ط
مسابقة القصة القصيرة

قصة : الشتاء الأسود . مسابقة القصة القصيرة بقلم / ياسمين مجدي عبده . مصر

الاسم : ياسمين مجدي عبده

الهاتف:01224799637
الدولة:جمهورية مصر العربية
زيارة صفحة فيسبوك

الرابط: Facebook.com/yassmin.stories

 

الشتاء الأسود

ذهب هشام في صباح اليوم التالي لسحب مظروف الاستمارات لكتابة الرغبات للتنسيق و أتى بمظروفين أحدهما له والآخر لعلياء لتكتب رغباتها وجلسا هما الاثنين مع الدتهما وكتبا رغباتهما في الالتحاق بالجامعة، ذهب هشام لتسليم المظروفات لجهة التنسيق في الموعد المحدد في انتظار النتيجة
وبعد أسبوعين من هذا اليوم استيقظ الجميع على طرق الباب وفتحت رقية واستلمت من الساعي خطاب ابنتها واستلمت زهرة خطاب ابنها قامتا بفتح الخطابات دون علم الأبناء دخلتا ليوقظا الأولاد ليلقوهم الأخبار المفرحة “لقد تحققت أمانيكما ييا أولاد هنيئا لكما ” وتسلم كل منهما الخطاب وهللا فرحاً احتضنا بعضهما البعض فصرخ عبد السلام”ما هذا اتركها يا ولد…ابتعدي يا فتاه”
علياء:لقد حققنا هدفنا يا والدي
16 سبتمبر1997
بعد أسبوعين من التحضيرات كان أول يوم في أول عام جامعي للأولاد فاستيقظ “عبد السلام” وذهب لغرفة علياء “صباح الخير,كل عام أنت بخير ,هذا هو أول يوم في أول سنة جامعة ,الحياة في الجامعة مختلفة,ستقترني بزملاؤك من الجنس الآخر,لابد أن تحترسي من التعامل معهم ولا تتحدثي مع أحد خارج الدراسة والتدريب العملي,أظن مفهوم كلامي,هيا لآخذكم بسيارتي”
علياء التي كانت طفلة أصبحت فتاة في السابعة عشر من عمرها تتميز ببشرتها البيضاء وشعرها الأسود الناعم ،التي تخفيه تحت الحجاب، عيناها العسليتان اللتان محط إعجاب الجميع واللذان القيا سهم كيوبيد في قلب هشام الذي يتميز هو الأخر بالطول الفاره الشعر الأسود المجعد العينان السوداء الذي يشع منهما ذكاء منقطع النظير
تأهب الكل واستعد للخرو من المنزل حيث ركبا الطالبان الجامعيان في سيارة الحاج عبد السلام فكانوا يتناقشوا في مستقبلهم الجامعي فقال لهم”كل عام وانتم بخيراليم أصبحتم على أول درجات السلم الجامعي الحياة العملية,لابد أن تنتبها يا أولاد فللجامعة طريقان أحدهما الطريق المستقيم الذي ينتهي بكم للنجاح والتفوق والآخر متعرج ينتهي لطريق مسدود لا نستطع الخروج منه إلا بصعوبة بالغة , وأنتم عقلاء تعرفوا لأي طريق تنتموا يا أولاد، هيا سيروا على بركة الله توفيقه”
هشام:نقسم لك يا عمي أننا عقلاء فأنا وعلياء رسمنا طريقنا وأقسمنا على التفوق النجاح في العلم والعمل
عمه:على بركة الله
ودخلا الطالبان من باب كلية الإعلام جامعة القاهرة وفي الطريق لقاعة المحاضرات “علياء يا حبيبتي نحن عقلاء ونريد أن ننتهي لنرسم مستقبلنا لتعاهديني على النجاح والتفوق فسألت علياء:لماذا لا تتحدث حتى الآن مع الدي في موضوع الارتباط؟
هشام”مندهش”:وهل هذا قته أسمعتي ما قاله والدك؟ كيف عاهدناه,فالصبر مفتاح الفرج اصبري قليلا
علياء:ولكن عليك كما حددنا مستقبلنا العلمي والعملي تحدد مع والدي مستقبلنا العائلي أيضاً لكي يرتاح قلبي وأذاكر دروسي بتركيز
هشام:أعدك بمحاولة ليس أكثر
في مساء أول نهاية أسبوع جامعي وبعد تناول الغذاء ذهب هشام لعمه عبد السلام اجتمع معه في غرفة الجلوس”في شدة الخجل”:أريد يا عماه مفاتحتك في موضوع هام
عبد السلام:تكلم فأنت ولدي الذي لم أنجبه
هشام: من هذا المنطلق سأتحدث يا عماه في صريح العبارة جئت أتقدم لطلب يد ابنة عمي علياء
عبد السلام: ولكن يا بني الزواج يحتاج لبعض التكاليف أنت ما زلت في المرحلة الجامعية وليس لديك ما يؤهلك للزواج
هشام :ولكن يا عماه أطمع في الخطبة الآن وبعد الجامعة يكون الزواج
عمه:سأفكر في الأمرولكن حتى أصل لقرار كل ما لديكما التفكير في الدراسة التدريب العملي فقط
سمعت علياء الحديث الذي دار بين والدها و هشام وجلست تبكي في غرفتها فدخلت والدتها فوجدتها غارقة في بحر دموعها وعندما سألتها عما بها علمت أنها سمعت بالحديث الذي دار بينهما في غرفة الجلوس ووعدتها أنها ستتحدث معه وتساهم في حلها
وفي صباح اليوم التالي ذهب الطلاب للجامعة وجلست رقية جلسة هادئة مع عبد السلام على مائدة الطعام”لقد سمعت الحديث الذي دار بينك بين هشام بالأمس لماذا لم توافق على الخطبة؟”
عبد السلام:لابد أن أرفض حتى لا يشتت ذلك تركيزهما في المذاكرةفليس وقته الآن ثم الولد غير مؤهل للزواج
رقية: لكن البنت تحبه وتهوى الارتباط به اعطيهم فرصة للخطبة فترة الدراسة حتى يحافظ عليها من الشباب في الجامعة وبعد ذلك لكل حادث حديث
عبد السلام:نعم لديك حق لكن كيف سيتزج هل لديه المال؟
رقية: والده سيساعده يتزوجوا
عبد السلام:لو وافق والده على هذا الأمر فلتكن الخطبة في أجازة نصف العام حتى لا تتعطل دراستهم ليجتاز عامه الأول والتاني في نجاح وتفوق
مر العامان الأول و الثاني في الجامعة نجح هشام علياء بتفوق كما هو المعتاد تقدم هشام لطلب يد ابنة عمه مرة أخرى ووافق فتمت الخطبة في هدوء ومودة وسلام بين العائلتين
مرت أشهر الصيف على خير وبدأ العام الدراسي الثالث للعروسان وقبل دخول الجامعة بليلة واحدة اجتمع الأبوان مع العروسان وكان حاد النظرات لهما ويقول لهما”كل عام وأنتم بخير غداً هو أول يوم في العام الجديد…لابد أن تنسا أنكما مخطوبان و تركزا كل التركيز في الدراسة والتدريب العملي فقط لا غير…ولكن أعود و أقول يا هشام لابد أن تأخذ حظرك من أي شاب يخاطب علياء فهي في الجامعة ، لابد من الحفاظ عليها وعليكم أن تتركوا الهواتف التي قد تضيع وقتكما هباء دون فائدة ”
نظرت إليه علا في سخرية: لماذا لا تهتم بي مثلهما ياوالدى؟
عبد السلام: أنتي مازلتي صغيرة ولم تحتاجي الاهتمام لأن لا شيء لديك يشغلك عن دراستك يا صغيرتي
علا: أنت لا تحبني، لا تهتم بأمري مثل علياء
والدها: لا تقوليهما فأنتما ابنتاي سأعاملك مثل أختك عند حصولك على الثانوية العامة وقتها لكل حادث حديث
الجمعة 21 مايو 2001
مرت الأعوام تخرج كل من هشام وعلياء وحصلا على الليسانس بتقدير جيد جدًا مع مرتبة الشرف احتفلا في الجامعة في أكبر حفل تخرج شهدتها الجامعة على الإطلاق بينما التحقت علا بكلية الآداب قسم الأسباني وقال لها مثل ما قال لشقيقتها في أول أيام دراستها الجامعية .

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى