ط
مسابقة القصة القصيرة

فى المرآة .مسابقة القصة القصيرة .بقلم / عبدالعزيز عطيه موسى .مصر

االاسم عبدالعزيز عطيه موسى
الشهرة عبدالعزيز موسى
جمهوريه مصر العربيه محافظه الاسكندرية
ت+ واتس.01204149295
صفحتى على الفيس عبدالعزيز موسى
قصة قصيرة
فى المرآة

إضاءة الشارع الخافته وتراكم السحب في السماء وخلو الشارع من المارة في هذه الليلة الشاتية كل ذلك كان كفيلا بأن يجعله غير مرئي بالنسبه لى،لكن صوت انينه الضعيف جذب انتباهى بعد أن كف المطر عن التساقط، كان متكورا على نفسه في الوضع الجنينى، يرتعد من البرد والبلل بهذه الثياب الممزقه التى لاتكاد تغطى جسده. لم تكن ملامح وجهه واضحه بالنسبة لى غارت عيناه واختفى فمه وسط لحيته وشاربه الكثيفان، شعره الذى يشكل رأس نخلة صغيرة مبللة يغطى بعضه جبينه وحاجبيه، هيئة تدل على سنوات من الشقاء والضياع والمعاناةوالوحدة وما اقساها في ليل الشتاء البارد حيث لازوجة ولا ولد ولا صديق.
مددت يدى اليه أجلسته على الرصيف حيث يرقد حاولت أن أطمأنه بأبتسامه ملؤها الألم والتساؤل عن بقائه في هذه الساعه فى هذا المكان لكنى ادركت أنه سؤال غبى أذ لامكان لمثل هؤلاء الا الشارع والنوم على الأرصفة.ساعدته فى النهوض بدون ان يعترض وبلا أى كلمة منى سار بجانبى يجر خطواته بادى الإعياء..لعله الجوع هو السبب..حدثت نفسى اننا سنقتسم عشائي المتبقى من وجبة الغداء…خطوات قليلة وكنا داخل الغرفه التى أسكنها بابها الخشبى تعبث به الريح فيصدر صرصرة لايمنعها قالب الحجر الذى وضعته خلفه فى محاولة لغلقه…على الكنبة الوحيدة فى الغرفه نام متدثرا بلحافى القديم وبلا وسادة أستسلم للنوم وكأنه كان يشتهيه اكثر من شطيرة الفول التى اقتسمناها انا وهو..عاد الى أناته التى جذبت انتباهى اليه فى الخارج ثم تحولت إلى همهمات بالتدريج اخذت بعض الأحرف تتضح لى مكونة لبعض الكلمات والجمل..كانت الكلمات أشبه لابتهالات أو مناجاة…لم يتوقف الصوت ولم أستطع النوم ولم أعد متيقنا إن كان نائما كما اراه أم أنه مستيقظ في عالم آخر يستحوذ عليه لايصلنى منه إلا صوت إنشاده ومناجاته…أستحوذ على أهتمامى.. مقتربا منه أحاول أن اتبين تفاصيل وجهه وملامحه..أزحت بعض الشعر عن جبهته نظرت في عينيه التى كان يحدق بها إلّىّ…وتتسع إبتسامته فى فضاء الغرفة وتطوقنى بدهشة لا حدود لها إذ لم يكن هذا الوجه الذى أحدق فيه إلا وجهى أنا فى المرآة
عبدالعزيز موسى

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى