عادل علوان الصويري / العراق
مسابقة الشعر العمودي
عنوان القصيدة / غمزةُ التُفّاح
دِفئاً على رَجْفةِ الغاياتِ تَسْكُبُني
تَنضو ضَبابَ شِتاءٍ سارَ في مُدُني
تَحوكُني في دَهاليزِ الشِفاهِ فَماً
يتلو عليها عَناقيداً مِنَ الشَجَنِ
جاءَت بألوانِها العَطشى مُغازِلةً
بِريشةٍ من بقايا الريحِ تَرْسُمُني
وأوْمأَتْ أنْ تعالَ الآنَ ياوَلَهي
كأَنّها غمزةُ التُفّاحِ تَسْحَبُني
لِنَهْرِ أُنثىً جَرى خَمْراً وأسْئلةً
وَفَوقَ ذاكَ الفم الأشهى تُعَتِّقُني
هِيَ التي تَنحتُ المعنى وَضِحكتُها
حريقُ أُغنيَةٍ في الماءِ يَركُضُني
تَصوغُني فكرةً والحُبُّ يُنضِجُها
وَفي المساءِ بِسُهْدِ الشَمْعِ تَكتُبُني
لِذكرياتِ صحارى الحُبِّ تأخُذُني
عِناقُها في مَدىً ظامٍ يُشَجِّرُني
كم في المواويلِ ضِعْنا لم نَجِدْ وَطَناً
فَصَدّرَتنا ثقوبُ الناي للمُزُنِ
كم من نجومٍ غَدَتْ كالظِلِّ تَتْبَعُنا
لِتَحتَسي الضوءَ من زُوّادةِ الوَسَنِ
بنا استفاقَتْ أغاني العُشْبِ أيْقَظَها
وَرْدُ الحُضورِ بِعِطْرٍ ذابَ في الزَمَنِ
في ليلةٍ كُلُّ مافيها يُخاصِرُها
بالمُسْتَحيلِ الذي أرجوهُ تُشْعِلُني
خُضْنا بِحاراً وأمواجاً بِرَغْبَتِنا
غَرْقى ولم نَلْتَفِتْ — في الحُلْمِ — للسُفُنِ
كأنَّنا غَيمةُ الياقوتِ مُمطِرةٌ
بِكُلِّ مافي صِحاحِ العِشْقِ مِن سُنَنِ
كأنَّنا عالمُ الأرواحِ يَرْقُصُنا
طينُ البِداياتِ قَبْلَ الرَقْصِ لم نَكُنِ
قصيدةً من كؤوسِ الفجرِ شاعِرُها
خَمْرُ المجازاتِ مَشدودٌ إلى الغُصُنِ
عادل الصويري