ط
مسابقة القصة القصيرة

فتى مغرر. مسابقة القصة القصيرة . بقلم / يحيى محمد ديب شموط . سوريا

،قصتي بعنوان( فتىً مغرّر)
(الكاتب يحيي محمد ديب شموط)
م/01022047155

لم يكن يعلمُ ذاكَ الشابُ الفتي ما ينتظرهُ عندما صمّم على حضورِ المظاهرات ،،ظناً منه وهو قليلُ الخبرةِ في هذه الحياةِ أنّ ما يفعلهُ هو و أصحابهُ كان خطأ كبيراً إذ أنهُ لم يكن يدرك خطورة هذا القرار الخاطئ وكذلك أصدقاءُ مدرستهِ فقد إنجّر وراء هتافات ٍ باطلةّ روجّها أعداءُ البلد لينفذوا مشروعهم التدميري بحجةِ التغيير والتجديد ، وساعدتهم بذلك الأيدي الخفيّة بكل ما أوتيت من سلاحٍ وعتادٍ وإعلامٍ مغرضٍ .
نهض من فراشهِ على صوتِ الهتافاتِ التي تندد ،فأسرع ليرتدي الثياب ،فوجدَ أمهُ جالسةً على الأريكةِ تسبّحُ وتذكرُ الله ،قالت له : إلى أيّنَ يا ولدي؟ أراكَ مستيقظاً على غير عادتكَ.
قال لها :إلى المظاهرةِ يا أميّ
قالت لهٌ: ولكن ألم يحذرك والدكَ من المضي وراءَ الترّهات وأن هذه الأعمال التي تفعلونها لن تأتي بخير وأنّكم ستجرّون هذه البلاد إلى الدمارِ بأرجلكم.
غَضِبَ الأبنُ من أمهِ وتمتّم بكلماتٍ مبهمةٍ لم تسمعها منهُ أمهُ من قبل .
غُضِبت منهُ كثيراً وبدأت تبكي والدمعُ ينهمرُ من قلبها قبلَ عينيها لأنها كانت تعلمُ في قلبها ماذا سيحدثُ من جرّاء هذه الأفعال الصبيانية التي يفعلونها خارجاً .
قالت لهُ وهي ما زالت تبكي :ماذا تحبُ أن أطبُخَ لكَ على الغداءِ ؟
قال لها بغضبٍ شديدٍ :أريدُ كوسا محشي
أريدهُ جاهِزاً عندما أعودُ من المظاهرة.
قالت لهُ ولم تكن تقصد من قلبها أن تدعو عليهِ :أذهب من وجهي وليتكَ لا تعودَ إلا محّملاً على الأكتافِ
خرجَ مسرعاً وأغلقَ البابَ بقوةٍ كبيرةٍ حتى أن الجدران إهتّزت من ألإغلاق الشديد للباب ،فدعت عليه دعوتها الثانية بأن تُشَل يداه.
أتى المساء ووالدته كانت قد أنهت طهي الطعام ،حملت هاتفها الخليوي ودقت لولدها وهي تقول بصوتٍ هامسٍ ،،قُطِعَ لساني الذي دعيتُ فيه على ولدي والهاتف يرن ويرن ولا مجيب ،حاولت مرة ثانية وأتبعتها بمرات ومرات ،ولكن لا مجيب ،جلست تبكي وتقول أين أنت يا ولدي .
وهي في خضّم بكائها سمعت أصواتاً تعلو شيئاً فشيئاً وتقول ،لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله ،ثم طُرق الباب،فهرعت مسرعةً وفتحته لترى ولدها محمولاً على الأكتاف والهتافات تعلوه ،وضعوه لها على الأرض ،هبّت إليه باكيةً وهي تقول لهُ :قم يا ولدي ،أفق يا بني لقد طبختٌ لكَ الكوسا محشي التي تُحبها ،قم يا بني ولن أدعي عليكَ ما حييت ،،قم يا ولدي ولا تنصت إليهم فقد غرروا بك وجعلوكَ كبشَ فدائهم ،وما زالت إلى الآن تدعي على من غرّر بولدها
،

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى