ط
الشعر والأدب

قتله الانتظار قصه قصيره بقلم/ احمد بيومى .

.10486359_602582659854854_100174771_n
اجتمع العمده باعيان القريه كما هى العاده ودار الحوار والنقاش فى امور السياسه والاقتصاد والمحصول والانتخابات القادمه ..وفجاءه دخل بهلول الذى يعمل فى دوار العمده..( تملى.. ولفظ تملى تعنى الشخص الذى يخدم الجميع ويكلف بكل الامور البسيطه فى المنزل الكبير فىالريف ..وهى تعنى المتواجد دائما ..) وهو يصب اكواب الشاى للعمده واصحابه فى الحديث الذى لا يفهمه وقال للعمده ..انى بشتغل عندك يا جناب العمده من وانى عيل صغير بلقمتى ومن غير فلوس ..وانا سمعتكم بتتكلموا عن الحد الادنى للاجور وبتقولوا 1200 جنيه ..انا عاوز حقى منك بقى يا عمده انا بقيت شحط اهو ولسه متجوزتش …ضحك الجميع من مداخله بلهلول الا العمده الذى رفع ايده الغليظه وضرب بيها بهلول على قفاه فكاد بفقده النطق والابصار ..لم يصرخ بهلول من الالم ولكنه رفع راسه الى العمده والى من حوله وهناك دمعه محبوسه فى عينيه ووقف ومن على باب المندره صاح فى وجه العمده والله لاقتلك .والله لاقتلك يا حضره العمده قصاد القفى ده وميعادنا اخر الصيف وبكره تشوف ثم اختفى يسرعه عن الانظار ..ضحك الجميع بما فيهم العمده علىالشجاعه المفرطه والمفاجئه من بهلول ..وعادوا لاحاديثهم ..لم يظهر بهلول فى القريه مره اخرى ..مر اسبوع والعمده كلما ذكروا له تهديد بهلول يضحك ويقول الهوجه بتاعه يناير دى شجعت علينا الصغار والعيلب والهبل يا ولاد ..ولكنه كلما اغمض عينيك يرى بهلول يحمل شرشره حادهويجز بها راسه…فيقوم من نومه فزعا ..ويمر الاسبوع التالى ولكن يصل الى مسامع العمده ان بهلول بالفعل اشترى شرشره من السوق وانهم شاهدوه عند الساقيه الغربيه بالليل يلوح بها تحت ضوء القمر وهو يصرخ والله لالقتلك ياعمده ..العمده لم يعد قادرا على النوم ليلاالا بمنوم قوى.كتبه له طبيب القريه ..اقترب الصيف من نهايته والعمده توقف عن تناول المنوم خوفا من ان ياتى فعلا بهلول وهو نائم ويحش رقبته بالشرشره كما راى فى الحلم ..لم يعد العمده قادرا على تناول الطعام او النوم ..ورغم اربعه من الغفر تحرسه نهارا وليلا لم يعد برعبه الا ذكر اسم بهلول امامه فهو دائما بتسائل وماذا لونجح بهلول الذى يحفظ كل خرم فى بيته من التسلل الى غرفه نومه وذبحه ..وفى احر الايام لم يخرج العمده من غرفته انتظروا حتى حان وقت صلاه الظهر وعندما دخلوا ليقظوه وجدوه ميتا وعبونه جاحظه من الخوف .. وعندما شاع خبر موته ..ظهر بهلول فجاءه وهو يرقص فى جنون حاملا عصى طويله ويقول بهستريا معرفتش اقتله فدعيت عليه واهو ربنا اخده ….قوه المظلوم ياناس فى دعوته لربه .
……تمت .

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى