يقضي المرء أسبوعين في تقبيل حبيبته، عملا بنصيحة المطرب، محمد عبد الوهاب، في أغنيته الشهيرة “جفنه علّم الغزل” من كلمات “الأخطل الصغير” بشارة الخوري: “وحرقنا نفوسنا في جحيم من القبل”
عملية فسيولوجية ممتعة، تلهب المشاعر، وتؤجج العواطف، وتحسّن المزاج وتساعد في مكافحة التوتر النفسي. لكن القبلة، مع ذلك، يمكن أن تصبح سببا في انتقال عدوى مرضية.
كما هو معروف في تجويف فم أي إنسان ملايين المكروبات، وهذا لا يخيف العشاق أبدا. ولكن العدوى المخيفة هي الموجودة في تقرحات الغشاء المخاطي لتجويف الفم واللسان واللثة، إضافة إلى أمراض الأسنان.
فيروس الهربس- هذا الفيروس يمكن أن ينتقل بسهولة عبر القبلات، وتبدأ أولى أعراض الإصابة بظهور فقاعات على الشفاه، تتحول تدريجيا إلى تقرحات رطبة تحتاج فترة طويلة لشفائها. في حالة معينة هذه التقرحات تصيب اللثة والأصابع وحتى الأعضاء التناسلية.
لذلك ينصح أطباء الأمراض المعدية مراجعة الطبيب عند ظهور هذه الأعراض، لأن إهمالها يؤدي إلى عواقب وخيمة قد تصل إلى الوفاة. وللعلم إن الأشعة فوق البنفسجية تعجل في تطور المرض ما يعقد العلاج.
مرض كثرة الوحيدات المعدي- Infectious mononucleosis أو يطلق عليه أيضا “مرض التقبيل” وهذا يشير بوضوح إلى طريقة انتقاله. أعراض المرض الخارجية هي الحمى والتهاب اللوزتين وتورم العقد اللمفية، ويؤكد تحليل الدم الإصابة بالمرض. تستمر حدة المرض أسبوعين. في البداية يعتقد الشخص بأنه مصاب بالتهاب اللوزتين لأن أعراض المرضين متشابهة جدا. بيد أن السبب الحقيقي للمرض هو فيروس ايبشتين –بار- Epstein-Barr الذي عند دخوله إلى الدم ينتشر في كامل الجسم مسببا إصابة جميع الأعضاء الداخلية. وحتى عندما يبدأ علاج المرض مبكرا فإن الفيروس يبقى في جسم الإنسان مدى الحياة، حيث عند ضعف مناعة الجسم يتفاقم المرض من جديد.
عدوى فيروس مضخم الخلايا- فيروس هذا المرض “يعيش” في الغدد اللعابية. عندما تكون مناعة الجسم لا تهدد صحة الإنسان، ولكن حتى في حالة مرض بسيط ينشط فورا ويبدأ هجومه. هذا الفيروس يشكل خطورة كبيرة على النساء الحوامل والرضع والأشخاص المصابين بمرض نقص المناعة .
يؤكد علماء من الولايات المتحدة أن أكثر من 40% من سكان الأرض مصابون بهذا المرض، وهذا سبب وجيه للامتناع عن تبادل القبلات خلال فترة الحمل وعند الإصابة بمرض ما مهما كان بسيطا.
أعراض المرض مشابهة للمرض السابق ، ولكن مع التقدم بالعمر يتكرر ظهوره. ومن العوامل الأخرى المسببة للمرض – الإصابات الجسدية والاكتئاب وتناول أدوية وعقاقير قوية. وفي عام 2009 أجرى علماء من الصين دراسة وأعلنوا استنادا إلى نتائجها بأنه يدمر خلايا الأوعية الدموية، وهذا دليل أساسي على تطوره. فالخلايا المصابة تبدأ بإنتاج بروتين يسبب ارتفاع ضغط الدم. لا يوجد إلى الآن لقاح مضاد للمرض.