ط
مسابقة القصة القصيرة

قصة : البرئ . مسابقة القصة القصيرة بقلم / وائل إحساين . المغرب

قصة قصيرة للمسابقة: البريء
رقم الواتساب: +212679079464
رابط صفحة الفايسبوك: https://www.facebook.com/wail.ahssayan.writerخرج يوسف إلى هذه الحياة بطــريقة غير شرعية، فقـــد وضعته والدته مكتــملا، رغم محاولاتها المتكررة لاجهاضه بشرب مغلى  اعشاب جبلية ضارة  حينا  و بالركض والقفز والجري حينا اخر ،خوفا من العار الذي سيلحق بها وبأسرتها ، لكن الله شاء أن يولد حيا.
بعد ولادته فكرت في كتم انفاسه او خنقه بيديها غير أن أختها الكبرى أشارت عليها بالتخلي عنه في وقت متأخر من الليل في مكان عام يرتاده الناس، حتى يجد من يتكفل به من اهل البر  والاحسان.
وشاء القدر أن يلتقطه أحد المارين، وياخذه الى مستشفى الأطفال أين اقترحت إحدى الممرضات أن يُمنح لأسرة كانت لها الرغبة الجامحة في تربية طفل من الأطفال المتخلى عنهم ،خاصة وأن المرأة عاقر وتتشوق لاحتضان رضيع يؤنس وحشتها .
اتصلت بالعائلة المعنية، فحضرت لاستلامه، فسمته يوسف تيمنا باسم رب الأسرة. فعوضه الله بأم رحيمة طيبة…
لم يكن يوسف يعلم عن أصله شيئا. كان يستغرب من اترابه الذين يلقبونه باللقيط، وكانوا يتعالون عليه ويحتقرونه وكأنه مذنب رغم أنه بريء براءة الذئب من دم يوسف، ولم يكن يعلم الأسباب . ولم يجد من بد غير ترك المدرسة والبقاء مع أمه المريضة . فقد كان يعتني بها في غياب والده . يأخذها إلى المستشفى كلما شعرت بالألم ،حتى أدركها الأجل المحتوم، وودعها  الوداع الاخير بعين دامعة وقلب يتفتت حزنا وخوفا من مستقبل مظلم .
. تزوج أبوه بامرأة شـــريرة اذاقته العذاب ألوانا .
مرت سنوات،كبر يوسف وعرف حقيقته البائسة، بدأ يبحث عن أمه البيولوجية ، بعدما أدرك أنه متبنى
وبعد رحلة شاقة من البحث المضني ، وبمساعدة جارة طيبة عثر على والدته، فذهب إليها وهو متشوق لرؤيتها، فلم تصدق أن الواقف أمامها هو ابنها، خاصة وأنها تزوجت منذ مدة طويلة ولم ترزق بابن يؤنس وحدتها…
لكنها قابلته بجفاء وريبة اذ اعتقدت أنه قصدها طمعا في مالها وميراثها ، لذا أدار ظهره لها وذهب في حال سبيله…..
في أحد الأيام رأى يوسف ملصقا معلقا على الحائط في طريقه، وهو عــبارة عن إعلان لاســــتقبال الشباب العاطلين عن العمل في معهد للتكوين المهني.
ترشح للمناضرة ونجح .وداب على التعلم حتى صار تقنيا في المعلوميات، نظرا لنباهته استقبلته شركة كبرى فاحتضنته ودأب على البحث والمشورة حتى صار فنيا ساميا  تتسابق أكبر الإدارات والشركات للاستفادة من خدماته، ، تحسنت ظروف يوسف، وتزوج حبيبته التي أحبها منذ كان في مركز التكوين .
شيد منزلا فارها واشترى ضيعة واغدق على زوجته من كد يمينه وجهده المضني ..كما أنشأ جمعية تهتم وتؤوي  الأطفال فاقدي السند .
أخيرا  أدرك يوسف  أن اللقيط ليس شخصا منبوذا وشاذا،بل اللقيط الحقيقي هو ذاك الإنسان الذي لا يسلم الناس من أذيته،وتيقن  أن العمل الجـــاد هو الذي يكون شخـــصية الإنسان وليس تاريخـــه ولا أصوله:
ليس الفتى من يقول كان أبي ♠♠♠ ولكن الفتى من يقول ها أنا ذا.

وائل احساين
من المغرب

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى