كتابة سيرة ذاتية لشخص ما أو للكاتب نفسه من أصعب الكتابات والتي تعتمد على سرد حقائق وأحداث وقعت فعلا بكل تفاصيلها الدقيقة …هذه التفاصيل الأخيرة من شأنها أن تجتمع في ذهن المتلقي لتشكل صورة واضحة بل قريبة من الملموسة حتى يتسنى للقارئ الإحساس بأنه فعلا عايش الأحداث …ولا يخلو هذا السرد من عناصر المتعة والتشويق لجلب انتباه القارئ وابعاد عنه الملل أثناء تصفح هذا النوع من الكتب .. في بداية الأمر وكأي كتاب تود الإطلاع على محتواه ستنجذب للعنوان إذ جاء العنوان غير عادي وغير متداول عاشق الكاميرا …من خلال العنوان الذي يحوى كلمة العشق والتي تستعمل لدرجات الحب القصوى وآلة كانت صديقة الكاتب طوال فترة من حياته يتجلى لنا أن الكاتب لم تكن آلة التصوير مصدر رزق وعمل فقط بل هو اخلاص وتفاني في أداء عمله لدرجة ولهٍ بالتطلع نحو الأفضل والتميز في هذا الوسط الذي يحمل الكثير من الأسرار … ثاني أمر ممكن أن يجذب القارئ لقراءة كتاب هو مؤلفه و بما أن المؤلف معروف جدا في الأوساط الفنية وعلى الصعيد الإعلامي وله تاريخ حافل بالإنجازات المذهلة على غرارهم قيادة مهرجان همسة الدولي للآداب والفنون فحتما ستكون تجربة قراءة هذا الكتاب مفيدة جدا لما تحمله من خبرات يتمتع بها صاحب الكتاب . الكتاب لم يكن سيرة ذاتيه بحته إذ أنه لم يلم بجميع جوانب حياة الكاتب ..لكنه ارتكز فقط على حياته المهنية رحلة مغامرة عصامية لشاب كان فنانا بمعنى الكلمة فالتصوير فن ولا يتقنه أي شخص …ورحلة هذا الفنان بدأت بالأبيض والأسود في الزمن الذي لم تكن فيه كل هذه التكنولجيا والدقة العالية في التحكم في جودة الصور اي أن مهنته لم تكن سهلة أبدا …
حاول الكاتب سرد الأحداث المهمة التي مر بها خلال مشواره المهني …بلغة سلسة تسهل على المتلقي وتصل للقلب يتخللها نوع من الهزل الهادف الذي يحمل بين سطوره معاني وعبر صادقة … وتسليط الضوء على العديد من التعاملات الانسانية ..و الأخلاق التي يجب أن يتمتع بها كل طموح نحو العلا …العثرات التي يمر بها وكيف عليه تجاوزها كما أبرز لنا جانبا من شخصيات نجوم تألقو في زمن ما وكانت له معهم ذكريات حافلة بالمغامرات الشيقة التي تجعلك لا تمل من تصفح هذا الكتاب … الغرض من اصدار هذا النوع من الكتب ليس معرفة جزء من حياة المشاهير وأخبارهم وإنما الإستفادة بقدر كبير من خبرة فنان كانت يشاهد العالم عبر عدسة كاميرا …
فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
