمر صعب جدا وغير هين بالمرة

ولكن علينا التعود من الآن علي حياتنا بدونهم وان نؤهل نفسنا لمرارة الجحود من أقرب خلق الله اليك

وان نبتهل الي الله وندعوا لهم بالهداية ليقدروا ويعرفوا قيمة والديهم وعلينا أن نتمسك بحول الله وقوته ونصنع لانفسنا طريقا وحياة لا نحتاج فيها اليهم ونعيش موقنين أن راحة بالك وهدوء أعصابك وسلامك النفسي أهم من اي شخص لا يعيرك إهتمامه ويتفاني في خدمتك

والعطاء يكون بمقدار الأخذ كما يقولون واحدة بواحدة زمن التفاني والعطاء بلا مقابل قد توقف حتي إشعار أخر بصلاح حالهم

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى