عانت أمريكا، نهاية القرن الماضي، من سفاح متسلسل عاش في ولاية ميلووكي، فأصبح جيفري دامر الكابوس المخيف الذي لقب بالوحش، ولد الفتى من والد كيميائي فعشق التشريح وأحب التعمق فيه لكشف التكوين الداخلي لجسم الإنسان.
أصبحت هوايته المفضلة تشريح جثث الحيوانات الميتة، وتفحصها بدقة، ليكبر بداخله فضول أكبر لتشريح جثة بشرية، وازداد داخله الشغف والفضول كل يوم، حتى ظهرت ميوله السادية الشاذة في مراهقته، وارتكب أولى جرائمه في الثامنة عشر من عمره، وكان ضحيته فتى يكبره بعام واحد فقط.
طرد جيفري من الجامعة في صغره، وكان وحيدا وانطوائيا، وتم إرغامه على الالتحاق بالجيش، حتى طرد منه عقب عامين فقط بسبب إدمانه الكحول، فهرب من لقاء والده ولجأ إلى جدته، التي طردته هي الأخرى بسبب سلوكه المنحرف، بعدما ألقي القبض عليه بتهمة التعري العلن.
عرف بميوله الجنسية الشاذة، فاستدرج بها ضحاياه من الرجال، ومارس علاقة معهم وقتلهم في نهاية اليوم، حتى وصلوا إلى 17 قتيلا، ولم يكتف بقتلهم فقط، بل قام بتشويه جثثهم وتشريحها، وتناول لحومها، واستمتع بتلك الدموية مع جثثه، وألقي القبض على سفاح الرجال، عام 1991، بعد هروب أحد ضحاياه وتم الحكم عليه بالسجن 15 عاما.
وبعد القبض عليه، عثرت الشرطة على جماجم بشرية منزوعة الجلد والشعر على رفوف ثلاجة ضخمة، وجذع إنسان موضوعًا رأسيًا على بالوعة الحمام ومشقوقًا من الرقبة إلى الحوض، ووجدت برطمانًا فيه عضو ذكري محفوظ في حمض، إضافة إلى وعاءين كبيرين بهما بقايا جذوع بشرية متحللة.
أُلحق جيفري دامر بمصحة نفسية، وهناك شعر بالندم على جرائمه، وكانت نهايته شبيهة بالطرق التي قتل بها ضحاياه، فانهال عليه أحد المساجين بمطرقة حديدية فوق رأسه، ليسقط ميتا في الحال، وتوفي عام 1994.
وفي طلب عجيب، تقدمت والدة دامر بالاحتفاظ بمخ ابنها لدراسته، كما طالب أقارب الضحايا ببيع معدات القتل التي كان يستخدمها دامر في مزاد علني لصالح أقارب الضحايا، وسارعت الجمعية الأهلية بالمدينة إلى شراء المخلّفات، وهي عبارة عن مطارق ومثاقيب وبلط ومناشير وثلاجة مقابل حوالي 400 ألف دولار ثم قامت بتدميرها حفاظًا على سمعة مدينتهم من هذا العار التاريخي، أما المنزل الذي عاش فيه دامر وقام فيه بأول جريمة له سنة 1978 فعرض للإيجار بمبلغ ثمانية آلاف دولار شهريا لكن بعدها أصبح بعشرة آلاف دولار.