قصة علاقة خاصة بالاشتراك فى المسايقة قصة قصيرة لحسن الجيار
علاقة
قد تكون معذورة , واحتياجها البيلوجى حقا أصيلا لاشك , لكن وهى تتنهد وتحكى تشعر أنك أمام إنسانة مستقيمة .,عاقلة , رشيدة ..هل كانت وهى تبوح له بمكنون قلبها ..واحتياجها العميق هى هى نفس الانسانة التى تعالج المرضى فى عيادتها الخاصة وتبتسم فى وجوههم فتشع ملامحها نورا وحنوا يستمدون منها أملا فى الشفاء ..هى هى نفس المرأة التى ّاذابت كل حدود الحياء وجدران الجليد معه بعد مهاتفة أو اتنتين أو هذا الجموح الطاغى وانفراط عقد الحوار على أرض الجسد والشهوة والعشق..حكت له عن تفاصيل جسدها ..عن احتباجه للارتواء ,, فيسألها مندهشا غير مصدق لكنه فى قرارة نفسه ممزقا ومرتعدا ..إن كانت هى تشتكى من بعد زوجها وغيابه عنها قرابة العامين.. يعمل فى الخليج ويحول لها المال لتؤسس حياة رغدة لهما ولولديه الصغيرين ..هو أيضا يعمل مهندسا فى إحدى الشركات الخاصة ويغيب بالشهر والشهرين عن زوجته وأولاده وقلما حصل على أجازة أسبوع كاملا ..أصبح حائرا وزادت دوائر شكوكه ..كانت علاقته بالنت والفيس بوك أقرب ما يكون عن معرفة سائق التاكسى بقواعد قيادة الطائرة أو بالاحرى دراية المكانيكى بعمل الطبيب..لكن صديقه الانتيم عرفه عليه وحببه فيه فعشق هذا العالم الافتراضى الفريد ..استرعى انتباهه أشياء كانت غائبة عنه ,عن الثقافة والشعر والادب ,فعشق هذا العالم وارتمى فى بحوره واصبح هو ملاذه الوحيد بعد عناء العمل اليومى ..يكتب حالاته ومشاعره واكتشف مع الوقت أن لديه موهبة السرد وكتابة الخواطر وأعجيه بشدة تعليقات أصدقائه واهتمامهم بما يكتب فزادت كتاباته وصداقته وبدأ يكتشف عوالم جديدة ملأت ثقوب نفسه بهجة من نوع جديد ..احساس زادت به حياته دفئا ومعنا.. وهو يحادثها على الشات الخاص ..كانت فى البداية متحفظة جدا ..وتتبادل الكلمات بعناية ودقة لا يغفلها العاقل المدقق .. وهو من هذا النوع .. لذلك لم يحاول مرة أن يتعدى حدوده فى الكلام معها لكنه كأى رجل يريد أن يعرف هل هى فعلا بهذا الرقى والأدب أم انه إدعاء ومحاولة تصدير صورة ذهنية فى إطار من الفضيلة على غير الحقيقة .. هذا ما فكر فيه قبل أن يرمى لها شباك الصياد ليختبرها ,فكانت النتيجه فى صالح ظنه, لم تتعد كلماته بالتغزل فيها وفى جمالها تعليقا على صورتها الحقيقية التى أرسلتها له على الخاص ثوان ..باحت له فورا بحبها له واعجابها المتبادل ..تعمقت العلاقة واصبح المستور مكشوفا .. لدرجة أنها طلبت مقابلته .. لتروى ظمأ جسدها فى ثوب من الهيام والعشق ..همس كلامه ويده التى نجحت أن تربت على ألمها,أخرجت كوامن نفسها غير مستوره أمامه..لكن هو الأن خائف ونفسه متشذرة ..لديه رغبة قوية فى اللقاء التى حددته ..ولديه مخاوف تتجاوز حدود الفضيحة الى حدود الضمير والشك الذى بدأ يتغلغل فى نفسه عن حياته وزوجته بنت الحسب والنسب ..عندما هاتفته أخر مرة لتحدد المكان والزمان أحست فى صوته إحساسا غريبا فسألته : مالك .. أجابها بصوت متهدج : ارجو أن تفهمينى ..لا داعى للقاء ..وايضا سامحينى سألغى صداقتك من الفيس.. هذا أفضل. (تمت)
اترك تعليق