الاسم: رحاب رضا عدس
الدولة: مصر
محافظة: الجيزة
اسم الشهرة: رحاب رضا عدس
لينك الفيسبوك: https://www.facebook.com/profile.php?id=
100050499882311
فرع القصص القصيرة.
اسم القصة: اِنتحار
اِنتحار
السنينُ تمر أصبحتُ أسقط كثيرًا
كسقُوطِ الأوراق من فرع الشجر في فصل الخريف.
القليل من النوم، صرخات من الألم، ارتطامُ قلبي المتسارع، شهقاتِي المتتالية، بلورات تسقط من مِقلتايَ اللعنة ألن تتوقفي. لا أستطيع البقاء على قيد الحياة أكثر من ذلك. صرخات ساكنة تطفئ روحي مع مرور الوقت أتمنى أن يأمن أحد بكوني موجود وليس وهم. نعم تلك الكلمه التي تصف كل شيء . أنا أشبه نبتة الصبار الذي لا يحبها أحد نبته تحيط نفسها بأشواك فأنا مثلها أحيط قلبي بالأشواك أنا نبتة خائفة لا يحبها أحد.
يتمشى في الغرفة وكأنه يراها لأول مرة ربما تودعه .
ينظر إلى مكان ما في الغرفة وهو يقول سوف أنام للأبد.
علق طرفي الحبل جيدًا في سقف الغرفة بحيث يكون الآخر متدلٍ مشكلًا عقدة متينة محكمة. وقبل أن يقف على ذاك الكرسي الذي سوف ينهي حياته قام بكتابة مرسال.
محتواه
” أنا قصي ومعناه الشخص الذي يفكر بعمق. عندما كنت طفل كنت لا أحب ذاك الإسم ولكن بعد عدة سنوات أحببته حيث كان الإسم يصفني فَهذا التفكير صنعت منه حبلا وخُنقت. أعتذر لقلبي وصدري اللذان حملوا الكثير من الكلمات المؤلمة أعتذر لعيني التي ذرفت الكثير من الدموع. أماه لاتبحثي عني خلف الباب ولا تحت السرير ولا في الخزانة ولا في تلك الغرفة المليئة بالغبار التي كنتي تمنعيني من دخولها فأنا تركت العالم فحسب.
أعلم يا أمي أنك سوف تذرفين بحرورًا من الدموع ولكن العالم لم يحبني وأنا كذلك فما فائدة الحياة. كنت أنتظر فتاة أحلامي تأتي وتقولُ لي لا ترحل تعالى نجلس تحت ضوء القمر نجمع أروحنا المبعثرة، لكن أصبح البقاء مملا وثقيلًا
فأنا أعيش حياة سطحية بائسة فما الفائده من كوني حي.
في يوم من أيام نوفمبر القارصة رأيتها وهي تسير في الطريق كانت تبدو كملاك أخطأ مكانه على الأرض كانت ترتدي بلوفر من اللون الأسود وبنطال من اللون الأسود وشعرها منسدل على خصرها.
كانت تنظر إلي بترجي، ضعفت فهل أستطيع رفض عينيها. أخذتها وذهبنا إلى المقهى. طلبت كوبين من القهوة مع الحليب وبعض من الكعك. كانت تجلس وتلقي ماحدث معها طوال اليوم وأنا أستمع إلى كل كلمه تقولها فهي صديقتي وإبنتي. إنتهينا ثم قالت لي أريد أن أتسكع قليلًا.
دفعت الفاتورة وخرجنا لنتمشىَ ولكن تذكرت أنني نسيت هاتفي بالداخل فجعلتها تنتظرني ودخلت لجلب الهاتف وعندما خرجت رأيتها وهي مسطحه على الأرض والدماء تسيل منها. شهقة خرجت من ثغري ذهبت إليها ودموعي على وجنتاي حملتها وذهبت بها إلى المشفى وبعد قليل خرج الطبيب ليلقي على مسمعي خبر وفاتها ومنذ ذاك الحين وأنا لا أبالي أسير هنا وهناك أذهب إلى الأماكن التي تجمعنا أتذكر أول يوم تقابلنا فيه وكان هذا اليوم بالمدرسة حيث طلبت من أستاذ لي أن يجلبها لأتحدث معها فكنت أراها تجلس في المقهى وتبكي كنت أريد أن أعرفها. إصطفت ثلاثة كراسي على شكل دائرة. الصمت يخيم في المكان. إلى أن قطع هذا الصمت صوت المدرس وهو يقول: تريدون أن تعرفوا لماذا أجتمعت بكم. حسنًا سأخبركم. أعلم أن لديكم الكثير من المشاكل في المنزل ولا أحد يسمع لكم لهذا جمعتكم أريد أن أتعرف عليكم أكثر هيا يا ليا هاتي ما لديكِ
” بدأت في سرد حكايتها وهي مغلقه لعينيها: أنا ليا توفىٰ أبي وأمي عندما كنت في الحادي عشر لدي شقيقين، ولكن لا أحد يهتم بي الأول منعزل بسبب وفاة حبيبته، والثاني يأتي المنزل بعد منتصف الليل حيث يتسكع مع الفتايات ولا يبالي أن لديه أخت يجب أن يعتني بها كل ليلية أبقى مستيقظة إلى أن يأتي وأراهُ وهو ثمل حاولت التحدث إليه ولكن عندما أوقفته وقلت له أريد أن أحدثك قليلًا قال لي إذهبي أحضري لي كوب من العصير ذهبت وأحضرت له ما يريد ولكن فاجئني بصفعه على وجنتاي.
ليا: لماذا؟
فكان رده: يفتاة أنت عار علينا ليتك لم تولدي فنحن من نصرف عليك.
ليا: يكفيك تراهات يَوقح هذا مال أبي وليس مالك.
أحضر عصا وقام بضربي وفي المرة الثانية رأيت أخي تسيل الدماء من رأسه وسقطت العصا منه ورأيت أخي الكبير المنعزل ورائه وهو يصرخ به ويقول:
_يا حقير كيف تجرأ على ضربها وقام بضمي حتى كادت أن تنكسر أضلعي. إبتسمت فكان حضنه كالدواء ولكن دوام الحال من المحال حيث قام أخي الصغير بطعنه من الخلف وخر أخي صريعًا كنت أقف مصدومه من هول المفاجأة صفعت أخي صفعة تلو الأخرى وكان يقف جسدًا بلا روح ويقول لم أفعل شيء وأنا أصفعه إلى أن أتت الشرطة وأخذته وقمت بالإعتراف ضده ومنذ ذاك الحين وأنا اعيش بمفردي.
حاولت أن أنهي حياتي وفي كل مرة كنت أفشل كانت لدي صديقة وحيدة ولكن علمت أنها تركتني مثلها مثل البقية ومنذ ذاك الحين وأنا منطفئه.
قصي: لنكون أصدقاء كان يقولها وهو يبكي على هذه الفتاة التي لم تتعدى عمرها الخامس عشر.
ليا: لن تستطيع تحملي.
قصي: الأصدقاء لا يملون من بعضهم.
ليا: أين ذهب؟
قصي: من؟
ليا: أستاذ زين.
قصي: ذهب منذ بدأتي بسرد قصتك.
ليا: لماذا؟
قصي: أنا من آراد هذا.
ليا: أتقصد أنت من طلبت منه أن يجمعنا.
قصي: أجل.
ليا: لماذا تريد أن تعرفني؟
قصي: كلما أذهب إلى المقهى أجدك تبكين وتكتبين أشياء بمذكرتك وفي يوم كنت تجلسين وكتبتي شيء في المذكرة ثم مزقت الورقة من دفتر ملاحظاتك، وقمت برميها في سلة المهملات. فذهبت إلى هذه السلة وقمت بأخذ الورقة وقرأت ما بها.
كنت تتحدثين فيها عن صديقتك التي خدعتك. ولكن إنسي كل هذا لنكون أصدقاء.
ليا: أنا موافقة ولكن بشرط ألا تتخلى عني.
قصي: أصدقاء إذًا.
ومنذ ذاك الحين بدأت قصتنا وكل يوم نتقابل أنا وهي في المقهى.
منذ أن تركتني حياتي لم أعرف لها طعم ولا لون ولكن إستمريت في البقاء. اعتدت أن أذهب إلى المقهى وأجد مكانها فارغًا واحكي ماحدث معي
إلى الكرسي وأبكي بصمت.
وها أنا ذا ككل ليلة أضع رأسي على الوسادة أريد أن أنام لآخر مرة ولكن لا شيء أريده يتحقق. يخيم الديجور على كل شيء .لا شيء يجذبني للحياة لا صديق ولا حبيب ولا حتى كتاب والآن وجودي أو عدمه هو الشيء ذاته لن أعتذر لأحد فلا أظن أن وجودي يحتاجه أحد بتاتًا. سلامًا لكل شخص دخل قلبي وحطمه. وداعًا لتلك الذكريات ”
وبعد أن إنتهيت من كتابة المرسال صعدت على الكرسي تأملت الحبل بضع دقائق وحسمت أمري وأرتديته كما أرتدي عقد الزينة تنهدت ثم زدت شدة الحبل على رقبتي وقفزت من على الكرسي معلنًا خروجي من الحياة.
بقلم/رحاب رضا عدس