قبيل المغيب…
قبيل المغيب سألقاك يوما
وفي الوجه مثل بقايا رماد
وفي الذقن مثل تلألؤ ثلج
وفي العين حزن غزير دفينْ
سألقاك في مقعد الذكريات
تلملم جرحا..
تدلك شعر صغير وسيمْ
وترويه قصة عش الحمام ووكر الذئاب وليث العرينْ
تقول “أتيت أيا نور قلبي
أنا سر حب ألا تذكرينْ”
أقول “أأنت؟ وفي القلب حزن
وبالعين دمع بذات اليمينْ
وفي الوجه تلك التجاعيد تأوي
وتحت العيون وفوق الجبينْْ
تقول”ألا تجلسين قليلا..لبضع ثوان ..ألا تجلسينْ؟
وفي النفس شوق وبعض الحنينْ
أقول أإبنك هذا الغلام؟
تقول حفيذي وتثني اليدينْ
تقول أما زلت مثل زمان تحبين شعرا…
له تكتبينْ
أقول انشغلت بزوج غليظ..بفكر عنيد… أربي البنينْ
أقول وما الحال بعد البعاد؟
تقول بخير.. أعدّ السنينْْ
تزوجتِ بعد فراقنا أنت.. ببضع شهور ألا تذكرينْ
ألا تذكرين لقاءا بيوم هطول الشتاء..أما تذكرينْ
رأيت البراءة فيك تنادي
وحسنا له بهجة الناظرينْ
أما زال أفضل لونكِ زهرا
تحبين وردا له تقطفينْ
أما زلت تجرين خلف الحياة
وتلهين مزحا ..وكم تمزحين
أقول مضى كل طيش الشباب
وصرت أداعب ذكرى الحنينْ
ومن ثم أمضي وفي القلب شوق
وفي العين دمع ليرثي السنينْ
وداعا أيا قطعة من فؤادي
ويا مستبدا بدولة عشقي
ويا بهرجا في سما العاشقينْ
