ط
مسابقة القصة القصيرة

قصة : أميرة بلا تاج . مسابقة القصة القصيرة بقلم / : إبراهيم شعير . مصر

الاسم: إبراهيم محمد إبراهيم إسماعيل
اسم الشهرة: إبراهيم شعير
الدولة: جمهورية مصر العربية
نوع العمل: قصة قصيرة
عنون العمل: أميرة بلا تاج
رقم الهاتف: 01002548553
رقم الواتس: 01019198030
رابط الصفحة الشخصية على الفيس بوك:
https://www.facebook.com/ibrahem.shair.7?mibextid=ZbWKwL
قصة أميرة بلا تاج
قُبَيلَ السَّابِعَةِ صَبَاحًا كَانَتِ الشَّمْسُ تُطِلُّ مِنْ نَافِذَةِ الْغُرْفَةِ الصَّغِيرَةِ لِتَنْعَكِسَ عَلَى جَسَدِ “أميرة” وَهِيَ جَالِسَةٌ أَمَامَ وَالِدَتِهَا تُمْشِّطُ لَهَا شَعْرَهَا وَتُزَيِّنُهَا قَبْلَ الْخُرُوجِ إِلَى يَوْمِهَا الدِّرَاسِيِّ. تَنْظُرُ أميرةُ إِلَى الأَسَاوِرِ الْجِلْدِيَّةِ وَالْخَوَاتِمِ فِي يَدَيْهَا لِتَسْأَلَ أُمَّهَا: “لِمَاذَا يَا أُمِّي لَا أَحْصُلُ عَلَى الْخَوَاتِمِ وَالْأَسَاوِرِ الذَّهَبِيَّةِ مِثْلَ بَعْضِ صَدِيقَاتِي؟” لِتُجِيبَهَا أُمُّهَا بِعَطْفٍ قَائِلَةً: “تَشْتَهِينَ الذَّهَبَ يَا أميرة؟ هَذَا حَقُّكِ؛ لَكِنَّ مَا أُرِيدُكِ أَنْ تَعْرِفِيهِ جَيِّدًا يَا صَغِيرَتِي أَنَّ فِي الْحَيَاةِ أَشْيَاءَ أَثْمَنُ مِنَ الذَّهَبِ بِكَثِير”، تَنْظُرُ أميرةُ إِلَى أُمِّهَا بِدهْشَةٍ وَتَسْأَلُهَا: “وَمَاذَا أَثْمَنُ مِنَ الذَّهَبِ يَا أُمِّي؟”؛ لِيَقْطَعَ دَهْشَتَهَا وَسُؤَالَهَا صَوْتُ حَافِلَةِ الْمَدْرَسَةِ فَتُودَّعُهَا أُمُّهَا بِقُبْلَةٍ عَلَى خَدِّهَا ثُمَّ تَخْرُجُ وتَرْكِبُ فِي الْحَافِلَةِ التِي تَنْتَهِي بِهَا عِنْدَ بَابِ الْمَدْرَسَةِ لِتَنْزِلَ أميرةُ مُرْتَدِيَةً زِيَّهَا الْمَدْرَسِيَّ الَّذِي يَعْلُوهُ مِعْطَفٌ باهِتُ اللَّوْنِ اعْتَادَتْ ارْتِدَاءَهُ ثُمَّ تَنْزِلُ مِنْ بَعْدِها “أسماء” مُرْتَدِيَةً زِيَّهَا الْمَدْرَسِيَّ وَمِعْطَفَهَا الْوَرْدِيَّ الزَّاهِرَ يَبْدُو كَأَنَّهُ قَدْ لُبِسَ لِلْمَرَّةِ الْأُولَى وَأَقْرَاطًا ذَهَبِيَّةً لَامِعَةً تَزِينُ أُذُنَيْهَا فَتَخْطِفُ أَنْظَارَ الْجَمِيعِ بِإِطْلَالَتِهَا الْبَهِيَّة.
تلاحظ “أميرة” هذا المشهد يَوْمِيًّا وَهِيَ تَتَمَنَّى لِنَفْسِهَا حَيَاةً مِثْلَ حَيَاةِ “أسماء” حَيْثُ الْمَلَابِسُ الْفَاخِرَةُ وَالزِّينَةُ الْبَرَّاقَةُ وَالْأَدَوَاتُ الثَّمِينَةُ تِلْكَ الْمُمِّيزَاتُ الَّتِي تَتَمَنَّاهَا أَيَّةُ بِنْتٍ فِي مِثْلِ سِنِّهَا؛ وَبَعْدَ انتِهَاءِ طَابُورِ الصَّبَاحِ اتَّجَهَ الْجَمِيعُ كُلٌّ إِلَى فَصْلِهِ، وَذَهَبَتْ أميرةُ بِرُفُقٍةِ أسماءِ إِلَى الْفَصْلِ.
وَفِي أَثْنَاءِ الْيَوْمِ الدِّرَاسِيِّ كَانَتْ أميرةُ تَلْحَظُ مَلَامِحَ الْحُزْنِ الْعَجِيبَةِ الَّتِي تَغْمُرُ وَجْهَ “أسماء” رَغْمَ كُلِّ الْبَهَاءِ الَّذِي يَبْدُو عَلَيْهَا.
قامت المُعلِّمةُ في نهايةِ الحصّةِ بتوزيعِ درجاتِ الامتحان على الطُلّابِ ثم دقَّ جَرسُ الفُسحَةِ وذَهبَ الجَمِيعُ إلى الفِناءِ وَفِي يدِ أميرة ورقةُ الامتحان التي كانت تَنظُرُ لها بسَعادَة، أخرجَتْ أميرةُ من حَقِيبَتِها عُلبةً بَسِيطةً تحوي بِدَاخِلِها ثلاثةَ سندويتشات من خُبزِ الفينو ثم تُخرجُ أسماء من حقيبتها لانش بوكس وَرديَّ اللَّونِ به سندويتشات من الخُبزِ المُحَمَّص ( التوست ) وبعضُ الحَلْوى؛ و لَكِنَّهَا لَمْ تَأْكُل وَلَمْ تَنْظُر إلَى وَرَقَة الامْتِحَان، وَاكْتَفَت بالنَّظَر إلَى الطَّعَام دُون لَمْسِه، كَانَتْ أمِيرَة تَسْأَلُهَا لِمَاذَا لَا تَأْكُلِينَ يَا صَدِيقَتِي، وَأَسْمَاء تُجِيبُهَا بأنها ستَأكلُ حَتَّى التَّفَتَتْ أمِيرَة لدمْعَةٍ سَقَطَتْ مِنْ عَيْنِ أسْمَاء عَلَى وَرَقَةِ الامْتِحَان لتَنْظُرَ إلى أسماء فَتَجِدَ وَجْههَا مُحْمَرًّا وَالدُّمُوعُ تَمْلأ عَيْنَيْهَا مِمَّا أَثَارَ الفُضُولَ فِي نَفْسِ أمِيرَة.
سألت أميرةُ: مَا بِكِ يَا صَدِيقَتِي؟! لِمَاذَا تَبْكِين؟ أَخْبِرِينِي مَاذَا فَعَلْتِ فِي الامْتِحَان؟ لِتُجِيبَهَا أَسْمَاءُ قَائِلَةً لَقَدْ حَصَلْتُ عَلَى دَرَجَة ضَعِيفَةٍ جِدًّا؛ تَفَاجَأَتْ أمِيرَة بِذَلِكَ لِأَنَّهُ عَكْسُ مُسْتَوَاهَا الْمَعْتَادِ.
رَبَتتْ أمِيرَة عَلَى كَتِفِ أسْمَاء وَقَالَت لَهَا: لَا تَحْزَنِي وَإِنْ شَاءَ اللَّهُ سَتَحْصُلِينَ عَلَى دَرَجَاتِ أَفْضَلِ الامْتِحَان الْقَادِمِ. لِتُفَاجَأَ أمِيرَة بِانْفِجَارِ أَسْمَاء فِي الْبُكَاءِ.
حَاوَلَتْ أمِيرَة تَهْدِئَتهَا وَهِيَ تَمْسَحُ عَلَى كَتِفِهَا وَتَقُول لَا تَفْعَلِي فِي نَفْسِكِ هَكَذَا يَا صَدِيقَتِي.. كُلَّ هَذَا مِنْ أَجْلِ امتِحَان صَغِير؟! لِتَقُولَ أَسْمَاء: أَنَا لَا أَبْكِي عَلَى الامْتِحَان فَقَطْ يَا أمِيرَة وَلَكِن مَا أَبْكِي عَلَيْهِ أَكْبَرُ مِنْ امتِحَان الْمَدْرَسَة بِكَثِير.
سَأَلَتْهَا أمِيرَة: فَمَاذَا سَبَبَ بُكَائِكِ يَا صَدِيقَتِي؟ أَخْبِرِينِي لِتُجِيبَهَا أَسْمَاء: حِينَمَا كُنْتِ صَغِيرَةً كَانَ أَبِي وَأُمِّي يَهْتَمَّانِ بِأَمْرِي وَكَانَا حِينَهَا عَلَى وَفَاق تَام، لَكِنَّ فِي الْفَتْرَةِ الْأَخِيرَةِ حَدَثَتْ بَعْض الْمُشَاكِلِ بَيْنَهُمَا وَانْفَصَلَا وَتَزَوَّجَ كُلٌّ مِنْهُمَا وَتَرَكَانِي مَعَ جَدَّتِي الَّتِي تَعَامَلَتْنِي مُعَامَلَة جَيِّدَةً؛ لَكِنَّهَا لَا تُغْنِينِي عَنْ أَبِي وَأُمِّي؛ لِذَلِكَ أَشْعُرُ دَائِمًا بِالْوَحْدَةِ حَيْثُ لَا يَأْتِيَانِ لِزِيَارَتِي إلَّا عَلَى فَتْرَاتٍ مُتَبَاعِدَةٍ، وَعَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّهُمَا يُوفِرَانِ لِي كُلَّ شَيْءٍ إلَّا أَنِّي لَا أَحْصُلُ عَلَى الشَّيْءِ الْوَحِيدِ الَّذِي أُرِيدُه…… فَعَانَقَتْهَا أمِيرَة وَمَسَّحَت دُمُوعَهَا.
وَقَدْ أَدْرَكَتْ أمِيرَة فِي دَاخِلِهَا أَنَّ الْمَظَاهِرَ خَدَاعةٌ وَأَنَّ الْمَالَ لَا يُجِلِّبُ السَّعَادَةَ فَشَكَرَتِ اللَّهَ عَلَى حَيَاتِهَا الْبَسِيطَةِ الْهَادِئَةِ الْمَلِيئَةِ بِالدِّفَءِ وَالْحَنَانِ.
انتهى الْيَوْم الدِّرَاسِيّ، وَصَلَت الْحَافِلَةَ إلَى بَيْتِ أمِيرَة فَوَدَّعَتْ أَسْمَاء وما إن دخلت أميرة مِنْزِلَهَا حتّى تَفاجأَت بها أُ

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى