قصيدة (على العربِ السلام)
بقلم / بشري العدلي محمد
جمهورية مصر العربية
عذراً
فها أنا وحدي
وأراهم قد كسروا الدرا
ولم يبق سوى المحار
عذراً
يا ياقوتَةَ البلادِ والزمانِ
قطعوا أشجارَكِ
وأراقوا الدمَ من الشريانِ
هدموا المحرابَ على العبادِ
ولم يبق غير صدى الأجراسِ
ورنة مئذنةٍ ثكلى
عذراً
يا من كنتم في يومٍ أحياءً
هجمَ الليلُ على الأضواء
ما عادَ سيجدينا دواء
أبكي
أن الأحياءَ هم الشهداء
أن الكرماءَ هم الفقراء
والسادةُ رهطٌ من سفهاء
أضحكُ من بؤسي
في التعبير ِ
وفي التفكيرِ
ومن صوتِ استهزاء
أصبحَ مرسوماً
في أرصفةِ الذكرى
وفيما بعد الأشياء
الحرفُ نزيفٌ في أحشاء الكلماتِ
والدمعةُ تهدمُ كلَ سدودِ الأمنِ
وتغرقُ شجرَ الزيتون
وتحرقُ ما نملكُ من بستانٍ ثباتٍ
والسيفُ يقهقه
فوقَ رقابِ الأيتامِ
ويغلقُ أبوابَ الأملِ
لا يوجد ثقبٌ كي تعبرَ نسمة
عذراً
أعتذرُ لنفسي
فالوجهُ الظاهرُ في مرآتي
ليس َذا وجهي
حاولتُ كثيراً
لكني فشلت
حاولتُ أن أعرفَ نفسي
ما عادَ بإمكاني
أن أعرفُني
عذراً عـذراً