الحب " تسليم مفتاح قصة قصيرة صلاح الدين الخضر عثمان السودان (وجدت على مكتبي مظروفاً به قصاصة ورقية تشير الى أن جهاز (الموبايل ) المرفق به تسجيلاً. عزيزتي أنا متابع لعمودك عبر النشر الاليكتروني وأطمع في نقل حكايتي : في موقع على الصحراء أعمل من خلال شركة في اقامة مدن جديدة . نتوسد الرمال ونتابع النجوم والكواكب وسير السحاب والماء المنهمر ونسمع الرعد ونري برقه . فجأة اشتعلت السماء ناراً وزمجر فينا السلاح وهبت عواصف ترابية تدفن الأحياء. تشرق الشمس على أصوات أنات وصراخ . لا محالة إنه الموت ( الداعشي ) يقصدنا. قررت قبل الفناء أن أذيعك سري. كم تحركت مشاعري نحوك وأبث كلماتي ونظمي في مفكرة جهازي هذا. قبل حشرجة الروح سلاماً ووداعاً.) أعدت المشاهدة مع تكبير الصورة . هذا العاشق الولهان في تلك الصحراء يتفوق على ابن الملوح عبر سطوره . انهمكت أبكي المرحوم المقاول الصغير. إذ لا نجاة من السفاح . عزمت أن ألبس الأبيض حداداً عليه خلافاً لسوادهم راية وحقداً. اعتكفت في منزلي أناجي روح المرحوم أياماً وليالي مع الاستماع لميراثي وأندب حظي العاثر لحركة مشاعري . يرن الهاتف الثابت وهالتني الصدمة. انعقد لساني . وجاء ردي بعد صمت يقطعه انتفاض صدري . - سوف اتصل لاحقاً. لا أدري كيف منظري واردد كلمات مديرة مكتبي أن الناجي المقاول الصغير في انتظاري. أيها القادم من رحم الغيب تجدد حياتي وتعيدها الى مسارها. ورفعت السماعة : أنا قادمة لاستلم حالاً الشقة تسليم محارة.