قصة : اللون الأسود .مسابقة القصة القصيرة .بقلم / هاني السيد إبراهيم عبدالله . مصر

قصة قصيرة ……..  بعنوان /   اللون الأسود

اللون الأسود هو المتحدث الرسمي لهذه الليلة . كل النساء ترتدي اللون الأسود . الحزن يرسم ملامحه الحادة على الوجوه . الضحكات والبسمات خاصمت الشفاه وكثرت الآهات وكلمة آآآآآآه . الدموع تسيل على الخدود كما تسيل مياه المطر بلا حدود والكل في حالة حزن وشرود  ولم لا ؟ ! والليلة هي عزاء الحاج ثروت الذي مات بسبب مرضه الخبيث في مستشفى السرطان . الزوجة تبدو في حالة حزن وبكاء منهمر ، والأولاد آثروا الصمت على الكلام حزناً وكمداً على فقد الأب العزيز الغالي أما الابنه  أحلام فهي في حالة ذهول و إعياء مدمر .

( بعد مرور نصف ساعة من انتهاء العزاء )

الزوجة ( تليفونياً ) : أخيراً مات من كان يمثل عقبة في طريقنا .

صاحب المرحوم :طال صبري يا حبيبة الفؤاد .

الزوجة : بعدإانقضاءالعدة سنتزوج وسوف أسعدك كما لم تسعد من قبل .

في نفس التوقيت وتحديداً في إحدى الكافيتريات الخاصة كان الابن الأصغر يشرب الخمر بنهم وأخذ يتحدث إلى أحد البلطجية قائلاً : لا بد من التخلص من أخي الأكبر لأنه هو العقبة الوحيدة في طريقي نحو السعادة والحصول على الأموال أما أختى أحلام فهي مازالت صغيرة تدرس في الجامعة وأنا كفيل بالسيطرة عليها.

( في اليوم التالي )

مات الابن الأكبر أثر طعنة في الصدر ، وتوالت التحقيقات .    ( بعد مدة )

صدر الحكم على الابن الأصغر بالأشغال الشاقة المؤبدة بتهمة التحريض على القتل.   العم : أحلام يا بنتي والدك باع لي كل ممتلكاته قبل وفاته حتى البيت الذي تسكني فيه ، ولن أطلب منك إخلاء السكن قبل شهر من الآن .

 استيقظت أحلام على رنين الهاتف .

أحلام : ألو

إحدى الممرضات : السلام عليكم  للأسف لقد مات الحاج ثروت متأثراً بمرضه وإنا لله وإنا إليه راجعون  .

أصاب أحلام الذهول لأنها اكتشفت أن كل ما فات كان مجرد كابوس مزعج  .

( بعد انتهاء العزاء )

العم( سامر ) : والآن وبعد اجتماعنا كلنا كأسرة واحدة مترابطة محبة أود أن أخبركم أن والدكم  الحاج ثروت أخي ترك ثروته أمانة عندي والآن يجب أن أؤدي  الأمانات إلى أهلها بما يرضي الله واعلموا أنكم أولادي وغداً سيكون المحامي حاضراً حتى تأخذون حقوقكم . يرحمك الله يا أخي رحمة واسعة . لقد كنت نعم الأخ ونعم السند .

الزوجة ( فريدة ) : الله يرحمك يا زوجي العزيز كنت نعم الزوج . لن أنساك وسأظل مخلصة لك طول الحياة .

تامر( الابن الأكبر) : الله يرحمك يا والدي كان دوماً يوصيني بأختي أحلام ، والله لن يرتاح لي بال حتى أراها في بيت زوجها إن شاء الله .

سمير( الابن الأصغر ) : أحسنت يا تامر . أوصاني أيضاً أن أكون لك عوناً وسنداً يا أخي العزيز .

أحلام : الله يرحمك يا والدي سترني حياً وميتاً .

تمت

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قصة قصيرة / اللون الأسود

تأليف / هاني السيد إبراهيم عبدالله

العنوان / أبراج بروتكس برج الجامعة قطعة 78 الدور الأرضي شقة1 بورسعيد

تليفون / 01024353390