غلاوة الابنة ………..
بقلم /أميرة إبراهيم ……….
طفلة صغيرة وفي العين كبيرة كم أحبك ثغرك الباسم ألهمني أن أخط إليك أمنيات وأماني بأن تكوني من السعداء بإذن ربي طفلتي كم أهواك أنت الآمل وفي الحياة المستقبل أنت بسمة ولك في القلب معزة يا حلوتي كم أهواك كم أحبك وكم أتمنى بأن تسعدي يا صغيرتي………
للطفلة سحر آخر ضحكتها ، بكاؤها ، حردها ، دلعها ، نومها على ركبة امها ، دفاترها الملونة نقش أساورها وحنان قلبها الذي حين أحتضنها…. يا إلهي كم يشبه رفيف فراشات ملونة على ملابسي ،، يكون البيت موحشاً من دون ضحكات البنات، وتخفت رائحة الياسمين المتعربش على الحيطان وتصبح القهوة مرة وتبرد ألوان الستائر وكم أشعر بالوحدة حين لا أسمع موسيقى خطواتهن الصاعدة الدرج ،، ترتبك أيامي إن ما بدأت بصباحاتهن المتثائبة وإن ما نفضن شعرهن المبلل في وجهي وعبأن جيوبي بالأمل تبقى قبلاتهن على وجهي عطراً خفيفاً وعناقاتي لهن أظل أحملها كالتميمة تحفظني من وحشة المدن البعيدة وأصابعهن تربت على كتفي أنى ابتعدت ،، للبنات في البيت رائحة الأمومة ، طعم الرضى، دلع الصديقات المدللات، وطيش النساء اللواتي يثقن بكيدهن ،، فساتينهن الملونة ، أحذيتهن، خواتمهن، مشابك شعرهن، عطورهن، ألعابهن ودببتهن وكأس الشاي الذي من يد طفلتي «يعادل كل خصور النساء وكل العواصم»!
ضحكات الصغرى تتساقط على سريري كالخرز الملون و تعد بأصابعها شعراتي والكبرى تحاول استدراجي تعال نغسل مزاجك الملول برحلة للبحر؟.. وأنا بينهن كملك بناتي كبرن.. صرن صبايا صغيرات وأشعر بمتعة خرافية وأنا أحادثهن على الهاتف ،،، كأن ضحكاتهن الصغيرة تخمش قلبي ،، لكنها متعة دامعة حين أسأل واحدة من سيداتي الأميرات : اطلبي مني أي شيء، ماذا ينقصك؟ فتقول بحسرة: (بس إنتي )….
بنات كالأغنيات، كالأساور، كأسماء للبهجة، يشبهن ورداً ينهض من نومه أو عرائس يرقصن على غيم خفيف فيتركن ما يترك الندى على ورق شجرة الدراق ،، أو ربما أنهن موسيقى خفيفة لا تشبه أكثر من خفق القلب ،، للطفلة في البيت وقع الطائر خفة النحلات مرح التلميذات على درج المدرسة لضحكاتها ما يجعل حتى طعم النهار أحلي ،، ولما تمد يدك تدفعها على «الأرجوحة»، فتصيح بك أن تدفعها أكثر.. لترتفع في الهواء أكثر يطير قلبك خلفها ويعود معها ويعود يطير معها «كأن هذه البنت روحي»… تقول لنفسك ،، وتجيء الصغرى تمد وجهها تقبلك وتركض، وتلوح بشعرها قبل أن تنعف في حجرك ضحكاتها الحنونة وتقطف من شجرة قريبة بعض فتات الياسمين تفركه بوجهك وترميه في عب ملابسك تعود تقول «يا الله.. هذه البنت أجمل ما صنعت في عمري»!! وإذ ترتبك الكبرى الصموتة تود لو تمازحني وتتهيب وتتوق أن تتركض معي وتلاعبني وتحضني، لكنها خجلى وقليلة الكلام تقول في نفسك (يا اسمي، ويا قهوتي، ويا خيوط ملابسي ويا تفاصيل دمي تعالي أقبلم كثيراً. لم يبق لي في هذه الأرض الكثير ) …..
كل ما كتبته لكل أبنة في كل بيت لنا وكل طفلة في حياتنا وهذه كلمات بسيطة عن ما بداخلي أما ما سأكتبه وارويه عليكم عن ابنتي الكبري فرحة عمري وحياتي التي أري نفسي بها بكل شئ هذه الكلمات البسيطة أليكي يا اغلي بنت في الكون كم انا احبك يا حبيبتي …
طفلتي الكبيرة رواية على شفاه الحب أرسمها وردة هي كباقي الورود زاهية تنير كوني الصغير بأزهى ألوانها في إطلالة الليل العبير أحبها فهي حياتي ،، فرحة هي كالماء صافية تشرق كالشمس كل صباح بأجمل عيون براءة هي في عينيها تبهج الدنيا بما فيها كأسطورة تشع للفجر المنير تنمو بين أغصاني أحتضنها بين أضلعي الدافئة وأنير بقلبي طريقها المتدرج بين السنين ،، تنمو أمامي رويدا رويدا كنبتة صغيرة أسقيها وأرويها بكل حب وحنين فتبهجني حسنا وجمالا وترقصني في أحلام وردية معلقة على وجهها الفاتن الصغير كم أتوق إلى رؤياها بعد غياب يوم عمل طويل ،، أنتظر أن أقبلها بين العين والجبين وأداعبها من حين إلى حين وأسمع بأذني مناغاتها الحنونة وكلماتها المفتونة المنقوصة بآخر حرفين فما أجملها حين تناديني بالكاد تنطق اسمي وتعرفني من بين الملايين وما أجمله من شعور بأن تكوني ( أم ) بمعنى الكلمة الصادقة لا بالاسم بل بالفعل اليقين ،،، فإنها فاتنتي المدللة الساكنة في قلبي الكبير أعطتني معنى الحياة أهزوجة جوهرية تملئ الدنيا حنين كأنشودة شعرية مهيبة بين العاشقين قدمت لي الورود أزهاها في كل الجهات الخالية من عمري في أجمل ما يكون , فسميتها( رحمة) بنت أباها , ووثقتها غالية تحت القلب بإنشين ورويتها قطعة ذهبية غرستها في مقلة العين ودعوت الله بأن يحفظها من كل شر هو مفاجئ ومن كل عين هي فارغة بأن يمد عمرها فيعطيها ويرضيها ويثبت دينه عليها وأفرح بها (عروسا جميلة) تبهج العين آمين يا رب العالمين ( نعم إنها صغيرتي الغالية رحمة )…..