ط
كتاب المجله

عُدت يا يوم مولدي بقلم: علا العلمى

علا العلمى
عُدت يا يوم
مولدي

بقلم: علا العلمى

خبيرة تنمية بشرية

                 دائما الذِكْرَىات كغيرها من أمور تحدث للإنسان يكون لها ميقات و ميعاد محدد سواء كانت ذكرى جيدة او سيئة ذكرى فرح أو حزن …. فهى تسمى ذِكْرَى لأنها تحمل فى طياتها الزمن الذى حدثت فيه ..

 ولكن ….عندما تأتى الذِكْرَى فى ميعادها و فى ميقاتها المحدد لها هل نكون نحن كما كنا فى وقت حدوثها ؟
بالطبع لا؟ لان الذِكْرَى تحدث فى زمناً محدد لذا من يتحكم بها هو الزمن و ليس نحن ؟؟

بمعنى أن الذكرى تأتى فى ميعادها و لا تخالفه و لكن نحن من يتغير عليها فنكون إماأكثر حنينا لها أو أكثر كرها لها ..نكون أكثر نضجاً أو أكثر سلبية تجاها ..

ومن الممكن ان تأتى الذكرى و لا تجد من يستقبلها فقد يكون صاحبها إما نسيها بسبب كثره ذكرياته التى تزاحمت عليه فى حياته ..أو تكون فقدت أهميتها عنده ولم تعد لها وقعها فى نفسه فتأتى الذكر و تمر مرور السراب الذى لا يترك أثرتا و لا يعبأ به أحداً
وقد تأتى الذكرى و قد يكون صاحبها قد غادرها بالموت فحينها تموت الذكرى و لاتجد من تذكره بها ..و لكن الأشد ألماً أن تأتى الذكرى و يستقبلها أحباب صاحب الذكرى و بالتأكيد أنها فى هذه الحالة تكون أشد إيلاما على نفس من يستقبلها لأنها تحمل معها ذكريات أخرى لصاحبها فى نفوس أحبابه أو من أساء إليهم ..

ومن الذكريات التى لا أنساها كلما جاء يوم ميلادى اغنية عدت يا يوم مولدى عدت ياأيها الشقى يا ليت يا يوم مولدى كنت يوم بلا غد وهى أغنية قديمة للمطرب فريد الأطرش وكلمات مأمون الشناوى

حقا .. دائما !! و لا أعرف السبب حتى منذ طفولتى و أيام الدراسة و أنا أقولها و ارددها أمام أصحابى و عائلتى و هم يضحكون و مع ذلك يعترضون على غنائى لها فى عيد ميلادى و التى أعترض كثيرا على تسميته بعيد ودائما اقول انه يوم و ليس عيد ميلاد !!
فكيف يكون هذا اليوم عيد ؟؟ ..هل اعتبر يوم ميلادى عيدا فى الدنيا ؟ كيف ذلك ؟ ماالذى قدمته لها ؟
الله وهب لى الحياة فما الذى وهبته أنا للحياة ؟؟؟
و السؤال ليس لى فقط و إنما لكل من يحيا على هذه الدنيا .. فعلينا أن نتذكر دائما اننا وهبنا الحياة و لم نهب لها شيئا !!
نعم .. وان لم تصدقنى إعمل لنفسك كشف حساب لما أنجزته أو قمت به أو على الأقل ما الذى حققته لذاتك و لنفسك .. فإذا كنت حققت شيئاً فأنك تكون بذلك وهبت للحياة شيئا لأنك جزء من الحياة ..
فاذا كنت ممن لم يهب شيئا جديداً للحياة فلا تحتفل بيوم ميلادك من الأساس ..فعلام تحتفل على وقوفك محلك سر ..وأنك غائر القدمين فى ثرى أوهامك !!
أما اذا كنت من الأشخاص الذين استطاعوا وهب الحياة من عطائهم و عملهم فلا تحتفل ايضاً بيوم ميلادك ..!!
لأنك اذا احتفلت به و أحسست بعظيم ما قدمت ستتوقف عن العطاء و تنكمش داخل ذاتك بحبك و إعجابك لنفسك ..
فمن الأفضل أن تدع الناس و من حولك هم من يحتفلون بيوم ميلادك الذى سيعتبرونه عيدا سعيدا لهم لأنك كنت فى حياتهم وان الله سبحانه وتعالى وهبهم أياك فكنت لهم هدية استفادوا منها وسعدوا بها ..

لذا …أكثروا من التفكير في قوله تعالى:(يا ليتني قدمت لحياتي)لتعلموا أن حياتكم الحقيقية ليست الآن..و الاحتفال بها لم يأتى بعد …
واخيرا اقولها لى و لغيرى ..ﻻ تكبر قبل وقتك وﻻ تظل صغيرا للابد ..

و اسمحوا لى في يوم مولدي أقول لكل مَن أساء الى أو أذاني دون قصدٍ أو معرفه سامحتك فليس لدى وقت أضيعه فى الكراهية ..وأقول لكل من سببت له أذى  سامحني لم أتعمد إيذائك .. ولكل مَن هنأني بيوم ميلادي ،،، أشكركم و أسعد الله أيامكم .. كَم لكم في قلبي من حبٍ و مودة .. بارك الله فى أعماركم ..

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى