مهرجان همسة الدولي للآداب والفنون.
الإسم واللّقب: حسناء بن نويوة.
البلد: الجزائـر.
البريد الالكتروني: [email protected]
مسابقة الخاطرة.
عنوان الخاطرة: فقط لو تدري !؟
فقط لو تدري !؟
كلّ صباح أنفض غبار الحنين من صفّحتي الزرقاء، أوّدع عتمة اللَّيلة الماضيّة وأشرِّع نوافذ غرفتي نحو مرايا الأمل، أفتح باب اللّغة وأخربش حروف اسمك بالترتيب فوق الزّجاج، من أوّل الحروف ألف البداية إلى النون عقيدتي ومنتهايَّ.
ياااااااه ما أبسطها من حروف عندك لكنَّها تشتعل في نبضي كاللَّهب، تنخر قوايَّ تارة وتلملّم خلايا صمتي في التارة الأخرى، وحدها من تلهمني حدَّ التّماهي وأنا المبتدئة في عالم الكتابة والعاشقة الصّغيرة في دروب الفرح؛ فرح اسمه أنت !!!!
أكتبك لأشيّد من لفافات الكلمات نصًّا طويلاً يجمعنا سويًا، قد نختلف في العنوان أو في فقرة أو في سطر ما، ومن يدري ربّما نتّفق و تعجب بنصِّي !؟ أو تصيبك زوّبعة اللاّمبالاة تخاصم الوقت، تمزِّق مراسيل الغرام، تلعب الكلمات المتقاطعة بهستيريا زائدة وترتشف قهوتك الباردة على مهل كمّا العادة، ثمَّ تعود لأخذ ميراثك وحقّك الشّرعيّ من حروفي.
أكتبك وإن لم ينصفني القلم بكيت بصّمت لذيذ وعانقت وسادتي ليلاً، وتداركت حجم خسارتي؛ لا شوارع ،لا وطن، لا منفى، لا ميناء أستوّطنه في عزِّ احتياجي لك، عدا خربشات تفرض نفسها على الورق.
أكتبك هي طريقتي الوحيدة لأحيا في عالمك وأسكن ضفافك.
أكتبك ليتجدّد العمر عمرين وأكثر، قد يطول بنا أو يقصر من يدري لربّما كبرنا معًا وتلاعبت بنا الأيّام لعبتها المعتادة.
أكتبك لأتنفسك بكلّ ما أوتيت من حبر وصبر، هكذا ببساطتي، بفوضايَّ المجنونة، هكذا دون مساحيق ورتوش، فقط يكفيني هذا الإسم المزروع في مروج القلب.
هذا الصّباح كتبتك بعفويتي وقرأتك كمَّا يحلو لي، تعاطيتك بشراهة وكلِّي سعادة وكأنّني ألبس حلّة بهيّة وأزّف طفلة للفرح القّادم؛ وأنت تكبر داخلي كلّما منحت حرفي ميلادًا جديدًا.
دعني الآن أعانق بهجة مدينتي وأتباهى بك يا فارسي، وأجوب شوراع الحبِّ وأنا ممتلئة بأنفاسك……. ما اشتهيت من حياة وشغف.