ط
مسابقة القصة القصيرة

قصة (أثَرَةُ حِبّ) مسابقة القصية القصيرة بقلم / محمد أحمد نبيل.مصر

محمد أحمد نبيل
الشهرة: محمد نبيل جادالله
جمهورية مصر العربية
ت/ واتساب: 01111337565
https://www.facebook.com/alnabiel
القصة القصيرة

أثَرَةُ حِبّ
في التاسعة من عمره بجوار الرصيف… التفَّ المارّة حول حافة بركة الدماء المحيطة بجثته. تتسابق المخيلات في حبك القصص عن قائد سيارةٍ منزوعَ الرحمة قد دهَسَ جسده الغض، تاركًا نورَ وجهه الملائكي يستنزف دموع الناظرين و يُقَطّع نياطَ قلوبهم.
تقَدّمَ نحوه أحدُ الواقفين ممسكًا بمعصمه؛ ليتبينَ نبضه، ثم رفع رأسه موزعًا نظراته على الجميع: “إنه ميت”.
أحدهم: إذن هيا لنحمله إلى أقرب مستشفى، و لنترك لها الأمر!
آخرُ باستنكار: إن فخامة حذائه و بهاء وجهه ينُمّان عن ثراء أهله… أين هم؟!
ثالث: الأفضلُ أن نستدعيَ الشرطة و النيابة؛ للمعاينة والتحقيق في الحادث.
أحد المتطوعين يبادر بالاتصال بشرطة النجدة. دقائق معدودة، ودويُّ صفارة سيارة الإسعاف يصمُّ الآذان، تصاحبها السيارة التابعة لقسم الشرطة القريب من موقع الحادث. السيارتان تخترقان الجموع المتكتلة إلى حيث الطهارة المغتالة.
يترجل الضابط، يتفحص البراءة المسجاة. يبادره أحد المتأثرين بشدة:
– انظر يا حضرة الضابط!… لا بد من أن تُوَقّعَ أقصى عقوبة على ذلك الجاني الخسيس.
الضابط متأسفًا:
– إن مثل هذه الحوادث عادةً ما تُقَيَّدُ ضد مجهول.
يُخرِجُ الضابطُ هاتفه الخلوي من جيبه، يهاتف أحدهم: “لقد عثرنا على جثة طفلٍ تتطابقُ أوصافه مع أوصاف الطفل الذي أبلغتَ عن فقده. تعالَ حالاً أمام بوابة سوق اليافعين!”.
لحظاتٍ، و إذا بالأب المنفطرِ قلبُه يشقُّ الحلقات البشرية… يقف حزينًا مشدوهًا أمام أشلاء ابنه الزكية… لونُ الدماء يحجبُ رؤيته الأيدي الممدودة للعزاء، و صدمة المأساة تصمُّ أذنيه عن سماع عبارات المواساة.
يتلفت متبينًا ما حوله… الشارع… السيارات المحيطة… سوق اليافعين، حيث يلجه بصحبة ابنه منذ ساعتين فقط…
الابن: أريد شراء هذا المسدس يا أبي.
الأب: إنه لا يناسبك. سأشتري لك كتابًا… أريدك أن تكون قارئًا مثقفًا مثل أبيك.
الابن: و لكني لا أريد أن أكون مثلك.
الأبُ يصفعُ الابن؛ الولدُ يفرُّ منه إلى خارج السوق، يلاحقه إلى الشارع، يفقدُ أثره… يجري كالمجنون باحثًا عنه في كل مكان… فَقَدَ الأملَ في العثور عليه؛ قرر إبلاغ الشرطة.
ركب سيارته الواقفة أمام بوابة السوق، أدارها بسرعة. و بينما ينطلق بها، يشعر بأنه يدهسُ شيئًا ما أسفل السيارة… لم يكترث؛ فقد كان يظنه مجرد هِرّة.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى