ط
الشعر والأدب

غربة . بقلم / طارق الصاوى خلف

يا ا ا يوسف فى الغربة و الحسن أنا يعقوب فى اللوعة والحزن. رأيت وجهك مشرقا على الشاشة مكتمل الخلق فى نهاية مراحل تحولك، تتلألأ ابتسامتك عزف أملى لحنا حائرا و يداى تطبقان على جواز مرورك لعالم الحقيقة أسفلها أختام المغادرة لموانئ الاستيداع ، تابعت أقدام الطبيب، صعد درجات، هبط أخرى، ارتج قلبى، اهتزت ساقى ، ملت على الجدار، صلبت عودى، اندفعت كحجر فى ظهره سيل لقاعة استقبال ذات الطراز الفرعونى، إلتقينا بعد شهور من تبادل النظرات عبر شاشة مهتزة، طالعت وجهك، اشحت به عنى، تشاغلت بمداعبة أصابع قدميك، أمرتنى فتاة قاسية الملامح : خذه .

لم تسلنى عنك أيها القادم من غربة الراحل بعد برهة تنتظرك عروس الطيب، حملتك على صدرى وانت فاردا كفيك، وددت لو هززتك هزا لتنهض، تضحك، تتفتح زهور الربيع فى حدائق يسكنها الخريف، فتشت عن نيران غضب تتوهج بقلبى. فردت شجرة اليقي غصون الرضا على روحى.

غسلتك من عناء الرحلة، غيرت ملابسك، دثرتك فى سروال ابيض و قميص، ربطت رأسك بعصابة و مضينا معا، نحو قصر مشيد لك، ضممتك لمهجتى، أرقدتك على سرير الثرى، صليت بلا ركوع، فاضت دموعى، روت أرضا ستحتويك.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى