قُدسية الأوطان
تُسابِقُنا مشاعِرُنا إليهِ
وتأبى أن تُقَدسَ من يليهِ
ضمائرُنا هو الوالي عليها
يُحاسِبُها إذا كذبت عليهِ
فموطُنُنا بلا شرطٍ وقيدٍ
من الأمشاجِ فرضاً نجتنيهِ
نُعلّقهُ قلائدَ وسط جيدٍ
ونُلْقي أنْفُسا في راحتيهِ
ونسكُب من نبيذِ القلبِ دمّاً
فنروي كُلّ شبرٍ يحتويهِ
لهُ صُرِفَتْ نوايانا بعشْقٍ
فرقّ وضمّ لهفةَ عاشقيهِ
وأخْضَعْنا له رؤيا وجُهْدٍ
ولانرضى الدُّموعَ لمُقْلتَيْهِ
فلولاهُ الشّعوب تموجُ رُعْباً
تدورُ ككوكَبٍ بفضاء تيهِ
وتبكي حين تفقدهُ وكانت
رأتْهُ في الوجودِ بلا شبيهِ
مواطِنُنا نفائسنا إذا ما
أضعْنا للنفيسِ أنشتريهِ؟
وحاشا أن تلذّ بأنسِ أمنٍ
بدارٍ لايعودُ لساكنيهِ
كذا الأوطانُ تلعنُ في بنيها
إذا نفخ الجدالُ لهيبَ فيهِ
وأحرق بالشّقاقِ صفاء ودٍّ
وضجّت بالبلادِ رؤى السّفيه