أحببت اميرا
كان اليوم 6 من اغسطس منذ عام واحد ,حين تصفحت جريدة الاهرام باحثة عن وظيفه, اعتدت ذلك منذ تخرجى فى كليه التجارة , وكان مسمى الوظيفة “مديره مكتب المدير العام” بشركه كبرى ..اسرعت بتقديم اوراقى متضمنه الكورسات المتعلقة بتنمية مهارات اللغه الانجليزيه..لانى حرصت على ذلك منذ انهاء المرحله الجامعيه.
لم اكن على يقين من الفوز بالوظيفه لكثرة المتقدمين وما يتحلون به من اطلاله مبهجه ,, انتابنى قلق شديد حين بلغنى موعد المقابله الشخصيه وشعرت برهبه,, كدت اتراجع عن طلبى ..
وجاءت النتيجه تفوق كل مخاوفى واصبحت الفائزة الوحيده ,,لا استطيع وصف السعادة التى غمرتنى ..اخيرا وبعد طول انتظار حصلت على عمل بمجال تخصصى ..قضيت ليلتى افكر فى الوضع الجديد فانها ليست وظيفه عاديه ولها متطلبات خاصة “الاناقه ,,اسلوب الحوار, التألق الدائم , الابتسامه التى تعتلى وجهك طوال الوقت ,”, كما اننى احب التميز واضفاء شخصيتى على ما اقوم به من اعمال..
قضيت ليلتى افكرفيما ارتديه اول يوم عمل ,ما المناسب اكثر ( الجينز والجاكت ,, تايير,اوتوينز) , اللون القاتم انسب للعمل ام الفاتح ,,
لم اشعر كيف او متى غفوت ..
وفى الصباح, اسرعت بارتداء احد ملابسى الانيقة المفضلة لدى,,” ودون التفكير بتناول فنجان القهوة باللبن, وقطعة الباتية كعادتى الصباحية ” .. توجهت مسرعة لاقرب محطة من منزلى , اقتنيت سياره كى تطير بى الى مقر الشركة وبداية عملى وكأنه يوم ميلاد جديد .
حين وصولى للشركه,,طلبنى المدير على التليفون الخاص بمكتبه وكان قد مر على سمعى هذا الصوت المميز .توجهت لمكتبه حاملة نوتة لتدوين التعليمات ..
انتابتنى دهشة حيث بادلنى اطراف الحديث وقت ان وقعت عيناى بلافتة كتب عليها (ابراهيم نور الدين ) , هذا اسمه ,اسلوب حواره,شردت بذهنى تحجرت عيناى لم اعد اسمع ما يقول فقد حدث ما لم يكن فى الحسبان ,,انه هو بالفعل ” وانغمست فى تفكير عميق,, لم يمضى الكثير من الوقت منذ تعارفنا ,, فانا اعمل بالترجمة على احد المواقع على الانترنت ومنه تعرفت على شخصيات عديده وكان “هو” من بينهم ,,حينما ارسل لى طلبا بترجمة ملف فى الاقتصاد و استمر التواصل بيننا.,,واتخذ الحديث طابعا مختلفا وكانت البداية عنده ,,قال انه يشعر بالاطمئنان حينما يحادثنى ويحكى عما يواجه من مشكلات اراد راى فيها ..
كنت اصغى بكل وجدانى, وابادله الراى دون رغبة فى انهاء المكالمة , يحكى عن اوقات ممارستة للرياضة ,اين يقضى عطلة نهاية الاسبوع ,نوع السيارة التى يركبها
شيئا ما جذبنى اليه ,,صدقة ,تلقائيته, نقاء سريرته,حتى شغفت لرؤياه,, كم كان عذب اللسان ,جميل الاسلوب, يملك روح المرح , كلما تكلم احسست انك ,تغوص باعماقة, هو ذلك النوع الذى يعشقه قلبك قبل ان تراه عيناك ,,
ادركت احساسة باللهفة لرؤيتى, قال ( اود رؤية ملامح وجهك وانا احادثك,,اريد التقرب منك اكثر,,ساتقبلك , تحت اى ظروف ,,احب ذكاءك وحضور ذهنك, قال انتى من تمكنتى من ايقاظ مشاعرى ,,
, تسللتى لقلبى فاحييتى نبضاتة,قال لى…. ) اى سعادة يمكن لفتاة ان تشعر بها حين سماعها تلك العبارات الناطقة بالاحاسيس المرهفة ,, وجدت فى تعبيراته شفافية لمست وجدانى , توطدت علاقتنا كلما احسست بحاجتة لوجودى الى جواره,…
اتفقنا على اللقاء وبقى ان نحدد موعدا,,
وأفقت على صوته ( ارسلى للشركة ووافينى بالرد) ما زلت على حالتى من الوجوم لم انطق ,, توجهت للباب وكاننى” أله او روبوت ” ..
جلست بمكتبى .تتصارع الافكار فى ذهنى اتسائل ماذا يمكنى ان افعل ؟ انا وحدى اعرف حقيقة امرنا,فقد كنت اعمل على الموقع باسم “النجمة اللامعة “bright star,,, لم يتعرف على صوتى , كيف ذلك؟ ربما كثرة عمله ومشاكله..
هل احتفظ بذلك السر؟ لكن كيف اراه كل يوم وبيننا ما اسره فى نفسى ؟ هل نسيت انه يرغب برؤيتى !
هل نسيت انى احبه .! قادنى الطريق لاحد الكافيهات المطلة على البحر ,,جلست مجاوره للمياه,, طلبت فنجان القهوة التى اعتاد تناولها فى مثل تلك الحالة من شتات الذهن …
دققت النظر الى لا شئ, لم اسمع ما قاله النادل وهو يضع الفنجان,,فقط لاحظته يحرك شفتيه وينصرف …لم ادرى كم من الوقت استغرقت , تناولت رشفة من القهوة واذا بها باردة كالثلج , نهضت ,استقليت سيارة باتجاه مسكنى,,ربما اجد الراحة بعض الوقت…
مر يومان وكانهما دهرا ,,لم اعد احتمل حديثة معى ببراءة عن العمل الذى اعلمه, واخفى عنه ,, لا يمكن ان استغل براءته ,, ساصارحه مهما كلفنى الامر حتى وان اترك وظيفتى ,,,ربما تنتهى الصراعات التى تعتصرنى بكلمة ,, وجاء موعد اتصاله ليلا والذى لم يخلفه من بداية تعارفنا … بدا حديثة بشوق , كلماته الناعمة احسست قلبى يقفز بين ضلوعى ,,هدأتة خشيه ان يخترق صوت نبضاته سماعة الهاتف فيصل اليه ..
– “اشتاق اليكى,,
استجمعت اشلائى,
– ساحكى لك شيئا ,,مهما كانت عواقبة ,,
– لا يهمنى,, الاهم انك معى ,,
تشجعت وقلت باصرار:: انا مديرة مكتبك الجديدة,,,
ردد بنبرتة الهادئة : من تكونى؟
كررتها على سمعه ..صمت قليلا ثم لم يلبث ان نطق بتلك الكلمات : كيف فعلت ذلك بى ؟,,, :اذن لكى مقصد يكمن وراء تلك الحيلة ” وانهى الحوار فجأة بغلق هاتفه..كان ذلك رد فعله,,هذا كل شئ ,,ان قام باصدار حكما مسبقا , قاطعا, وشرع بتنفيذه..,,
ماذا عساى افعل ,, اعاود الاتصال؟ هل الح فى محاولة تبرير موقفى ؟ كيف ذلك. ان موقفه واضح وتصرفه قاطع بل وجارح للشعور والكرامة, انه لم يفكر فى التماس العذر وفى احتمال صدق احساسى تجاهه .
لم يقرر استبعادى من العمل !
ليته فعل! اين هو الان ؟ بل من هو؟
“بالامس كان بعيدا عن ناظرى , ساكنة جوف قلبه ,, واليوم اراه ملئ عينى وقلوبنا يملاؤها الفراغ ..!! ”
وبقيت وحدى اتسائل :هل الصدق هو ما جعلنى اخسرحبه الكبير الذى طالما وصفه لى ؟ولماذا جعل وضعى بالشركة جسرا لا يمكن اختراقة ؟هل حب المكانة الاجتماعية تمثل حاجزا لهذه الدرجة ؟
ولماذا لا نعطى الفرصه ليدافع الانسان عن موقفة ؟ الا يوجد احتمال بصدق النية ؟ ولماذا ندع الظنون تتحكم فى افكارنا واصدار الاحكام المطلقة دون حوار؟ وهل مكانته بين مرؤسيه تقف حائلا بين نبض قلبه؟
بل ماذا اقترفت من ذنب لاقف موقفى هذا؟ لم اشأ ان اتمادى فى الكذب ,فقط اردت فرصة لامتلك القدرة على المواجهة … لكنه لن يغفر ابدا ولن يصفح ..!
عذرا حبيبى لتسمح لى انهى مشوارعملى قبل بدايته,ان اسحق طموحى كى لا يرى النور بين يديك مثلما جعلت من كلماتى سجينا بين ضلوعى .
أغمضت عينى ,,اتبعتها بتنهيدة أسف ويأس ,, وقلت محاولة ان ألملم جرح قلبى .
” لتكن ما شئت أميرى..فلن تكون الا بطلا.. لاحدى رواياتى” !!!
***************
هويده ابراهيم خليفة