ط
مسابقة القصة القصيرة

قصة الغرفة فى الطابق الثانى .مسابقة القصة القصيرة بقلم / بن سعيد خيرة .الجزائر

الإسم و اللقب : بن سعيد خيرة
البلد : الجزائر
الفون : ٠٦٧٦٧٨٥٩٤٣
الواتس : +٢١٣٦٧٦٧٨٥٩٤٣
لينك صفحة الفايسبوك : https://www.facebook.com/lily.ladybee
المجال : القصة القصيرة

“الغرفة في الطابق الثاني”

في الطابق الثاني لإحدى الثانويات غرفة مغلقة، يقال أنها مسكونة.. ذات مرة تحدت “دينا” الفتاة المتنمرة طالبة أخرى اسمها”سلوى” على الدخول إليها..
قالت دينا بابتسامة جانبية:
– هل أنت مستعدة ؟
بتوتر ردت عليها سلوى:
– أ.أجل مستعدة
أمسكت المقبض فابتعدن.. أدارته و فتحت الغرفة قليلا ثم انتظرت، كانت دقات قلبها تتسارع و يعلو صوتها، و تراكمت حبيبات العرق على جبينها..
– هيا أسرعي ! .. نطقت إحدى الفتيات
أصبحت يداها ترتجفان و اشتد توترها، فأعادت إغلاق الباب.
ضحكت دينا بصوت مرتفع ثم قالت:
– جبانة !! سوف أخبر الثانوية كلها أنك جبانة ! طفلة! مدللة أبيها !
ذهبن و هن يضحكن بصوت عال، فدمعت عينا سلوى و راحت تبكي في وحيدة بعيدا عن الأنظار..
في الغد، كان الجميع يشاور عليها و يتكلمون فيما بينهم، رأت ضحكاتهم و نظراتهم الساخرة.. فقالت في نفسها :
– حتما نفذت ما قالته البارحة
جاءت إليها صديقتها إيمان:
– لقد نشرت دينا صورا مضحكة فيها وجهك، خذي ٱنظري..
صدمت مما رأت، فالصور قبيحة و تسيء لسمعتها.. الملعونة المتكبرة، سأريها !!
بصوت عال صرخت فيهم :
– كل من يقول عني جبانة و طفلة فليتبعني، سأثبت لكم العكس و الآن.
بكل عزيمة توجهت إلى الغرفة المشؤومة، وضعت يداها على المقبض، أخذت نفسا عميقا.. نظرت إليهم ثم فتحت الباب و دخلت.
أغلقوا الباب ورائها، تقدمت للمنتصف و وقفت بضعة دقائق مغمضة العينين ثم…
– الحمد لله، لا يوجد شيء هنا ! سأخرج الآن.. قالت بارتياح و هي تطلق زفيرا
استدارت للخلف و مدت يدها إلى الباب فلم تستطع فتحه، حاولت جاهدة أن تصرخ و تقرع على الباب لكن ما من صوت يرد عليها من الخارج.
– لا، لا، لا، ساعدوني !! افتحوا البااااااب ! هاااااي.. لا أحد يسمعني.. يا إلهي ماذا سأفعل ؟
سكون غريب يملأ الغرفة كأنها منعزلة عن العالم، صرخت من النوافذ طلبا للمساعدة لكنها تطل على جدار عال فقط، بعد قليل تناهى إلى سمعها صوت هامس :
– مرحبا
ارتعشت كليا و اقشعر بدنها، بلعت ريقها بصعوبة ولم تلتفت ناحيته.. بل راحت تصرخ و تقرع الباب و تركله برجلها لعله يفتح..
– أخرجونييييي ! آاااااه ! النجدة النجدة !!!!
صوت ضحك أنثى، نزلت دموعها مسترسلة من الخوف.. هواء سخن مر على خدها.. خافت أكثر فجلست أرضا تبكي بحرارة.
عاد الصوت مجددا :
– لا تخافي لن أؤذيك، أريد دينا و فقط
– دعيني أخرج أرجوك
– سوف تخرجين لكن أخبري دينا بأن تدخل إلى هنا الآن و لا تقولي لها شيئا آخر.
في الخارج قالت إيمان للطلبة المجموعين أمام الباب: أما حان الوقت كي نخرجها ؟!
ردت دينا و هي تجتر العلكة:
– دعيها قليلا، يبدو أن المكان قد أعجبها ههههه
عقدت إيمان حاجبيها غضبا و قامت بفتح الباب..
بعدما كانت سلوى جالسة في الأرض فتح الباب.. فخرجت جريا و ارتمت في أحضان صديقتها إيمان.
عانقتها بشدة و بعد أن هدأت، سألتهم :
– لم لم تفتحوا الباب ؟ ألم أصرخ طلبا للنجدة ؟
نظرت إليها صديقتها بتعجب ثم قالت :
– لم نسمع شيئا، حتى أنه عندما أطلت البقاء و لم تخرجي قلقنا و قمنا بفتح الباب.
– كذب ! أنتم تكذبون !! لقد صرخت و ركلت الباب و أثرت ضجة.
أمسكتها إيمان من كتفيها قائلة:
– أقسم أننا لم نسمع شيئا.
– حسنا، حسنا.. التفتت إلى دينا و أردفت: و الآن أتحداك أن تدخلي يا شجاعة
ضحكت دينا ثم دخلت إلى الغرفة، جلست سلوى أرضا و هي تبتسم..
بعد مدة فتحوا باب الغرفة.. فوجدوها مشنوقة و معلقة أعلى الغرفة، فأصبح الطلاب يصرخون و ينتحبون بينما قامت سلوى و قالت لإيمان و هي تهم بالمغادرة :
– نالت ما تستحقه
– لم تقولين هذا ؟
– إنه سر !! هههههههههه
في الغد جاء المحققون إلى المدرسة فتم استدعاء سلوى لمكتب المدير..
قال المحقق مجد و هو يحكم رباط رقبته:
– أخبرينا، من تسبب بمقتل دينا ؟
سلوى و هي تمط شفتيها:
– و ما أدراني ؟
تقدم مجد منها قائلا:
-أنت دخلت الغرفة قبلها فماذا وجدت ؟ أو ماذا فعلت ؟
سلوى بلا مبالاة:
– لم أفعل شيئا، خفت فجلست أبكي
– اسمعي يا سلوى لا تضيعي وقتا كثيرا، تكلمي و أخبريني بما تعرفينه
– يا إلهي! أخبرتك بأنني لا أعرف شيئا
– شهدت إيمان بأنك قلت لها “أنها نالت ما تستحقه” فما هو قصدك بهذا ؟ ما هو الذي تستحقه دينا ؟
– عقاب صغير
– إذن أنت تعترفين، سأسهل عليك الأمر.. دينا فتاة متنمرة و الكل يعرف هذا و من حقك أن تنتقمي لأنها شوهت سمعتك بهذه الصور، صحيح ؟… و رمى أمامها الصور المضحكة
غضبت سلوى عند رأيتهم فقالت:
– حسنا.. حسنا سأخبرك بما حدث، أولا أنا لا يعنيني ما حدث هناك و لم أفعل شيئا لدينا، ثانيا هذا التحدي كان فرصة كي ينتقم أحدهم منها.
– انتقام ؟! و من تقصدين بأحدهم ؟ هل كان في الغرفة شخص آخر ؟
نظرت سلوى إلى ما خلف المحقق مجد بضعة دقائق ثم أكملت بابتسامة:
– قبل سنتين قامت دينا بإجراء مقلب مخيف لفتاة تدعى “مها”، المسكينة كانت تعاني مشاكل في القلب و بسبب الرعب التي أحدثته دينا لها في تلك الغرفة سقطت ميتة و لم يحاسب أحدهم دينا لأن أباها له يد طائلة في سلك الشرطة لذا تم غلق القضية و التستر على الفاعل.
هز مجد رأسه أسفا ثم قال:
– إذن تودين القول أنه انتقام أرواح !!
– أجل و سمه ما شئت.. و يمكنك التأكد من هذا إن بحثت في السجلات القديمة في قسم الشرطة.
– سأفعل
– إذن أنا بريئة كما ترى فهل يمكنني الذهاب الآن ؟
– أجل يمكنك الرحيل و لكن سنستدعيك فيما بعد لتسجيل أقوالك.
و مجددا تم غلق القضية و إيداعها ضد مجهول بينما تم الحكم على والد دينا بعشر سنوات سجنا نافذا.
*النهاية*

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى