فتاة الاعلان
سعيدة هي فاليوم هو يوم تحقيق طموحها الذي سعت إليه لتبدأ مرحلة جديدة بحياتها ،ففد قدمهاصديقها للمخرج المسؤل عن إخراج اعلان عن شامبو معين .
وها هي تقوم بالبدء في الإعداد للتصوير .
بداية عرفها المخرج علي الشخصيات التي ستؤدي معها الإعلان
رجل يمثل أنه زوجها، تقليدي المظهر ،ذو شارب كلاسيكي ،وجسم متخم ،وابناء صغار ولد وابنة .
نظرت الفتاة الي من يقوم معها بدور الزوج في الاعلان نظرة اشمئزاز من تركيبته الشكلية ،وتعرفت علي الثنائي الذان يقومان بدور أبنائها .
شرح المخرج لها دورها في الاعلان وكذا شرح لباقي المشاركين
الاعلان يعبر عن زوجة تحمل كثير من المسؤلية ويعتمد عليها كل الأسرة الصغيرة بل وأيضا الأسرة الكبيرة للزوج وبعد أداء جميع مهامها المرهقة ،تدخل الحمام وتغتسل بالشامبو ،الذي يزيل عنها كل آثار التعب اليومي ويجعلها في حالة انتعاش .
بدأ المخرج بقول كلاكيت اول مرة
وظهرت الفتاة وهي تقوم بالأعمال المناط أن تظهر أنها مرهقة بها وتذهب الي الحمام لتغسل شعراها .ظل المخرج يعيد المشهد عشرات المرات وكل مره تذهب للحمام وتغسل شعرها، يصرخ
إعادة
لم يكن مقتنع بالاداء مطلقا .وشعر أن أدائها مفتعل وليس حقيقي .
وفي المرة بعد العاشرة من الإعادة اغتسلت وهي تتمني أن تنهي المشهد الذي إعادته مرات ومرات .
هنا لم تسمع اي صوت للمخرج ،فتحت عيناها ،ولبست ملابسها وخرجت من المشهد لتجد أنها في مكان مختلف ،ليست في الاستوديوا المعد للتصوير ،بل وجدت نفسها في منزل لا تعرفه ،دارات في ارجأئه فإذا بالرجل الذي كان يمثل معها دور الزوج ،والذي كانت تشمئز من هيئته يجلس وحوله الاطفال ،والكل ينادي عليها ،لتعد لهم العشاء .
أصابها فزع شديد ،من هؤلاء ،ولما هي هنا ،ومع هذا الرجل ،ومن هؤلاء الأطفال الذين ينادونها بكلمة ماما ؟
سالت من انتم ؟
نظروا الي بعضهم البعض بغرابة ،رد الرجل ماذا بك ،انا زوجك ،وهؤلاء أبناؤنا .
صرخت بفزع ..كيف! ومتي ؟!
ردت انا لا اعرفكم ؟!
احتضنها الزوج شعر أن بها شئ غير طبيعي ،وبكي الاولاد ،
ماما ماذا تقولين ؟
صرخت في الجميع : انا لا اعرف لما انا هنا ؟!؟
ارتدت ملابسها وسريعا غادرت المنزل .
ذهبت بالتاكسي الي منزل صديقها الحبيب ،طرقت الباب ،فاذا بامرأة تفتح لها ،نادت علي صديقها تستغيث به من كل علامات الاستفهام التي بداخلها ،واذ بالصديق يحضر ويسالها : من حضرتك ؟
يالهي …ماذا حدث ،وكيف لا يعرفني الكل ،
وكيف انا لا اعرف ماذا حدث لي ؟
هكذا كان حوارها مع النفس .
تركت الصديق واكملت بالتاكسي الي الاستوديوا ، قابلت الاصطف كله من مخرج الي مصور إلي باقي فريق العمل ،الكل يجهل من هي ،كادت أن تجن ،لا تعرف أين تذهب ،عادت الي المنزل وهي أشد حيرة واكثر اندهاش قارب الجنون .
وما هي إلا ساعة واتي اهل الزوج ،وكالعادة طلبت منها ام زوجها اعداد الطعام الذي احضرته معها ،
اعداد طعام ..انا لا اعرف كيف اطبخ !!!
فتحت برامج الطهي وحاولت أن تقرأ كيف تعد الأصناف البسيطة ، والزوج يرجوها الا تحرجه أمام أهله ،في النهاية صرحت وتركت كل شئ وذهبت الي حجرة النوم .
الكل مندهش من حالتها ،الكل يتسأل ماذا بها !!
نادت الزوج
من انتم ومن هؤلاء البشر ؟
نظر إليها الزوج الطيب نظرة شفقة علي حالها ؟
وخرج الي أهله يطلب منهم أن يعذروها لانها مرهقة للغاية .
ظلت طوال الليل تفكر ،الي أن هداها تفكيرها الي أنها ستساير هؤلاء المجانين ،وانها سوف تجاربهم إلي أن تعرف ماذا حدث لها ؟
حاولت لعدة أيام أن تجاري الجميع وتفتح كتب الطبخ وتتعلم وتعد الطعام ،مع تلاشي الاحتكاك بأحد ،وكلما حاول الزوج أن يلاطفها ،تصرخ فيه ،فيبتعد عنها ظنا منه أنها بحالة غير طبيعية، حاولت بعد الانتهاء من أعمالها المنزلية ،ان تذهب الي الاستوديوا وتقنع المخرج باعطاء فرصة لها في أي دور ،ولو كومبارس ،ولكن اصطف العمل رفض نهائيا أن تشارك في أي دور .
شعرت أنها فقدت كل آمالها ،وطموحها .
أصابها يأس شديد ،حتي أنها راودها تفكير في الانتحار ،فهي لا تستطيع أن تعيش في عالم تشعر فيه بكل هذه الغربة ،والكل يعاملها علي انها غير طبيعية .
وبعد فشلها في كل ما كانت تفكر فيه .
قررت في النهاية أن نتعايش مع هذا الوضع الغريب جدا عليها ،وان تحاول التاقلم ،ربما كل ما كانت تشعر بأنها فتاة الاعلان ،كان مجرد وهم عاشته ،من شدة تعلقها بفكرة أن تصبح فتاة اعلان لها شهرة كبيرة في هذا المجال .وان كثرة الضغوط العائلية هي من تسببت لها في هذا الوهم الذي تمنته
دخلت الحمام عاقدة العزم أن تحاول أن تعود لدورها الأساسي التي هي عليه الآن .
دخلت الحمام بكل تروي تأخذ حمام لعل هذا يجعلها في حالة من الاسترخاء .
وبدأت في وضع الشامبو علي رأسها .وأنهت حمامها .وإذ بجميع الاصطف يصفق لها بشدة لنجاحا هذه المرة في أداء الإعلان علي اكمل وجه .