آسيا بودخانة / الجزائر….//
المشاركة القصة القصيرة بعنوان :على بعد خطوة:
على بعد خطوة
عند قفل ذاكرته المحصن بالهروب..كان ينصت خوفا على حلمه الجريح /النائم في عمق رغبته..يسمع تمتماته المنبعثة من خلف جدران الحرمان.. يردد آخر ذكرى فصلته عن الوجود ..
_أتحبني؟ ..
_أعمق بكثير من حبّك لي ..
_ وهل للحب ميزان؟ !..
_أحبّك إلى درجة أني أخاف لقاءك ..أليس هذا ميزان ؟..
قلب صفحات الحدث..لم يجد بعدها سوى البياض يلونه الصمت الموجع ..
يخاطب نفسه:
عادت …لم يعد يفصل بيننا سوى بعد قرار..سأزف لها انتظاري لهفة..سأعري داخلي من كبره..وأطوقها بأنفاسي المكتومة ..سأحدثها عن سرّ تمنعي ..ستعدرني ونلتقي أبدا..
أغمض عينيه وسافر به الظلام ..رأى نفسه عاريا من الحياة..يلوح ببتره لباخرة تحملها عنه لضباب الرحيل…
يعود لخراب واقعه يتمعن في عمر انتظاره المحجوز للمجهول…يبحث عن حاضره…يشتم عفنه تحت أنقاض التمني العاصف عكس التيار…يحتضنه فرشه الجامد ينتظر..
يطرق أذنه العويل فجأة ..
يقف عند النافدة ..يتبين الخبر.. تسقط دمعة خائبة…
ظن أنها عادت تتلهف لهسهسات شوقه …ركضت روحه العطشى لكله فيها …مرة أخرى فصلت بينهما خطوة …صفعه رحيلها السريع…
سقط أخيرا في عفن حاضره…لم تعد تملك جوارحه الرغبة…
انتحرت عشتاره…عادت تلبس كفنها من مدن الغياب استلمه الظلام ودفنه ابحارا في زوايا الاحتراق…
