ط
كتاب همسة

فضائح الصفقات السرية انفجرت كلها معاً كطفح المجاري د. أحمد يونس يكشف النقـاب عن خبايا المؤامرة

 


كتب د. احمد يونس

عمري ما شعـرت بالقلق على مستقبل الفن لأن هناك مـن اعتزلن تباعاً فيما يشبه المظاهرة. وقد تصادف على الدوام أن معظمهن كن عديمات الموهبة، استطعن التسلل إلى الفن من ســلم الخــدامين، ليختبئن داخله لظــروف هن أعلم بها.

لا يوجد مـن لا يعرف عـبد العــظــيم لقـمـة، المالك الأسبق لجروبي وســـط البلد. لكنه كان أيضاً الإخوانجي الذي تخـصص في إحضــار حقائب الدنانير أو الريالات أو الدراهم من الخليج،  لتوزيعها على اللائي يعتزلن بصــورة مدوية، بهدف ضرب الريادة المصرية في الثقافة أو الفن. بدأ هذا يحدث في أواخــر القرن الماضي. لولا أن القصة فضحتها سيدة الشاشة العربية فاتن حمـامـة، عندما تحدثت عن الملايين الستة من الدولارات المعروضة عليها، مقابل التبرؤ من تاريخها الفني. ولم تكن سيدة الشاشة بالطبع ممن يقبلن أدواراً هابطة كهذه.

سعاد حسني، أثناء غــربتها الحــزينة في لندن، سافرت إليها الراقصة المعروفة زيزي مصطفى، على رأس وفــد من المعتزلات، لمقايضتها على التكفل بنفقات العلاج لقاء تكفير الفن أو اخــتلاق الحواديت الجنسية المنفرة في حياة رموزه. الأميرة هند الفاسي التي اتخذت من القاهرة سكناً دائماً، كانت ستتكفل، بالاشتراك مع ثلاث أمــيرات على الرف، بسداد المبالغ المطلوبة من حساباتهن الخاصة. إلا أن السندريلا بوطنيتها التي لا تخفى على أحد، أبت أن تستجيب لهذا الابتزاز الرخيص.

وقد حكت فريدة ســيف النصــر في أكثـر من حــوار صحفي ، كيف أن المبلغ المتفق عليه ظل يتقلص. ولم يعد يكفي لسداد أقساط المرسيدس، وأن الشيخ عمر عـبد الكافي   حاول اغتصابها داخل المسجد. ولم تخبرنا هل نجحت المحاولة أم لا. الشيخ عـمــر عـبد الكافي، ادعى أنه متخـرج من الأزهر منذ عقود، فما كان من الأزهر إلا أن أعلن ضمن بـيـان رســمي صــادر عنه أن المذكور لا وجود لاسمه أصلاً في سجــلات الأزهر أو المعاهد الدينية التابعة له أو وزارة الأوقاف، لا كــطالب أو أســتاذ أو إمــام أو حتى كــموظف إداري.™ عـمــر عـبد الكافي، اشترى ســيـارة إم بي دبليو بالتقسيط.  ثم ما لبث أن امتنع عن دفــع ثمنها قائلاً: يكــفـيكو شـــرف إن عـمــر عـبد الكافي راكـــب عــربـية من عـندكــو. حالياً هو من الهاربين إلى قـطر.

محمد عـبد القــدوس، اتفق مع الريــان بتعليمات صريحة من مكتب الإرشاد، على أن يتولى هو تلميع خلية المعتزلات إعلامياً. المرأة التي أشرفت على الخلية، بالنيابة عن الجماعة هي عزة الجرف، الشهيرة بأم أيمن.

الممثلة البارعة سـهــير البابلي، ارتدت الحجاب تحت ضغط الرجل الذي وقعت في حبه. كان نقاشاً ملتحياً يصغرها بأكثر من ثلاثين عـاماً. وقد تصادف أن جاء ليدهن شقتها، فتزوجته على الفور. لكنه طلقها بعد أقــل من سنة.  النقود التي تلقتها من عــبد العــظيم لقـمـة، بالإضافة إلى الثروة التي ورثتها عن زوجها السرجاني أكبر تجار السجاجيد في مصر، استولى عليها النقاش الكازانوفا.

حسن يوسف وشــمـس البـارودي ومحمد العــربي وزوجته هناء    ثروت ووجدي العــربي وكاميليا العــربي وزوجها فــتحي عـبد الســتار اللذان اشتهرا في ماسبيرو بطــولة الإيد. كل هؤلاء كانوا يعملون عند الريان، خاصة في محلات الذهب أو مكاتب الصرافة. أبناء عـبد البديع العــربي اعتادوا على التربية عن طريق الضرب بالكرباج. الأمر الذي تــرك بصماته على الأولاد والبنات في هــيئة ترسانة من مركبات النقص. التي يحاولون تعويضها بالتطرف. وجدي العربي يعمل حالياً في قنوات الإرهاب التي تضخ سمومها من تركيا.

الشقيقتان ليلى وماجــدة حمادة، بدا لهما منذ الوهلة الأولى أن المبلغ المعروض أبرك من التمثيل. الباقيات اعتزلهن الفن لأســباب إنتاجية، قبل أن يعتزلن بسنوات. شهيرة، قال لي واحـد من كبار المنتجين: مستعد أشغل شهيرة في فيلم تحت ضغط محمود ياسين. لكن، مش حاكتب اسمها على الأفيش، عشان الجمهور مـا يهربش.

وقد قالت لي أمـينة رزق، قبل رحيلها بفــترة طويلة، وهو ما أحدث أيامها ضـجة هـائلة فور نشــره ضمن عمودي الصحفي ( بين قوسين) بالأخبار: الفن ليس ذنباً يستوجب التوبة أو الشعـور بالندم. وكـــل واحـــدة بقـــى أدرى باللي بتتوب عــنـه. ولم أجد في نـهــاية الفـقـرة ما أكتبه تعليقاً على كلامها سوى: يـســلم بـقــك يـا أستاذة!
أنا هنا لا أتدخل في حــياة أحــد الشخصية. الجميع يعلمون أنني أبداً ما فعـلت شيئاً كهذا. كل هؤلاء من الشخصيات العامة التي لعبت ضد الوطن أدواراً تدفع حتى المتبلدين إلى الإحساس بالعار.  غاية ما في الأمر أن المؤامرة القذرة ضد الريادة المصرية في الثقافة أو الفن، كان لابد لشخــص ما أن يكشف خباياها، وأنا رغم كـــل المخاطر ارتضيت أن أكون هذا الشخص.

فضائح الصفقات السرية انفجرت كلها معاً كطفح المجاري.على أن الوضع كان سيصبح كارثياً بكل معنى الكلمة، لو أن اللائي اعتزلن  بالفعل  خطر على بالهن   التراجع عن قرار الاعتزال. اللائي دخلن الفن بحثاً عن المال، غادرنه أيضاً بحثاً عن المال.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى