قصيدة : هل تعلم ؟ . مسابقة النص النثري بقلم / منال دراغمة_فلسطين

منال دراغمة_فلسطين
هل تعلم..!؟
أنني أنثر دعواتك في السراء والضراء
وألقيها على سمع قَدري…!؟
وأصفّد تلَعثُمي
لأقرأ ما تيّسر منك مغمضة العينين
أُسرِّحُكَ في غابات خيالي
أرتِّبُك في لوح يومي
دور البطولة المطلقة وهمٌ ..
فأنت المُطلق في كل رواياتي
……….
هل تعلم..!؟
كيف أحصي صورتك من وجوهِ الغرباء
عيناك قطعتان واسعتان من ريفٍ غربي
نورهما أخضر
أنفُكَ فارسيٌ قضمه الشموخ
فأصبح أجمل
أما ذقنك!!!
فالحيرة مثلي تماما
تُرسل إشعارات استسلامها
وتدفن رأسُها في رأسي
اعترف أنني عاجزة
عن وصف هذا السِحر الماسي
المغروس أسفل وجهك بإتقان ..
……….
هل تعلم..!؟
أن الشرخ الخفيف في كتفي الأيسر
جاء تباعا بعد آخر عناق …!؟
وأن البكاء أصبح نوتة حَلقية
كأن أقول إسمك ..لتذوب في حلقي
طيّباتُك …حلوها ومرها…
موائد الحب المعلّقة في طرف لساني
لم تعد تصلح للأكل
وصراطٌ واحدٌ للوصولِ إليك
وأنا فارسة أجبرتها آيات البُعد
أن تترجل
قصتنا كالموت
يختار فقيده دون استئذان
صراع ينتصر فيه اللاشيء
ودمعة أخيرة تنحدر فوق جبل صمتك ….!
…….
هل تعلم…!؟
كيف أكتُبك بأدوات بلاغة كلاسيكية
تليق بإرثك الكبير فيّ
وانك الفاعل ونائبه بصيغة الضمائر الحية..
وأن الحداثة تُبدِلُ ثيابها في وصفك…
وأن الفِعل متضرعٌ مضارعٌ
يسبقني ويلقي نفسه على الورق

وأن الصفات الحميدة والأكيدة
تتدافع على باب قصيدة
عنوانها أنت ….
وكم اختلف مع نفسي
لأصيغك بكل مفاهيم السرد الرخيم
وما تعلمته من أسفاري الشعرية
وكم حرف جرِ أسفكه بيدي
حتى لا يسحبك عن جسرِ شغفي …!
…….
الله وحده يعلم ..!
أنك العمود الفقري لقصيدتي العذراء
يتكيء عليك المجاز الطاغي
وأنك السُقيا لعينِ شِعري
تنبع منك وتعود مفرداتي
ولأجلك تحضر لغتي على فطرة الشوق
وتحارب خلفك كان وأخواتها
كان رقيقًا..
كان وفيًا.
كان شهمًا ..
كان وكان
وما زال قوت روحي رغم جشع المسافة