ط
الشعر والأدب

قراءة في كتاب (وعي الهزيمة) للإعلامي أحمد زكارنة بقلم الأستاذ محمد نصار

مكتب فلسطين / د. نيفين عزيز طينة

في كتابه الجديد “وعي الهزيمة”، يتناول الكاتب والإعلامي المعروف أحمد زكارنة، مسألة الوعي ودوره كأداة هامة، في إدارة الصراع القائم على هذه الأرض، منذ قرابة مائة عام، ليس بطريقة مجردة تتكئ على التعريف بالوعي وأهميته وهو الذي حير العلماء والفلاسفة من قبل، باعتباره أكثر الجوانب ألفة وكذلك أكثرها غموضا، رغم إقرار البعض بأنه إحساس أو دراية بالوجود الداخلي والخارجي للإنسان والقادر أيضا على القيادة والتدبر وقت الحاجة .
أحمد زكارنة لم يخض في هذا الأمر ولم يذهب إلى ما ذهب إليه الآخرون في هذا الباب وإنما فتش عنه في المنتج الأدبي الفلسطيني، الصادر بعد أوسلوا وتحديدا في تناوله لأكثر من عشرين عملا أدبيا، كان للرواية حصة الأسد منها، محاولا التنقيب في هذا المنتج المعرفي، عن هذا الوعي ” وعي الهزيمة” وإذا ما كنا بعد كل هذا التجارب، التي تعرضنا لها على مدار عقود طويلة وحملات ” كي الوعي ” التي رافقتها بحرفية عالية، نعيش “هزيمة الوعي ” ونسلم بالمخرجات التي أفضت إليها، أم حركت لدينا الإحساس ب” وعي الهزيمة “، الذي يبحث في الأسباب والدوافع وعدم التسليم بما نتج عنها من مخرجات.. طبعا شتان ما بين الحالتين.
بالتأكيد لم يكن الأمر هينا، كونه يبحث في مجال، يتكئ في إحدى جوانبه على منهج التحليل النفسي، الذي يحتاج إلى خبرة كبيرة ودراسة أعمق ومخزون معرفي، يتيح للكاتب الخوض فيه وهو ما بدا ظاهرا، من خلال القراءات التي قدمها الكاتب وأبدى فيها قدرة واضحة، على سبر بواطن النصوص التي تعامل معها والخوض في خباياها.
طبعا لم يغفل الكاتب في غمار خوضه وبحثه عن هذا الوعي، الذي سعى خلفه في الأعمال التي تناولها، التطرق إلى الجوانب الفنية الأخرى، التي اعتاد النقاد الالتفات إليها، كاللغة والأسلوب وغيرها من التقنيات، التي عادة ما يجري الحديث عنها بشكل موسع وربما جاف في بعض الأحيان، ينفر القارئ من تتبعه، فجاءت قراءته سلسة تبحث في ما وراء الكلمات والمعاني، أكثر من بحثها في قوالب معدة سلفا، تعتمد ظاهر النص لا باطنه وهو ما يعبر عن قراءة مغايرة للنصوص، قلة من النقاد يلتفتون إليها، فجاءت مكملة للفكرة التي يسعى لها والنتيجة التي استطاع الوصول إليها، من كون الأدب الفلسطيني بعمومه لم يعش هزيمة الوعي، رغم كل الظروف والملابسات التي مر بها، وإنما يعيد ترتيب الأوراق من جديد، ضمن فهمه لوعي الهزيمة، الذي يشكل العتبة الأولى في طريقة فهمنا للصراع وإدارة أدواته.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى