ط
مقالات نقدية

في الدراما ..العبرة بالخواتيم .بقلم / أنيس بوجوارى

كتب / أنيس بوجواري

لا ننكر جميعا ان الموسم الدرامي الحالي بدأ بداية هي الافضل في المواسم التي مرت في السنوات الاخيرة فقد تنوعت المواضيع واساليب الطرح بالرغم من الحالة العامة التي تشهدها معظم دول العالم

لكن تظل هناك ازمة قائمة لانعرف سببها وهي ” ازمة منتصف الدراما” وهي ازمة ظهرت في السنوات الاخيرة وباتت كالعادات والتقاليد لموسم رمضان

فما ان يصل المسلسل للحلقة الثانية عشر حتى يبدأ مؤشر تميزه اما في التباث او النزول حتى نصل للحلقة العشرين وهي طوق النجاة من هذه الازمة لاننا سنشهد سخونة في الاحداث مجددا بعد ان شارفنا على نهاية الموسم !!

بالرجوع للخلف فان فكرة ان ال30 حلقة هي السبب هو امر غير حقيقي فقد كانت المسلسلات في السابق تصل بعض حلقاتها لل25 وال30 دون ان نشعر بتلك الازمة

بل ان تعلق بعض المشاهدين ببعض المسلسلات اصبح كأنه امر وجودي بمجرد ان ينتهي المسلسل يشعر المشاهد بأنه في شوق له !!

مثلا مسلسلات الضوء الشارد و امرأة من زمن الحب ويتربى في عزو وعباس الابيض ولن اعيش في جلباب ابي وحضرة المتهم ابي

كانت مسلسلات تصل حلقاته للثلاثين واكثر ولكن لم نرى وقتها تلك الازمة !!

السؤال هنا : هل لان العالم تغير والمشاهد تفكيره تغير !!

ام لانه لم يكن وقتها وجودا للسوشال ميديا فلم نرى ذاك الهجوم على مصطلحي ” المط والتطويل !!”

ارى انه لاهذا ولا ذاك فالمشاهد لم يتغير ولكن الدراما اصبحت تمتلك قاعدة شعبية اكبر مما كانت عليه اما السوشال ميديا فقد كان هناك تأثير الدراما على الشارع وحديث الناس حول احداث الحلقات الجديدة بشكل شبه يومي !!

ارى ان الازمة الحقيقية ان المؤلف الذي توجه له تهم المط والتطويل وانه السبب في فقدان بريق العمل لجودته

هو مجني عليه وليس متهم فالظروف الحالية اصعب بعشرات المراحل مما كانت عليه , فالمؤلف يكتب تحت ضغط كبير وتحت فروض وقيود اجبارية خصوصا وان العمل يبدأ تصويره قبل رمضان بثلاث اشهر او اقل

ويدخل التصوير بحلقات معدودة ليبدأ بعدها في ضغط الوقت وتغيير الاحداث وتقليل خياله الابداعي وتحديد افاقه وهو مايجعله يعمل في نطاق ضيق لكنه هو المسموح !

مقارنة اسماء الجيل الحالي من المؤلفين باسماء الجيل العظيم من كبارر المؤلفين يجب ايضا ان يتخللها مقارنة الظروف والوقت علاوة على تفصيل المشاهد حسب رؤية بعض نجوم العمل !!

على الرغم من ذلك فأن بعض المؤلفين قادرين رغم تلك الظروف على خلق تطورات درامية وتفاصيل تزيد من حدة الحبكة وشد انتباه المشاهد كما حدث في حلقات مسلسل خيانة عهد والذي شهد فجأة سخونة في الاحداث لم تكن مبالغا فيها بل كانت شديدة المنطقية وزادت من نسبة المشاهدة للمسلسل !!

بل ان بعض المسلسلات مازالت تحافظ على ايقاعها فهي لم تسقط في فخ الملل والاطالة ولكنها تسير بحذر نحافظ على جمهورها وتعي جيدا ان المشاهد اصبح شديد الذكاء وقادر على التوقف عن متابعة المسلسل الذي صار يعلم احداثه قبل ان تحدث !!

هي ازمة لا شك انها تشكل خلل في صناعة الدراما لكن قد يحدث في المواسم القادمة حلول جذرية لها يشارك فيها صناع الدراما كلا بحسب مكانته ولنتخلص من العزوف عن متابعة المسلسلات التي تبدأ بقوة ثم تصبح مجرد حدوتة في كلامنا تحت مصطلح ” مرة كان فيه مسلسل حلو ..وماكملش !!

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى