ط
مسابقة القصة القصيرة

على أنقاض الوطن ..مسابقة القصة القصيرة بقلم / غفران سويد من سوريا

مسابقة همسة
الاسم غفران سويد
البلد:سوريا-حلب
التصنيف:قصة قصيرة بعنوان

&&& ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻘﺎﺽ ﺍﻟﻮﻃﻦ &&
ﺍﻟﻢ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻢ ٠٠ﻳﺘﻘﺎﻃﺮﻣﻨﻪ ﺍﻟﺤﻠﻢ
ﺑﺪﻣﻮﻉ ﺗﺎﻫﺖ ﺑﻴﻦ ﺭﻛﺎﻡ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺎﺋﺴﺔ ٠٠٠٠
ﺍﻫﺎﺕ ﻣﺨﻨﻮﻗﺔ٠٠ﺗﻌﺮﺑﺪ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ ٠٠
٠٠ﺗﺮﺍﺗﻴﻞ ﺻﻤﺖ ﺗﺄﺑﻰ ﺍﻟﺼﻤﻮﺩ٠٠
ﺗﺘﻜﺴﺮﻋﻨﺪ ﺍﻭﻝ ﺻﺮﺧﺔ ٠٠٠
٠٠ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻗﻄﺮﺓﺍﻣﻞ ٠٠٠
ﻟﺘﻨﺠﻮﻣﻦ ﻣﻮﺕ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ٠٠
ﻗﺼﺔ ﻣﻦ ﻭﺟﻊ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ .. ﻭﻣﻦ ﺳﻴﻞ ﺍﻻﻟﻢ ..ﺗﻤﺮﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺑﻌﺎﻟﻢ
ﺍﻟﻼﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻓﺘﻬﺘﻚ ﺍﻟﺒﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ … ﻗﺼﺔ ﺳﻌﺎﺩ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ
ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺍﺕ …
ﺳﺎﺭﺕ ﺳﻌﺎﺩ ﺑﺨﻄﻰ ﻣﺘﻌﺜﺮﺓ ﻣﻜﺒﻠﺔ ﺑﺎﻟﻬﻤﻮﻡ ﻧﻈﺮﺍﺕ ﻣﻨﻜﺴﺮﺓ ..ﻭﻗﻠﺐ
ﻭﺟﻞ ﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺮﺟﺎﺀ … ﺗﺤﻤﻞ ﺑﻴﺪﻳﻬﺎ ﻣﺎﻳﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺣﻤﻠﻪ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻣﻦ
ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﺐ ﻭﺍﻟﺰﺍﺩ .. ﻟﻘﺪ ﺻﺤﺖ ﻓﺠﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﻭﺍﺻﻮﺍﺕ
ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻊ، ﻭﺻﺮﺍﺥ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭﻳﻌﻠﻮ ﻭﻳﻌﻠﻮ ﺣﺘﻰ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﻣﻦ ﺣﻤﻞ ﺣﻘﺎﺋﺒﻬﺎ
ﻭﻗﺮﺭﺕ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ- ﻭﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﻣﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻴﻦ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ- ﻟﺘﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﻧﻴﺮﺍﻥ
ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺸﺮﺳﺔ ﻭﺗﻘﻴﻢ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ،
ﻟﻢ ﺗﺪﺭ ﺍﻳﻦ ﺗﺬﻫﺐ ﻭﺑﻤﻦ ﺗﻠﻮﺫ، ﻭﻫﻲ ﺃﻡ ﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻃﻔﺎﻝ ﻭﺯﻭﺝ ﺍﻧﻬﻜﻪ
ﺍﻟﺘﻌﺐ ﻭﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺑﻌﻴﻨﻴﻪ ﻛﺎﺩﺕ ﺗﻨﻬﻤﺮ ﻭﻫﻮﻳﻮﺩﻉ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﻠﻘﻲ
ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻻﺧﻴﺮﺓ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﺪ ﻻﻳﺮﺍﻩ ﻣﺮﺓ ﺍﺧﺮﻯ .. ﻣﺤﺸﻮﺭ ﺑﺬﺍﻛﺮﺗﻪ ﺻﻮﺭ
ﻭﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﺣﺒﻬﺎ،
ﻭﺧﺮﺟﺖ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺑﺎﺳﺌﻠﺔ ﺛﻜﻠﻰ ﻓﻲ ﺣﻨﺎﻳﺎ ﺍﻟﺤﻴﺮﺓ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺄﻭﻯ ﺣﺘﻰ
ﺍﻧﻬﻜﻬﺎ ﺍﻟﺘﻌﺐ ﻓﺠﻠﺴﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺻﻴﻒ ﻳﻌﺘﺼﺮﻭﻥ ﺍﻟﺸﺠﻦ ﺑﺪﻭﺍﻣﺔ
ﺍﻻﺣﺰﺍﻥ ،ﻭﻗﺎﻣﺖ ﺳﻌﺎﺩ ﺑﺈﺧﺮﺍﺝ ﺍﻟﺰﺍﺩ ﺃﺍﻃﻔﺎﻟﻬﺎ .. ﻟﻘﻤﺔ ﺗﺴﺪ
ﺍﻟﺠﻮﻉ،ﻟﺘﺼﻤﺖ ﺍﻻﻫﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻮﺍﺏ ﺍﻻﻧﻜﺴﺎﺭ ،ﻭﺗﺎﺑﻌﻮﺍ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﻥ
ﻭﺻﻠﻮ ﺍﻟﻰ ﺍﻣﺎﻛﻦ ﻟﻠﺴﻔﺮ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺣﺪﻫﻢ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﺑﺎﻟﺴﻔﺮﺍﻟﻰ ﺍﺣﺪﻯ
ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﺑﺎﺳﻌﺎﺭ ﺯﻫﻴﺪﺓ ﺗﻐﺮﻱ ﻣﻦ ﻳﺴﻤﻌﻬﺎﻭﺻﻌﺪﻭﺍ ﺍﻟﻰ
ﺍﻟﺒﺎﺹ ﻛﺄﻧﻬﻢ ﺃﻏﻨﺎﻡ ﻣﺤﺸﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺣﺎﻡ ﻭﺳﺎﺭ ﺍﻟﺒﺎﺹ ﻣﺴﺮﻋﺎ ﻳﻬﺒﻂ
ﻭﻳﺼﻌﺪ ﻭﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺗﺤﻤﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﺗﺨﺘﻨﻖ ﺍﻻﻧﻔﺎﺱ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﺎﺩ ﺍﻟﻤﺮﺀ
ﻳﺸﻌﺮ ﺍﻥ ﻣﻮﺗﻪ ﻗﺪ ﺍﻗﺘﺮﺏ
ﻭﺍﺻﻮﺍﺕ ﺍﻻﻃﻔﺎﻝ ﺗﻌﻠﻮ ﻭﺗﻬﺪﺍ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ … ﺣﺘﻰ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻓﺠﺄﺓ
ﻭﺣﺪﺙ ﻣﺎﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺎﻟﺤﺴﺒﺎﻥ ﺗﻌﻄﻞ ﺍﻟﺒﺎﺹ ﻭﻧﺰﻝ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻥ
ﺇﺻﻼﺣﻪ ﺗﺤﺖ ﺃﺷﻌﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﺤﺎﺭﺓ ﻭﻣﻀﺖ ﺳﺎﻋﺘﺎﻥ ﻛﺄﻧﻬﻤﺎ ﺩﻫﺮ ﻓﻲ
ﻃﻴﺎﺕ ﺍﻷﻟﻢ، ﻋﺎﻧﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮ ﻭﺍﻟﻌﻄﺶ ﻣﺎﺟﻌﻠﻬﻢ ﻛﺄﻧﻬﻢ
ﻳﺼﺎﺭﻋﻮﻥ ﺍﻟﻤﻮﺕ، ﻭﺻﻌﺪﻭﺍ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﺎﺹ، ﻭﺳﺎﺭﺑﺴﺮﻋﺔ، ﻭﻣﻀﺖ
ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺣﺘﻰ ﺍﻗﺘﺮﺑﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻐﻴﺐ ﻭﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﺒﺎﺹ ،ﻭﻃﻠﺐ
ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﺰﻭﻝ، ﻭﺍﻟﺴﻴﺮﻋﻠﻰ ﺍﻻﻗﺪﺍﻡ ﻋﺒﺮﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻟﻴﺼﻠﻮ
ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﺣﻴﺚ ﺍﻻﻣﺎﻥ
ﻛﺎﻥ ﺳﻔﺮﺍ ﺷﺎﻗﺎ ﺧﺎﺿﻮﺍ ﻏﻤﺎﺭﻩ ﻣﺤﻤﻠﻴﻦ ﺑﺄﺣﻼﻡ ﻭﺃﻣﻨﻴﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺟﺪﺍﺋﻞ
ﺍﻻﻧﻜﺴﺎﺭ ﻭﻭﺍﻗﻊ ﻣﺆﻟﻢ ﻛﺎﻟﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﺟﻴﺪﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﺍﺻﻄﻒ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ
ﻛﻘﻄﺎﺭ ﻭﺗﺎﺑﻌﻮﺍ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﺼﺨﻮﺭ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺗﺌﺪ ﺃﺣﻼﻣﻬﻢ ،ﻭﺗﺎﺑﻌﺖ
ﺳﻌﺎﺩ ﻭﻋﺎﺋﻠﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮ ﺣﺘﻰ ﺣﻞ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻭﺗﻤﺴﻜﺖ ﺑﺎﻃﻔﺎﻟﻬﺎﻭ ﺯﻭﺟﻬﺎ
ﻳﺴﻴﺮ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ،ﻭﻓﺠﺄﺓ ﺑﺪﺃ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﻭﻋﻤﺖ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ
ﻭﺗﺮﺍﻛﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻤﻘﺪﻭﺭ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﺮﻯ ﻣﺎﻳﺤﺪﺙ ﺳﻮﻯ
ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﻭﺻﻮﺕ ﻳﻄﻠﺐ ﺭﺟﻮﻋﻬﻢ ﻭﻟﻜﻦ ﺳﻌﺎﺩ ﺍﻣﺴﻜﺖ ﺑﺎﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﻭﻟﻢ
ﺗﺮ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻓﺎﺳﺮﻋﺖ ﺗﻌﺒﺮ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻳﺘﺨﺒﻄﻬﺎ ﺍﻓﺎﻕ
ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻭﺭﻣﺖ ﻣﺎﺗﺤﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﺣﻘﺎﺋﺐ ﻟﻴﺴﻬﻞ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﺍﺳﺮﻉ ﺣﺘﻰ
ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﻓﻴﻪ ﺑﺼﻴﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻭﺻﻮﺕ ﻳﻘﻮﻝ :
ﺣﻤﺪﻟﻠﻪ ﻉ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻟﻘﺪ ﻋﺒﺮﺗﻢ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﻭﺍﻧﺘﻢ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ، ﻧﻈﺮﺕ ﺳﻌﺎﺩ ﻓﻠﻢ ﺗﺮ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﺑﺪﺍ ﺍﻟﺼﺨﺐ ﻓﻜﻞ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻤﻦ
ﻓﻘﺪﻩ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻻﺟﻮﺑﺔ ﻻ ﺃﺣﺪ
. ﻳﻌﻠﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻭﻳﻌﺘﺒﺮﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻌﺒﺮﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻗﺪ ﻣﺎﺕ
..ﺷﻬﻘﺖ ﺳﻌﺎﺩ ﻭﺍﺟﻬﺸﺖ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ ﻓﻘﺪﺕ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﺳﻨﺪﻫﺎ .. ﻣﻦ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ، ﻭﻫﺪﺃﻫﺎ ﺍﻟﺮﻓﻘﺔ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻓﺤﺎﻟﻬﺎ ﻻﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ
ﺃﺣﺪ، ﻓﻘﺪﺕ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻭﺍﺿﺤﺖ ﺍﺷﻼﺀ ﺑﻄﻼﺳﻢ ﺍﻟﻴﺄﺱ، ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻻﺷﺨﺎﺹ ﻗﺪ ﻓﻘﺪﻭﺍ ﻭﻫﻢ ﻳﻌﺒﺮﻭﻥ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ، ﻭﺗﻤﺪﺩ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺘﻌﺐ ﻭﻏﻠﺒﻬﻢ ﺍﻟﻨﻌﺎﺱ ﻭﻧﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭﺳﻌﺎﺩ ﻟﻢ ﺗﻨﻢ
ﻋﻴﻨﻬﺎ … ﺗﺤﺼﺪ ﺍﻟﺼﺒﺮﻋﻠﻰ ﺃﺿﺮﺣﺔ ﺍﻵﻫﺎﺕ .. ﺗﻔﻜﺮ ﺑﻤﺎﺳﺘﻔﻌﻠﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ
ﺑﻘﻴﺖ ﻭﺣﻴﺪﺓ ﻭﻣﻌﻬﺎ ﺯﺍﺩ ﻗﻠﻴﻞ ،ﻭﺳﻴﺎﺝ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﻳﺤﺎﺻﺮﻫﺎ ﺑﺪﻣﻮﻉ ﺍﻟﻘﻬﺮ
ﺣﺘﻰ ﺃﺷﺮﻗﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ، ﻭﺑﺪﺃ ﺣﺮﻫﺎ ﻳﻠﺴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺋﻤﻴﻦ ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻟﺸﻤﺲ
ﺃﻋﻠﻨﺖ ﺣﺮﺑﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻓﻬﺒﻮﺍ ﻻﻳﻠﻮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺷﻲ ..
ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻟﻴﺴﻤﺢ ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﻤﺮﻭﺭ،ﺃﺧﺮﺟﺖ ﺳﻌﺎﺩ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺎﺀ
ﻟﺘﺸﺮﺏ ﻣﻊ ﺍﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﻭﺃﺑﻘﺖ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻟﻠﺤﺎﺟﺔ، ﻭﻧﻬﻀﺖ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺷﻲﺀ
ﻳﺴﺘﺮ ﺍﻃﻔﺎﻟﻬﺎﻣﻦ ﺣﺮ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ
ﻛﻞ ﻣﺸﻐﻮﻝ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻭﻣﺮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﺿﻔﺔ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻣﺸﺘﺘﺔ ﺍﻟﺬﻫﻦ
ﻭﺫﻛﺮﻳﺎﺗﻬﺎ ﺗﺤﺮﻙ ﺍﻭﺟﺎﻋﻬﺎ ، .ﻭﺑﺪﺃ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻳﺴﺮﻱ ﺑﺠﺴﺪ ﺍﺑﻨﻬﺎ
ﻭﺃﺳﺮﻋﺖ ﻟﺘﻘﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﺷﺮﻃﺔ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺗﺘﻮﺳﻞ ﺍﻟﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﺬﻭﺍ ﺍﺑﻨﻬﺎ
ﻭﺗﺰﺍﺣﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﻞ ﻳﻄﻠﺐ ﺣﺎﺟﺔ ﻭﻻﻳﺠﺪﻭﻥ ﺍﻻ ﺍﻟﺴﺐ ﻭﺍﻟﺸﺘﻢ،
ﻭﺍﻣﺮﻭﻫﻢ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﺑﻐﻠﻈﺔ ..ﻭﺑﻜﺎﺀ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻳﻌﻠﻮ ﻭﺗﻮﺳﻼﺗﻬﻢ ﺗﺪﻣﻲ
ﺍﻟﻘﻠﺐ ،ﻭﻻ ﻣﻦ ﻣﺠﻴﺐ ﺣﺘﻰ ﺣﻞ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﻭﻓﻘﺪﺕ ﺳﻌﺎﺩ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺰﺍﺩ،
ﻭﺑﺪﺃ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻳﺼﺎﺭﻉ ﺍﻟﻤﻮﺕ
ﻭﻻﺗﺪﺭﻱ ﻣﺎﺗﻔﻌﻞ ﻏﻴﺮﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ،ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻓﺎﺭﻕ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ،ﻭﻗﺎﻡ
ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻳﻨﻌﻲ ﻣﺎﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺃﺷﻼﺀ ﺍﻟﻔﺆﺍﺩ ، ﻭﻗﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ
ﺑﺪﻓﻨﻪ ﻭﻣﻮﺍﺳﺎﺗﻬﺎ- ﻭﻣﺎ ﺃﻓﺠﻊ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ ﻭﺍﻷﻟﻢ- ..ﻭﻣﻀﺖ ﺷﻬﻮﺭ
ﻭﺳﻌﺎﺩ ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻬﺎﺑﺎﻟﻤﺨﻴﻢ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻥ ﺍﻋﺎﻧﺎﺕ ﺍﻻﻏﺎﺛﺔ ﻭﺃﻣﻼ ﻛﺴﺮﺍﺏ
ﺑﺪﺧﻮﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ..ﺳﺮﺍﺏ ﻭﻋﻤﺮ ﻳﺴﺮﻕ ﺃﺑﺴﻂ ﺃﺣﻼﻣﻬﻢ
ﻭﺷﻌﺮﺕ ﺧﻼﻝ ﺇﻗﺎﻣﺘﻬﺎ ﺑﻌﻴﻮﻥ ﺗﺮﺍﻗﺒﻬﺎ ﻭﺗﺘﻮﺩﺩ ﺍﻟﻴﻬﺎ، ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻣﺮﺍﺓ ﺫﺍﺕ
ﺑﻨﻴﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺳﻤﺮﺍﺀ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﻭ
ﻋﻴﻮﻥ ﺟﺎﺣﻈﺔ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻓﻲ ﺭﺑﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ،ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺳﻌﺎﺩ
ﺗﺮﺗﺎﺡ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺍﺓ ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻬﺎﻭﻗﻔﺖ ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﺷﺪ
ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ .. ﺣﺘﻰ ﺟﺎﺀﺕ ﻳﻮﻣﺎ ﺗﺨﺒﺮﻫﺎ ﺑﻌﺮﻳﺲ ﺳﻴﺴﻌﺪﻫﺎ
ﻭﻳﻌﻮﺿﻬﺎ ﻋﻦ ﺯﻭﺟﻬﺎ ..
ﺗﺴﻤﺮﺕ ﺳﻌﺎﺩ ﻣﻦ ﻫﻮﻝ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ﻭﺗﺪﺍﺭﻛﺖ ﺍﻻﻣﺮ ﺑﺮﻓﻀﻬﺎ ﺭﻓﻀﺎ
ﻗﺎﻃﻌﺎ ،ﻓﻬﻲ ﻻﺗﺮﻳﺪ ﺷﻴﺌﺎ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻟﻠﺒﻠﺪ ﻟﺘﻌﻤﻞ ﺑﻤﻬﻨﺔ ﺷﺮﻳﻔﺔ
ﻓﻬﻲ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﺍﻻﺧﻴﺮﺓ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﺮﻳﻒ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻟﺘﺒﻌﺚ ﻓﻴﻬﺎﺍﻻﻣﻞ،
ﻭﻟﻜﻦ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺍﻟﺸﺮ ﻳﺤﻴﻚ ﺷﺒﺎﻛﻪ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻔﺮﻳﺴﺔ، ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ
ﻗﺎﺋﻠﺔ ﻟﻬﺎ ﺍﻥ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻌﺮﻳﺲ ﻫﻮ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﻭﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ ﺍﻥ
ﻳﺨﺮﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﻴﻤﺎﺕ ﻟﺘﻌﻴﺶ ﺑﻨﻌﻴﻢ ﻭﺍﻓﺮ ﻫﻲ ﻭﺍﻭﻻﺩﻫﺎ، ﺃﻃﺮﻗﺖ
ﺳﻌﺎﺩ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺗﻔﻜﺮ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺒﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺸﺮﺩ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻓﻘﺪﺕ
ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﻃﻔﻠﻬﺎ ﻭﺗﺨﺎﻑ ﺍﻷﻥ ﻋﻠﻰ ﻃﻔﻠﻴﻬﺎ ﺍﻻﺧﺮﻳﻦ ..ﻓﻬﻤﺴﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ
ﺑﺎﺫﻧﻬﺎ ﺗﺴﺘﺪﺭ ﻣﺎﺑﻘﻲ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﺠﻦ
ﻭﺍﻓﻘﺖ ﺳﻌﺎﺩ ﻭﺟﺎﺀ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻴﺎﺧﺬﻫﺎ ﻭﻃﻔﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺧﻴﻤﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﺟﻬﺰ
ﻟﻬﺎ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﺎ ﻟﺘﺴﺎﻓﺮ ﻣﻌﻪ ﻭﺑﻘﻲ ﺍﺳﺒﻮﻉ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺰﻭﺟﻬﺎ ﻳﻤﺎﻃﻞ
ﺑﺎﻟﺴﻔﺮ ﻭﻫﻲ ﺗﺘﻮﺳﻞ ﺍﻟﻴﻪ ..ﺗﻘﻴﻢ ﺍﺑﺘﻬﺎﻻﺕ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻟﻴﺨﺮﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ ﻓﻴﺒﺘﺴﻢ ﺑﻐﺮﻭﺭ ..ﻭﻣﺮ ﺃﺳﺒﻮﻋﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻭﻫﻲ ﺯﻭﺟﺔ
ﻟﻪ ﺗﻠﺒﻲ ﻃﻠﺒﺎﺗﻪ ﻛﻮﺭﺩﺓ ﺗﺴﺘﺴﻘﻲ ﺍﻟﻮﺟﻊ، ﻭﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺼﺒﺎﺣﺎﺕ
ﺍﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﻟﻢ ﺗﺠﺪﻩ ﺑﺤﺜﺖ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻬﺎ ﺇﻧﻪ ﺳﺎﻓﺮ ﺑﻤﻔﺮﺩﻩ ﻭﺗﺮﻛﻬﺎ
ﺗﻘﺎﺳﻲ ﺃﻭﺟﺎﻉ ﺍﻷﻟﻢ ﻭﻫﺪﺭ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻓﻬﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺳﻮﻯ ﺧﻠﻴﻠﺔ ﻟﻪ
ﻟﻴﺘﺮﻛﻬﺎ ﻭﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻤﺎﺕ ﺍﺧﺮﻯ
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﺴﺘﺒﺎﺡ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺗﻨﺘﻬﻚ ﺍﻻﻋﺮﺍﺽ ﺩﻭﻥ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ،
ﻓﺘﺬﺑﺢ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺬﻉ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .. ﻭﻻﺫﻧﺐ ﻟﻬﺎ ﺳﻮﻯ ﺍﻧﻬﺎ ﻻﺟﺌﺔ
ﻫﺮﺑﺖ ﻣﻦ ﺑﺮﺍﺛﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻟﺘﻘﻊ ﻓﺮﻳﺴﺔ
ﻭﺣﻮﺵ ﺗﺤﺖ ﻣﺴﻤﻰ ﺍﻟﺒﺸﺮ .
—–غفرااان

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى