ط
مقالات بقلم القراء

قراءة فى مسرحية ( القفص ) للكاتب الإيطالي ماريو فراتى بقلم / أحمد رمزي

مسرحية ( القفص ) للكاتب الإيطالي ماريو فراتى

و التى قام بأداء أدوارها الأصدقاء جنى الحسينى و مصطفى فاروق و امل الفحله و غيرهم من أعضاء الفرقة المسرحية على مسرح الإقليمية و لقد اجادوه تقمص الشخصيات و نقل الحاله الروائية و النفسية لشخصيات الرواية

لكنى هنا اكتب ليس عن الرواية أو مسار خطة المسرحية بل اتخطى ذلك كله للوصول إلى الإشارات العقلية و نمط الفكر العام للعمل

تدور المسرحية على فكرة و هاجس التجربة و الحرية أو حرية التجربة وفق إطار عقلى أو منهجى و لقد كان إطار بطل الرواية هو أعمال الكاتب الروسى ( أنتونى تشيخوف) الذى استخدم المزاج العام للقصة و ركز على التفاصيل الدقيقة الظاهرة و جمد الأحداث الخارجية عن مجال القصة لأبراز الحالة النفسية الداخلية لشخصيات روايته

و كان مبدأة ان الكتاب لا يقدمون اجوبة بل يطرحون مشكلة و اسأله تبحث عن إجابة

و هنا تكمن نكتة المسرحية و هى الحرية و العزلة فبطل العمل يحبس نفسه مع الكتب و صنع فى هذا القفص منهجية عقلية قائمة على الفكر و التحصيل النظرى دون تجربة أو اختبار

و هنا يحدث الصراع ما بين شخصيات خاضة غمار التجارب و تلتحم بالأحداث و تعاصرها و بين المثقف المنعزل حبيس الأفكار الفلسفية و المنهج العقلى دون اى تجارب و يريد بهذا ان يصل لحقيقة الوجود و حقيقة الانسان

لقد قاده العقل إلى العته و الاطراب و الأنانية و النظر للاشياء و الحياة بشكل مادى مجرد عن العاطفة و الروحانية فهو ينظر للحب و علاقة الرجل بالمرأة على أنها قذارة و نفاق

و هنا مع التجربة يتكشف له انه لا يمكن أن يعيش انسان بهذا الشكل من العزلة العقلية فقد وقع صريع العشق مع اول اختبار بل وقتل من أجل هذا العشق بعد أن تورط فى علاقة عاطفية مع زوجة أخية التى مكرت به حتى تتحرر من إذلال زوجها لها بأن يقتله أخوه المنعزل المعتوه

كصورة مصغرة لحروب العالم الغربى الذى تدفعه الفلسفة العقلية المجردة الأنانية و التى انهارت أمام عواطف البشر و غرائزهم المكبوتة مهما كانت عقلية الانسان فستحبس داخل إطار قفص و بدون الروحانيات ستدفعه التجربة و الغرائز الإنسانية إلى الجريمة و الخروج عن الفطرة السليمة سيلجأ إلى الإبادة طمعا فى الغير و هنالك يهلك الجنس البشرى العقلاني و تبقى الطبيعة بما تحوية من عواطف و حياة روحانية لتسخر من هفوات العقل و اضاليله و اطره الكاذبه

 

يا من طرقت العقل بابا داخلا رفقا بعقلك

ذاك ما حملته كن راحما فالخير للرحماء

كتبها الاستاذ احمد رمزى
ــــــــــــــــــــــــ
المقال يعبر عن وجهة نظره الخاصة وليس بالضرورة يعبر عن وجهة نظر المجلة وسياستها

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى