ط
مسابقة القصة القصيرة

قصة : إيمان . مسابقة القصة القصيرة بقلم / الصديق فيثه ـ الجزائر

مهرجان همسة الدولي للآداب والفنون
العمل المششارك به : قصة
العنوان : ” إيمان ”
بقلم : الصديق فيثه ـ الجزائر
الإيمايل : [email protected]
الواتس :213656394145
صفحة الفايس بإسم: الصديق فيثه

عنوان القصة :

” إيـمان “

على أنقاض منزل عائلتها ، أقامت المعلمة إيمان قِسمًا تربويا بعدد قليل من التلاميد من مرحلة الروضة إلى الإبتدائي، كانت المبادرة بقناعة عميقة أن تعليم الجيل االموالي هو السلاح الوحيد الذي يوفّر لأجيال الغد إمكانية التواجد والمجابهة حيال التحدّيات المختلفة في ظل التدفق التكنولوجي الذّي يغزو المجتمعات العربية والإسلامية ..
تحاول إيمان بإمكانيات جدّ شحيحة من أقلام وكراريس وتلوين وغيرها وما تُسْديه من معلومات ، وفي ظل العوز الشّديد تجتهد “إيمانّ” زيادة عن التعليم أن تُوفّر للأطفال الإحساس بحياة عادية تُنسيهم أمطار الصواريخ التي تهطلُ على مناطق مختلفة من غزة في هذه الحرب والإبادة الجماعية للسّكان العزّل..
رغم الشّح المادي الذي تعيشه “إيمان” إلا أنها تمارس مهنة التدريس تطوعا وقناعة بمثابة جهاد ومشاركة في مقاومة االإحتلال وبأنها رسالة يجب ان تؤديها تجاه القضية ، فلا شيئ في تفكيرها عدا كيفية المساهمة في إعداد جيل يستمر في رفع مشعل المقاومة دفاعا عن فلسطين القضية ، وتجسيد المبادئ التي تربت عليها منذ نشأتها من الآباء والأجداد وخاصة وهي تتنقل من مخيم إلى آخر منذ الإحتلال من طرف الكيّان الصهيوني ..
” إيمان ” من ضحايا هذه الحرب الشّرسة التي استشهد فيها والداها و أخوانها الثلاثة وأخواتها الإثنتين في غارة إسرائلية مفاجئة ،كما لم يُسْلم من غارة أخرى زوجها وابنها الوحيد جراء قصف باغتهم وقت أذان الفجر وهم يستعدون للصلاة ، والتي نجت هي باعجوبةٍ وحفظٍ من الرحمان ، حينها كان المصحف الشريف في يدها وقد بدت فيه سورة ” العلق ” حيت كانت ترتّل القرآن ..
عدد الأطفال المتمدرسون يتزايد يوما بعد يوم وقد اعتادوا شيئا فشيئا في ظل الحرب، فهم محظوظون بمزاولة الدراسة مقارنة بكثيرين آخرين أنقطعوا عنها لانعدام الظروف السانحة لذلك، وتكرار عمليات النزوح من منطقة إلى أخرى حيث تكون عن منأى عن قصف محتمل ..
االمعلمة ” إيمان ” برمجتهم على نفسية أقرب إل العادية بطريقتها اللطيفة وشخصيتها االإيجابية الحنونة، فأصبحوا يرونها قدوة في الجد و التحدّي بما يتناسب وسننهم الطفولي تارة وتجدهم يلعبون ويمرحون في فترة الإستراحة تارة أخرى ..
كانت أسرة “إيمان ” تتحلق قبل الحرب حول مائدة الأكل بحميمية وانسجام يدلاّن على وجود رابطة أُسرية متينة و في نفس الوقت وهم يتسامرون يتدارسون ضرورة العلم والتعلّم للتغلّب على كل ما من شأنه يعترضهم في الحياة ،خاصة وهم في مواجهة ومقاومة الكيان المحتّل عبر فترات زمنية غير محسوبة العواقب ..
زيادة عن التدريس ، “إيمان ” تعمل على تجميع ما أمكنها لمساعدتهم بما توفّر من الأكل واللباس لهؤلاء الأطفال الذين جلّهم يتامى ، وأبناء لأولياء وأمهات استشهدوا تحت القصف الهمجي الصّهيوني ..
ليس غريبا عن إيمان ” أن تكون على هذه الحال، فهي أكثر شعورا كأيّ من ضحايا الحرب والتّي لم تنل منها هذه الوضعية رغم قساوتها ،لأنها تحصّنت بالايمان والعزيمة والصبر و مقتعة تماما أن العلم هو الوسيلة الوحيدة لمجابهة مثل هذه الظروف و كذا مكاره مماثلة.
فالمعلمة “إيمان”من الكثير الذين صبروا ، والذين أبوا إلا أن يُكملوا رسالة لجهاد التي بدأها الأجداد و الآباء كلٌّ حسب موقعه ضد الإحتلال الصهيوني لفلسطين الحرة الأبيّة المرابطة أب عن جد منذ الثامن و أربعين ..
برغم النزوح المكرر الذي يصل إلى خمس مرات من الشمال إلى الجنوب ، و إلى مناطق أخرى بعيدة عن مناطق القصف تبقى مصرّة على ممارسة مهنتها المقدسة ونضالها المستميت ولو تحت الخيام التي لا تقي الحرّ و البرد ، فكلّما قصف المحتل خيمةً أقامتْ غيرها بما تبقى من أطفال متمدرسين و جلب آخرين محتملين لإتمام المهمة ..
هي رسالة مقدسة من امرأة مجاهدة ،صابرة ، مُحتَسِبة مُرابطة ،حرّة حتى النصر و الإستقلال أو الشهاااادة …

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x