ط
الشعر والأدب

قبلة مؤجلة . قصيدة للشاعر / محمد حافظ حافظ .مصر

قُبَلَةٌ مؤجَّلة

لكِ قُبلةٌ من أمسِ أمسِ مؤجَّلةْ

سبحان مَن غلَّ الفؤادَ وكبَّلهْ !

دَيْنٌ تأجَّل مرتين … ولم يعُد

يُجدي اعتذارٌ كذَّبته الأسئلةْ

أَأَدور في فَلَكِ انتظارٍ … بينما

يزوي فؤادي في فراغ الأخيلةْ

يرنو فبَدْءُ الدَّرْبِ حائرةٌ بِهِ

خطواتُهُ … وخِتامهُ كالزلزلةْ
***
لو قُبلةٌ … لعرفت أين حدودها

لكنها دُنيا .. وأوَّلها الوَلَهْ

ما بين بين مراوِغاتٌ .. دونها

قُبَلٌ أتت في لحظةٍ مُستعجلةْ

وتظلُّ تأخذنا النهاية .. كلما اقتـ

تربت خطانا .. ازداد حجم المشكلةْ

نبقى وقوفا … والجوانحُ مثلما

سوطٍ تحرِّكهُ الأماني المُشْعَلَةْ
***
يا كُلَّما رغِبَ الفؤادُ تلاوةً

لهواكِ زلَّ … وفرَّ حرفُ البسملةْ

فيفرُّ للحرف الأخير مُراوغا

عيناه فصَّلتا الذي كم أجْمَلَهْ

فأنا وأنتِ الضَّفَّتان .. وبيننا

نيلٌ تحوَّل من أرادَ تحوُّلَهْ

ينساب تنتعشُ المدائن سبنلا

تٍ … في مداها تستقيم الأسْبِلةْ
***
أنا لا أحبكِ … هل سمعتِ ؟ ! … صدى الفؤا

دِ .. أعاده ” إني أحبُّكِ ” .. بدَّلهْ

أيخونني .. أم أنني المُلْتاعُ يُخْـ

في شوقَهُ.. ويحبُّ أن يتسوَّلهْ

عيناكِ تسقيه الغرامَ .. وما دَرَى

كيف ارتمى في ظلِّهِ واستقبلَهْ

وأنا الذي قد عِشْتُ عمريَ كلَّهُ

بِتَبَتُّلٍ … وعيونِ قلبٍ مُقْفَلَةْ
***
أنا لا أحبكِ مثلما ترجين يا

قلبا تفنَّنَهُ الزمانُ وجمَّلهْ

فإذاه بيت في قصيد مبهرٍ

عجز البيان جميعه أن يُكملهْ

فإليكِ تبتدر الطيور منازلا

وكأنها وحيٌ وأدرك منزلهْ

يا ليت أني ريشة بجناحها

تختال في حرم الجمال مُحَوْقِلَةْ
***
يا زهرة والعطْرُ ليس تجمُّلا

خطَّ النهار على مقاسكِ جدوَلَهْ

قَدَرٌ تلاقَيْنَا .. ولم يكُ بيننا

” إلا ” … و ” إلا ” في الجوانح مُثْقَلَةْ

أتقنتِ رسمَ الأمنيات فإذ بها

أمَلٌ يُجدِّد في الليالي مِغْزَلَهْ

أنتِ الحريرُ إذا نظرتُكِ رِقَّةً

ترنو إلىَّ .. أخاف أخدشُ مُخْمَلَهْ
***
أنا ها هنا … وهواكِ أوَّل قِبلتي

كيف استقام وراءه ؟!…لن أسألَهْ

لا يسألُ البحرُ السفائنَ وِجْهَةً

يكفي تجيئ رحابَهُ مُتَهَلِّلَةْ

لمِّي ضفائركِ التي كم أربكتْ

قلبي فحطَّم مستثارا كَلْكَلَهْ

يا آَخِرَ الكلماتِ في سِفْرِ الغرا

م… إذا انتهيتُ .. أعود أكتبُ أوَّلَهْ
***
هذي المراحلُ لم أعشْها حالما

فاستنهضي في كلِّ يومٍ مرحلةْ

ذاب الحنينُ على الحنين .. فإذ به

سيلٌ … وأدرك في العِماية موئلهْ

لا أنتِ مَن مسَّ الفؤاد ولا أنا

بل مسَّنا شرعٌ أباح وحلَّلَهْ

فتوضئ بالحبِّ بين أناملي

واستفتحي ما ثَمَّ غيرُكِ أوَّلَهْ
***

الشاعر محمد حافظ حافظ

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى