ط
مقالات بقلم القراء

قصة العملاق صاحب أكبر كذبة فى التاريخ بقلم / بسمة الخولى

شايفين العملاق اللي في الصور ده ؟ 😃 .

ده واحد من اكبر اكتشافات العمالقة في التاريخ، قصته طويلة شوية بس حلوة فعلًا .

بص يا سيدي

في سنة 1869 اثناء عملية حفر بئر في ارض ملك لشخص اسمه ” William Newell” في منطقة في نيويورك اسمها كارديف. عمال الحفر وقعوا على جسم غريب جدًا تحت.

عملاق متحجر طوله 3 متر، جسمه متآكل، ملامحه مش واضحة اوي، الجسد نفسه كان واضح انه حاجة بين التمثال والاجساد المتحجرة، اكتشاف محتاج خبراء يقيموه بس في الاول والاخر كان عملاق.. حاجة زي كدة مش هتعمل ضجة في التاريخ بس لكن في المجتمع العلمي كله.

المنطقة دي تاريخيًا كان معروف ان فيها حفريات وبالتالي الناس كلها اول ما الخبر طلع من ارض ” وليام نويل” اتجمعوا فورًا في محاولة انهم يشوفوا ايه العملاق اللي تم اكتشافه ده.

الاحداث اللي بعد الاكتشاف كانت متسارعة جدًا. ناس كانت مقتنعة انه رجل متحجر زي اللي لقوه قبل كدة في المستنقعات القريبة، عدد تاني قال لا ده تمثال عمله المبشرين الأوائل اللي جم هنا وان ده دليل على وجود العماليق اللي في الدين.. ومن الافضل تعيد دفنه.

وطبعًا كأي اكتشاف جديد بدئت موجة من الكتابات في الصحف والمجلات عنه بإعتباره اضخم اكتشاف تاريخي في منطقة ريفية في الولايات المتحدة وهيغير وجه التاريخ اللي نعرفه.. وبالفعل في علماء جيولوجيين ادوا تصريحاتهم وقتها انهم شافوا الاكتشاف وانه بالفعل احتمال كبير يكون عملاق متحجر.. ده شعلل الدنيا اكتر 😃 .

لما ” نويل” لقى الهجوم الرهيب ده على الاكتشاف، فكر ازاي يقدر يستفيد منه كراجل عادي. يبعت الاكتشاف متحف؟ مهو كدة مش مستفيد حاجة!.

فا قرر يعمل خيمة ضخمة فوق التمثال اللي اترفع من الحفرة واللي هيدخل يشوفه لازم يدفع 50 سنت للفرد.

في الاسبوع الاول بس التمثال زاره فوق الـ2500 فرد، متخيلين الرقم!!.

وبدئت العروض تهل سواء من متاحف أو من رجال اعمال عاوزين يشتروا العملاق، لحد ما في الآخر نويل قرر يبيعه لرجل اعمال عرض 30 الف دولار. الرقم ده وقتها كان حاجة ضخمة بالمناسبة .

الاكتشاف ده كان في 16 اكتوبر، من 16 اكتوبر لحد نص نوفمبر بدأ متخصصين كتير يزوروا التمثال، منهم علماء من جامعة روتشستر، منهم الجيولوجي ” جيمس هول “. والناس دي صرحت في البداية بإنه اكتشاف عظيم وانهم مايلين ناحية انه تمثال من انه شخص متحجر.

طبعًا العلماء دول هم كمان اساميهم سمعت في التريند اللي كان شغال ده باعتبارهم شهود عالاكتشاف 😂.

وطبعًا بدأ خناق ضخم في احقيتنا في اننا نفحص اكتشاف زي ده له مرجع ديني وانه من الافضل ندفنه ونحترم خصوصيته وان اللي العلماء بيعملوه ده حرام .. الخ.

لحد ما في اخر نوفمبر اثناء عرض التمثال، عالم حفريات اسمه Othniel Charles Marsh أو “أوثنييل تشارلز مارش” القى نظرة واحدة عليه، نظرة واحدة بس. وقال التمثال ده حديث ومزور.

مش محتاجة اقولكم ان ” تشارلز مارش ” اتهاجم طبعًا، ولا انه تم اتهامه بإنه بيحاول يدي رأي معاكس علشان يظهر. بس ده اللي حصل، والتمثال فضل يلف من عرض لعرض ومن متحف لمتحف. ويتجمع عليه كم فلوس رهيب. بس في نفس الوقت بدأ يظهر تماثيل تانية حوالين الولايات المتحدة الناس بتقول انهم اكتشفوها.. وده اللي خلى الناس اخيرًا تنتبه ان في حاجة غلط.

يوم 10 ديسمبر في نفس السنة، طلع راجل كُبرة كدة اسمه “George Hull” صاحب خط تجارة تبغ وقريب ويليام صاحب الارض اللي فيها الاكتشاف.

واعترف بسخرية قدام العالم كله ان التمثال من صنعه.

جورج قال ان الفكرة بدئت في دماغه من سنة 1867. بسبب انه حضر جلسة كان فيها جدال ضخم بين ناس من الكنيسة وناس من المجتمع العلمي. وكل واحد كان متمسك تمامًا برأيه. القس من الكنيسة كان بيقرأ جزء من الانجيل عن العمالقة. وده اللي خلق الفكرة في دماغ جورج.

خلال السنتين اللي بعدها صرف حوالي 3000 دولار من فلوسه الخاصة، وسافر اكتر من ولاية علشان يلاقي افضل انواع الجبس، وافضل عمال يشاركوه في صمت في الخطة. التمثال اتحفر على شكله هو، اتغطس في احماض واتصنع فيه فجوات يدوي علشان يبان انه قديم.

وبالاتفاق بينه وبين قريبه ويليام، التمثال اتنقل في صندوق واتدفن في الارض. والموضوع اتقفل لمدة سنة كاملة لحد ما ادى اشارة البدء في الحفر وبدئت بقى الاحداث دي كلها.

ليه كل ده ؟

علشان يثبت للعالم قد ايه المجتمع كله على استعداد يجري ورا الاخبار علشان يظهر، وقد ايه المجتمع كله عنده استعداد ينقسم لمجرد انه يثبت ان هو صح.

التمثال مازال معروض لحد دلوقتي في متحف المزارعين في كوبرزتاون كأكبر خدعة في تاريخ الولايات المتحدة.

بس كدة 😃 .

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى