{{ عزْفٌ على ناياتِ الهوى ..}}
رَقَّ الحَدِيثُ عَنِ الّذِي أَهْوَاهُ
فَهُوَ القَرِيِبُ وَلنْ أُحِبَّ سِوَاهُ
مَهْمَا تَبَاعَدَتِ الدّروبُ فإنَّه
فِي مُقلتِي لمَّا تَغِبْ رُؤْيَاهُ
فَأَرَاهُ فِي نَومِي وإنْ عزَّ الكَرَى
هو قيْسُ عمري قبْلتي ليْلاهُ
ويَطِيبُ لِي عنه الكلامُ لصُحْبَتي
إنِّي أسِيرةُ عشْقِه وَهَواهُ
هو نَبْضُ قلبٍ لم يذقْ طَعْمَ الهَوى
إلّا بكأسِ رُضَابِه وصِبَاهُ
هو سِحرُ ليلٍ أشْرَقتْ نجْمَاتُه
لمَّا بَدَا بجَمَالِه وضِيَاهُ
هو فيْضُ روحِي وابتهالُ جوانحِي
وضياءُ عمري نبْعُه عينَاهُ
هو من أزاحَ الهَمَّ في ليلٍ دَجَى
وانداحَ فيَّ رَبِيعُهُ وَسَنَاهُ
قد كانَ عمرِي محْضَ حُزْنٍ قبْلَه
فَعَرفتُ كُلَّ سَعَادتِي بلِقَاهُ
دمعٌ غَزيرٌ فاضَ فوقَ وسَادَتِي
قد كَفْكَفتْه معَ الصَّباحِ يَدَاهُ
وكأنَّني فِي الحُلْمِ أشْكُو لوْعَتِي
وأَسَايَ فِي عُمرٍ بلا نَجْوَاهُ
فيَجِيءُ كالبَدْرِ الضَّحُوكِ تَضُمُّنِي
للصَّدرِ من أشْواقِها يُمنَاهُ
وشَمالُه تَحْنُو علَى الخدِّ الَّذي
شَقَّ الأَسَى في رَوْضِه مجْرَاهُ
وتُداعِبُ الثَّغْرَ الحزينَ بلمسَةٍ
سِحْريةٍ تُطْفِي لَهِيبَ لَظَاهُ
وبَريقُ عيْنَيهِ استَرَاحَ بمُقْلتِي
مِثلَ الشِّراعِ مُقَبِّلاً مَرْسَاهُ
فكأَنَّنِي ألفَيْتُ نَفسِي رَبـــةً
للحُسْنِ حينَ أحَاطَنِي ببَهَاهُ
ونَسِيتُ ما عانيْتُ فِي ليْلِ الأَسَى
مُذ جَـــاءَ يَـــرْوِي مُهْجَتِي بنَدَاهُ
ويُريقُ في أُذُنَيَّ أجملَ كلْمةٍ
فيها تَوارتْ دَمعَتي والآهُ
إنِّي أُحِبُّكِ قالها : ومشاعري
ذابتْ بــرقَّةِ نَايــهِ وغِنَـــــاهُ
فكأَنَّ أتْرَاحَ السنينِ تَضَاءَلتْ
والبِشْرَ أضْحَى مُؤْنسِي برُؤَاهُ
ولَقَد تَدَاوَتْ بالحَنينِ جَوَانحِي
وتَعَطَّرَتْ كلُّ المُنَى بشَذَاهُ
أعْلَنْتُ للدُّنيا شَهَادةَ مَولِدِي
لمَّا تَرَبَّعَ في الضِّلُـــوعِ هَوَاهُ
وحَفَظْتُ عَهْدِي في الهَوَى لفؤادِه
وَدَعَوْتُ ربِّي أنْ أنَالَ رِضَاهُ
فوزية شاهين