ط
مقالات بقلم القراء

عذاب الحب قصه قصيره بقلـم | رمضـان سلمــي

اليوم السبت ، أول يوم لها بالجامعه ، أخيرا إلتحقت ” نهي ” بكليه الطب ، ستصبح إن شاء الله بعد عده أعوام طبيبه ، تلك كانت أمنية والدتها العجوز التي تعبت في تربيتها طوال ” عشرون عاما ” وكانت تعمل لتوفر المال لتعليم ” نهي ” . رغم كبر سنها وضعف جسدها وإصابتها بالأمراض ، لم تتواني ” الأم ” عن خدمه إبنتها ، وتمنت قديما أن تصبح إبنتها طبيبه حتي تهتم بها صحيا حينما تكبر بالسن ، فالأم تعاني من بعض الأمراض ولكنها صامده حتي يتحقق الحلم أمام عيناها . الأب متزوج من إمرأه أخري ، وقد طلق ” أم نهي ” منذ زمن . ولها أخ يصغر عنها سنا ، فقد ترك التعليم وإنضم إلي أصحاب السوء ولا يعرفون عنه شيئا ، فأحيانا يرجع البيت آياما ثم يتركه شهورا .. قررت الأم أن تذهب مع نهي بنفسها إلي الجامعه ، باليوم الدراسي الأول ، وقفا الإثنين أمام البوابه ، قالت الأم وتغمرها الفرحه : آخيرا ياحبيبتي بدأت أمنياتي تتحقق ! نهي : الحمد لله يا أمي ، لقد أرهقتي نفسك معي ، لما آتيتي ، وأنتي مريضه ! الآم : هذا أهم يوم في حياتي ولن أنساه ، أرجوكي يانهي ، ركزي بدروسك ، ولا تماشين صديقات السوء ، نحن لسنا بمثلهم ، ولكنا تعبنا حتي نصل ونصبح بينهم ، وإبتعدي عن الشباب تماما وعن الحب ، فهذا سيشغلك عن تعليمك ، وإن حدث أي أمر معك فأنا إمك وصديقتك أيضا ، لابد أن تحكي لي ، نستطيع أن نتدارك تلك الأمور معا والوصول إلي حلول أيضا ، وإهتمي بدروسك فقط وأن تصبحي طبيبه ، وبعدها سيأتيكي النصيب والزوج الذي يستحقك ويتشرف بك . نهي : حاضر يا امي ، سأنفذ كل ما قلتي لي وأعدك بأن لا أخبئ عنك شيئا أبدا . .. كانت نهي فتاه رومانسيه ، تعشق الحب ، ومنذ نعومه أظافرها عشقت ” التجارب ” بالحب ، كان كل عام دراسي يمر علي نهي ، تنقضي معه قصه حب جميله ، وإذا بدأ عام جديد بدأت قصه حب جديده ، رغم أن الأم تعبت في تربيتها ، وقتل وعظا الحديث عن السلوك السئ والسلوك القبيح ، وهي تعرف جيدا أن ماتفعله سلوك سئ ، ولكن ” الحب ” بمفهومها كان يجري في عروقها كجريان الدم . دخلت نهي إلي حرم الجامعه منبهره بما تري ، بدأت تنظر إلي الطلاب لعلها تبدأ تجربه حب جديده لمرحله تعليميه جديده ، ولكن الجميع مشغول بالبحث عن مدرجاتهم وكلياتهم .. إنتهي اليوم الأول . . عادت ” نهي ” و في طريقها إلي البيت أحست أن هناك شابا يمشي خلفها ! فتوقفت عن السير ، ونظرت إلي الخلف وجدت شابا ” وسيما ” ينظر إليها بإعجاب ثم توقف أيضا وإبتسم لها فإبتسمت له وإعجبت به ، وأحست أن التجربه الجديده ستبدأ ، ثم واصلت السير فتابعها الشاب الوسيم ، ثم أوقفها سائلا عن أحد الشوارع ! فأجابته ووصفت له الطريق ، ولكن سرعان مادق قلبها له ، وهو يحدق بعينيها وهي تتحدث إليه ، وتبادلا الإبتسامات سويا . فتعرفا علي بعضهما ، وقال لها : إسمي ” سامر ” وأسكن بالشارع الذي سألتك عنه ، ولكني أردت أن اتعرف بك ،، ثم أعطاها ورقه صغيره بها رقم هاتفه المحمول . وصلت المنزل ونقلت رقمه علي هاتفها ، وبدأت تراودها أحلامها الرومانسيه ، وظلت تتخيله حبيبا لها ، فهو وسيم وأنيق ولبق . فضلت عدم التسرع ولم تتصل به ، وكانت إذا مرت بالشارع الذي قابلته به نظرت حولها وكأنها تريد أن تراه ولكنها لا تجده .. عادت إلي البيت ، وقد أحست باليأس فقررت أن تتصل بسامر ، وإتصلت به أكثر من مره ، وهو أيضا أصبح علي إتصال دائم بها ، وإذا سألتها إمها مع من تتحدثين تقول لها إحدي الصديقات .. تقابلا أكثر من مره ، توطدت العلاقه ، تعلقت نهي ب ” سامر ” إعترفت له بحبها ، وهو أيضا وقالت له : نتزوج ؟ أجابها سامر : ليس الآن ولكن قريبا جدا عندما أجهز شقتي .. إزدادت اللقائات بينهما ، وعبارات الحب ، وبدأ تطمأن له وتحكي له معاناتها وظروفها الإجتماعيه الصعبه ، ففي تلك الفتره كانت نهي تحتاج إلي صديق وحبيب ، تحتاح لمن تبوح له بأوجاعها من الدنيا ، وكان سامر هذا الشخص . ومن جانبه بدأ أيضا يعدها بالسعاده والحياه الزوجيه السعيده بالمستقبل ، فعشقته ” نهي ” وتمنته زوجا لها ، شعرت نهي بأن هذه التجربه هي الآخيره وستنتهي نهايه سعيده .. ذات مره تأخرت نهي بالجامعه حتي الساعه العاشره مسائا ، فإتصلت بسامر ، فإنتظرها حتي يذهبا معا .. قبل الوصول إلي المنطقه التي يسكنان بها بمسافه طويله ، نزلا من السياره ، فسألته : لماذا ؟ قال لها : سنترجل قليلا . فمسك بيدها بيده ثم بدئا السير ، فرحت ” نهي ” وأحست براحه وتركت يدها بين أحضان يديه ، فقبلها علي يديها وقال لها : أنا أحبك يانهي ؟ قالت نهي : وأنا أعشقك يا سامر .قال سامر : أتمني أن أسكن بين أحضانك ولو لثوان ؟ قالت نهي : أما أنا فأريد أن أسكن في أحضانك للأبد .. فنظرا حولهما فوجدا بعض الماره بالطريق .. فقد كان هناك ” جسر ” يرتفع عن الأرض بضعه أمتار ، وكان أسفله مظلم .. فأشار ” سامر ” إلي ” نهي ” وأخذها تحت الجسر في وسط الظلام حتي لا يراهما أحد ، وقال لها : هيا ضميني فأنا ملكك الآن ؟ إرتمت نهي في حضنه وبدأت البكاء والتمتمه بأجمل عبارات الحب ، وبدا علي ” سامر ” الإستمتاع بما يحدث .. وسرعان ما ذابت ” نهي ” في أحضان الحبيب ، وأصبحت كالعجينه التي تنتظر الخباز أن يشكلها كما يحلوا له .. فبدأ ” سامر ” بإستغلالها ، وبدأ بتحسس كامل جسدها ، ثم بدأ تقبيلها بشراهه ، دون أي رد فعل من ” نهي ” سوي الإستسلام والإستمتاع بما يفعله الحبيب بجسدها .. ثم بدأ تجريدها من بعض ملابسها حتي يتمكن بالإستمتاع من باقي أعضاء جسدها الجذاب الذي لطالما أعجبه .. رضيت ” نهي ” بما فعلاه سويا وإعتبرته حبا ، بل تكررت كثيرا تلك المقابلات التي تتم بالظلام ،، فشيطان الحب جعلهما فعلا كل شئ محرم وممتع معا ، ولكنها مازالت تحافظ علي ” عذريتها ” لأنها بدأت تقلق من جديه ” سامر ” في الزواج منها . ذات مره سألته نهي أن يأتي ويخطبها من أمها ، فإصطنع لها عده أعذار ، فأحست نهي أنه لا يملك نيه الزواج بها .. فقررت أن لا تفعل مثل تلك الأفعال مع ” سامر ” . ثم إنتقل سامر وإسرته إلي ” الإسكندريه ” ثم إتصل بها وقال لها : دعينا نظل أخوه ؟ وإنسي أمر الزواج ؟ قالت له نهي : ماحدث بيننا لم يكن من الإخوه أبدا ، لماذا فعلت بي هكذا ، أنا أحبك لا تتركني أرجوك ؟ رد سامر : أنا لن أرتبط بفتاه فعلت بها مافعلناه معا ! ردت ” نهي ” وأنهار الدموع تسيل علي خديها : لقد أحببتك وأنت أحببتني لذلك سلمنا أنفسنا للحب ، أنا لم أفعل مافعلت مع أي رجل قبلك ، أنا أعشقك يا سامر ، ألن يشفع ” حبي ” لي عند قلبك ؟ رد سامر بكل برود : لن أرتبط بك أبدا ، سأبحث عن فتاه عفيفه ، محافظه علي نفسها ، أما أنتي فبالنسبه لي الآن ليس إلا صديقه عزيزه وأخت ، ولن أترككي حتي أقدمكي بنفسي لزوجك .. فباتت ” نهي ” تعاني ” من ويلات ” عذاب الحب ” ، وآلام الفراق ، وأحاسيس بالندم وأصبحت تتمني الموت يوميا ، فهذا جزاء إستهتارها وتفريطها في نفسها وتحليل ماحرم الله تحت مسمي ” الحب ” . وتخرجت من الجامعه وأصبحت طبيبه ولكن حزينه مجروحه . كلما تقدم شاب لخطبتها ” رفضت ” وتذكرت ماحدث لها سابقا وسالت دموع الندم علي خديها .. إحتارت ” الأم ” معها كثيرا دون فائده .. أعلن ” سامر ” خطبته علي إحدي قريباته وقريبا حفل زفافه .. عاش ” سامر ” وهوايته الوحيده ، التلاعب بالفتيات وتسليه وقته بالحب المزيف المصطنع ، وله من الضحايا كثيرات ، ولكنه نسي أنه ” كما تدين تدان ” وقريبا سيكتشف أن لخطيبته عاشقا فعل معها مافعله هو مع الفتيات ، أو يكتشف أن أخته يفعل معها الشباب مافعله بالفتيات ، ولكنه سيكتشف ذلك متأخرا وسيرضاه علي نفسه .. .

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى