الإسم : أحمد صرصار / الجزائر
العنوان الإليكتوني
[email protected]
الرابط فايسوك
https://www.facebook.com/sersar.sersar.13
القصة القصيرة
في المزاد.
كانت أجمل لوحة في معرضه، حين أغمس ريشته بدمعتيها وأتم تلوين أحمر الشفاه…لا تزال عيون أسرته معلّقة بابتسامتها وهي تودّع تقاسيم عامها التاسع والتسعون…لم تكن ذكرى تعرض في المحافل ولا تعاويذ تعاد ، يهدهد بها مسامع الصبية والأطفال عند النوم.
كانت لوحته الأخيرة في مساره الفني، التي كلّما أتمّ تزيين رموشها وعتق حدقتيها وأخاديد تجاعيدها وأخلد إلى النوم؛ أيقظته صرخاتها ليعيد تشكيل رسم آخر أمانيها وهي تودّعهم ملتمسة منهم التمسك بما بقي من متاع في صندوقها من أساوير وخلاخل وعقد مهرها، الذي وفّى به والدهم قبل أن تغتاله أيادي الغدر.
ظلت اللوحة معلقة في ذهن كلّ من وطئت قدماه أروقة صالون المعارض، لا يقف المعجبون على سر دمعتيها وثغر ابتسامتها إلاّ وأفزعهم صوت صرخاتها المدوي طالبا منهم رفع مزادها العلني واتمام بقية أسارير ذاكرتها المعبأة بهموم المكائد والنكسات؛ التي ستتوالى على أحفاد أحفادها في ألوان وأشكال.
تجلى مؤتمرها الدولي في تحديد أهداف ومقاييس كل عمل فني راق، لا تلتقي فيه معاني الموت والحياة ولا ترتسم فيه معالم الجمال والقبح مجتمعة أو متناقضة.
هكذا ارتفع بيان صرخاتها متحديا الأمم قاطبة، مطالبا محاكمة كل رسّام تجرّأ على الأموات وأعاد ابتسامتهم إلى الحياة.
