سليم دراجي/الجزائر
البريد:[email protected]
نوع العمل:قصيدة التفعيلة
عـلـــم و دم و حـمـــــام
غـط في صمـتـه
ثم خط على الأرض خارطة
و استعاد الكلام
قال لي : علم
يا أبي , و دم و حمام
و أراك تسافر في الحلم خلف السراب
و تركض خلف الغمام
و على ضفة العمر يلهو بنا
عطش قاتل منذ ألفي عام
علم يا أبي , و دم و حمام
حلمك الورد يذبل في كف فاتنة
تستمد هواها من الأرض …
لم يبق من قلبها غير بعض الحطام
حلمك الشيخ يا أبتي
يبدأ العد من آخر العمر
هل سيواصل رحلته
أم على عده , و عليه السلام ؟!
حلمك الشوق بين شفاهك و الشمس
من أين يبدأ فصل الرحيل
و كيف يكون الختام ؟!
قبلة الشمس محرقة
و الحنين التزام, فما أصعب الالتزام ! !
علم ودم وحمام
ستفر العصافـيـر
من سطوة العاصف المتعطر بالموت , ياأبتي
كي تشكل من ريشها واحة للسلام
هادمي , علمي والتراب
وعلى سور قريتنا
يزرع الخوف فينا الظلام
وصوت الكلاب
هل يعود إلى الأرض رونقها
هل تعود إلى الطير أصواتها
هل سيمطر يوما ركام السحاب ؟!
طارق لن يجيء إذن
والسفينة تبعث من عمقها
آهة الموت هذا المساء
الصنوبر يهوي بقامته تعبا
ليس إلا الخراب , ولون الكآبة
يغزو السماء …
تتلخص كل الفصول
على ساحة القلب ,
تنسج فصلا من الحزن يحجب لون الضياء
شاعر أتنفس رائحة الأرض يا أبتي
شاعر وكفى
من تراهم يريدون أن يخرجوا الأرض من جسدي ؟!!
من تراه يحول مجرى الطريق
ويصنع من جوعنا طربا
من يحول أرغفة الخبز
منتعلا صوتنا من يد ليد ؟!
ما الذي كان يحدث لو
قادني ظمئي نحوهم
ما الذي كان يحدث لو أنهم
حينما صوبوا أخطأوا كبدي ؟!!
شاعر وكفى , أعشق الورد والحلم
لي رغبة في الغناء
ولي رغبة في البكاء
وأصنع معزوفة الحب من كمدي
شاعر, لي فقط
قلم , ورق , أعبد الله مثل العباد
ولي عالمي السرمدي
هل إذا بحت بالسر معترفا
أن بين دمي ودمي وطني
مستعدون للبعد عن معبدي؟!
شاعر , وكفى …واحد , خمسة , مائة
كم أنا, لا يهم إذن مشكل العدد …
شاعر وكفى
من يحاول قتل الصحارى التي
أنجبت واحة النخل والأنبياء
وأفنت على سور كثبانها أكبر الفتن
من يقيم على ساحل العمر مقبرة
من يشوه أسطورة الوطن
من يحطم قدسية الروعة المستمرة …
خلف جدارية الزمن
من يحاول قطع المسافات
ما بين إشراقة الروح والبدن ؟!!!