الاسم الكامل أسماء عقوني من الجزائر
عنوان القصة أنت وطني
كان يحبها حد الخوف ..
الخوف من البوح ، لأنه يعرف أنها لن تسمح له بعد ذلك بالمغادرة إلى أي عذر…
لم يكن يريد لها حياة تشبه ما مر به ، كل ما فعله هو القسوة لأنه تعلم من الزمن أن كل ما نحبه لا يبقى .
فكرة الفقدان تلازمه ، كم هي صعبة اختيارات الحياة !!!! الاختيار بين من نحب و بين الظروف و بين الخوف ..
يجبرنا الاختيار أن ندمن الجرح ، رغم اشتياقه لها فضل العودة إلى روحه الباردة ، هناك يعيش مع ذكرياته. اختار عالم الورق لأنه لا يبوح بالأسرار لأحد ، وحده امتزاج الدمع بالكلمات يريحه من معاناته….
كانت تخبره في كل مرة يصرخ في وجهها أنه مزاجي ،و تسأله لماذا؟ ، هي لا تعرف أنه يختبىء خلف صراخه لكي لا يضمها
و يخبرها بحبه لها ، يحاول أن يجعلها تكرهه باقتناع ، في مرة قالت له :
– مزاجيتك صنعت منك شخصا مختلفا عن كل الناس ، كيف يمكنني أن أساعدك لتعود إلى نفسك؟ .
لكن بدل أن يجيبها قرر المغادرة .
كان يجب أن يغادر ، توهم أنه سيرتاح و يريحها بالابتعاد ، عاش لأشهر بدونها ، بدون هواء ، كان قد جرب طعم الاختناق من قبل عندما فقد الوطن و كل ما فيه من بقاء بعدما شاهد من كان يظنهم سيكملون الحياة معه يذبحون باسم الحرية … لم تغادره وجوههم و هي تنظر إليه برعب ، كان يفصله عن الموت توقيت الانفجار ليستفيق على ما بقي من تخبطات جثث من يحب ، مازال حتى الآن ينتفض في نومه و في يقظته ، هو حي فقط لأن دوره لم يحن من اللذين يعرفون كل شيء و يكتبون قانون الحياة و الموت ….
مات يومها و بقي جسده ليحكي مابقى من وطن . كلامه كله معها ، كان لما سيكون من أمل في غد أفضل لأنها أحست أنه يئن خلف الحلم ،إخترات ان تنتظره حتى يشفى من جراحه
كان صريحا واضحا كان حبا لم يجد مكانا….مااصعب التخلي عن من نخب لايصلح القلب لاخذ القارار هو خلق للعطاء للبقاء لا لسنا عقولا نحن ارواح تتالف الالم ليس ان نتوجع هو اكثر في الصمت بين الكبرياءوالاشتياق تحدث مجازر وتوءد
أرواح
بين البقاء او الندم على الابتعاد كان يان لكي لا تسمع المه …قال لها اعينني على الرحيل…. لم ترد أن تزيد الأمر سوء . حاولت أن تخفي حزنها عليه، في كل مرة كان يلتقيان كان الحنين للوطن يستحوذ على المكان و الزمان لأنها تحبه ، تستمع له رغم أنها تشتاق لعودة روحه إليها ، كان معها لكنه يحلم بالعودة . فكرة مغادرته كانت مرعبة . هو لم يرد هذا القرار ، هكذا قرر الاختباء حتى تكرهه هذا ، سيبقيها في أمان و يجعلها تنساه و تعيش الحياة التي تستحقها . كان بدون أوراق و لا منزل ، كل ذلك أخذته رياح الحرية المزعومة ، لهذا لن يجعلها ضحية .. يكفي ما فقده في الحرب و ما يحمله بداخله من خراب . كانت لا تكف عن الاتصال به ، كل ذلك الرنين كان يفتح الجرح أكثر لأنه يعلم أنه إذا عاد فسيأخذها إلى الشقاء …
كتب لها رسالة قبل أن يغير رقم هاتفه و عنوانه ، لأنه بلا وطن تصبح كل الأمكنة سواء كتب لها :
” كوني سعيدة لأنك تستحقين أفضل مني ، ربما سنلتقي لكن في عالم أفضل ”
لم يرد أن يفكر في ما فعل . كل ما يراه الناس قسوة كان حبا . أحبها أكثر من أن يمتلكها بأنانية ، أن تكرهه الآن خير من أن تشفق عليه و تبقى تعيش مع نصف رجل ، لأن نصفه الآخر هناك مغروس في تراب الوطن.
هكذا هي الحرب ترغمنا أن نترك من نحب ، نموت بلا وطن ، بيوتنا و مدارسنا و شوارعنا التي كانت تملؤها ضحكات الصغار و أحلام تكبر هناك و كل هذا العمر ، كله تبخر .
ابتعد و سافر بعنوان و رقم هاتف جديدين ، لكن قلبه مازال يتذكرها ، يعلم أنها ستكرهه بقدر ما هو مازال يحبها ، لكنه يوقن أنها ستكون أفضل بدونه ….
الحرب لا تقتل فقط ، بل هي تمنعك من زرع الحياة مجددا .
أحببتك لكن قلبي غادر إلى الوطن