ط
مسابقة القصة القصيرة

قصة : أبي اعتني بنفسك .مسابقة القصة القصيرة بقلم / أنور مرعى الخالد . سوريا

سابقة القصة القصيرة
أنور مرعي الخالد
سوري مقيم في ألمانيا
جوال & وتس اب
00491776251973‪
ايميل
[email protected]
فيس بوك
https://www.facebook.com/amer.ak.984
قصة بعنوان : أبي اعتني بنفسك

أبو صالح رجل هرم قد أخذ الزمان من جسده كما أخذ من بصره، مستلقي على سريره كبله السقم ، و أدركه الهرم ، حتى وهن منه العظم.
زوجته سقته صافي شراب الوفاء و صانت ميثاق عهده تتألم مما مسه و لاتخون أنسه وفي صدرها دام و ده وحسه.
خرجت لزيارة صديقتها في الجوار ، و تركت أبو صالح وحيداً بالدار .
اقتحم منزلهم لص في وضح النهار .
ظن أبو صالح للوهلة الأولى أن زوجته قد عادت أدراجها فسأل بصوت خافت ضعيف : أين أنت يا أم صالح؟
اقترب اللص منه بحذر ورأى حالته و تأكد أن العجوز أعمى و لا يستطيع النهوض من مضجعه و أن لا أحد بالمنزل سواه.
فأجاب بلسان يجيد الاحتيال : لا أنا ابنك يا أبي.
بكى العجوز بحسرة مع أنين فأسال دموعاً خامدة من مهجة محطمة مقهورة تروي قصة شوق وفراق لابنه الذي وافاه الأجل قبل عامين فتذكر شبابه و إكتمال فضائله و محاسن خلقه .
وللصدفة كان صوت اللص مطابق موافق لصوت ابنه صالح وهذا ما حرك شجونه و أشعل نار الوجد بين ضلوعه.
أحس اللص بعظيم الذنب و أثقل ظهره كبير الإثم. فصحا من سكرته و آفاق من غفلته ،يحاسبه ضميره ويخاصمه فؤاده. فأعتذر من الرجل العجوز بقلب يعتصره الألم و أخبره حقيقة الآمر ، وهم خارجاً طالباً الصفح والسماح .
أوقفه أبو صالح بصوته المرتج وطلب من اللص وتمنى عليه أن يقول جملة أخيرة قبل ذهابه يسمع بها صوته فقد اشتاق لسماع صوت ابنه .
فكر اللص للحظة ثم قال :أبي ، اعتني بنفسك.

أنور الخالد

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى