ط
مقالات نقدية

قبح المعنى وإساءة استخدام الرمز في فيلم ريش .بقلم / محمد زهران


كتب / محمد زهران
ــــــــــــــــــــــــــــــــ


بعض الفنانين في بعض الفنون كسروا أغلال التقيد بالعادات الإبداعية تحت عنوان كسر التابوه والتابوه هو الحد الذي لا يمكن تجاوزه أو العبث فيه فلو نظرنا إلي الفنون التشكلية سنجد أن بعض الرسامين الجدد اتخذوا بعض السبل الجديدة في ابتكاراتهم فاتجهوا الي الرسم بأعقاب السجائر ومسحوقها المحترق وأعواد الثقاب بل و استخدام بعضهم الدم في الرسم هو السمك الميت ووصل العبث إلى درجة استخدام فنانتين تشكيليتين دم الحيض في إنتاج لوحاتهما وعلل النقاد الداعمون لهذه الموجة بأن استخدام هذه الأدوات له بعض المدلولات العميقة التي يصعب على أمثالنا فهمه هذه الموجة التى تهدف إلي إعادة تدوير مخلفاتنا البشرية في لوح فنية للأسف الشديد انتقلت إلي السينما الحديثة فجاء فيلم ريش وصنّاعه للعبث ببعض الثوابت الإبداعية فمثلا من ثوابتا السينمائية هو عدم عرض المرحاض من الداخل وهو ما لم يلتزم به فيلم ريش الذي أحدث ضجة في السفالة الرمزية التي لو عرضت بشكل مباشر لكانت أخف وطأة الفيلم يبدأ بأدخنة المصانع وصور المخالفات تعبيرا عن الاضطراب والتخاذل الذي يصم المجتمع ثم يحين الاحتفاء

 

 

بعيد ميلاد لطفل مسكين فيحضره أحد السحرة لإطفاء البهجة على الحضور فيحول رب الأسرة إلى دجاجة ويفشل الساحر في إعادته إلي آدميته للدلالة على أن المواطن في نظر الدولة دجاجة لاقيمة له حينما يتعرض للمرض أوالاختفاء

الفيلم يتعرض أيضا للموظفين في القطاع الحكومى فالموظفين في الحكومة لايعملون بل يشربون الشاي والقهوة ومن هم أعلى درجة وظيفية ينامون في أغلب أوقات العمل. البعض خرج يبرر أن الفيلم لا علاقة له بزمان أو مكان ولكن أظن أن من خرج يتحدث بهذه الأطروحات لم ير الفيلم ولم يشاهد العملات المصرية من فئة العشرة والخمسة جنيهات كذلك مشهد سرقة البطلة لبعض الأغذية من تلاجة مخدومتها فظهرت العلامة المصرية للمربي فيتراك

الفيلم حافل بالقاذورات البشرية بجروج الناتجةعم قرح الفراش بلعاب المرضى بالقدم السكري والفضلات البشرية والفضلات الحيوانية بمشاهد تبول المرضى على أنفسهم’ الفيلم عرض كل شىء بشكل مباشر ولكن حينما يتعرض الفيلم للقطة جنسية يعرضها برمزية أكثر سفالة ومجانية من المباشرة نفسها (الفلوس على فتيس العربية) للأسف الشديد الفيلم أساء للمرأة المصرية المرأة المصرية كادحة تقوم بدور الزوج لو غاب وأحيانا تساعده وهو حي يرزق تموت من أجل تعليم أولادها وتموت من الجوع والعطش ولا تسلّع جسدها لأصحاب زوجها!! ولا تترك منزلها بهذا القبح من القاذورات الفيلم إساءة بالغة للمرأة المصرية الشريفة النظيفة فيجب علينا مقاطعة هذا العبث حتى لا نشوه أنفسنا أمام العالم الخارجي

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى